حذر أحمد أبوالغيط وزير الخارجية من خضوع القرار السياسي العربي للهيمنة الإسرائيلية والإيرانية في حالة ما أصبحت الأخيرة قوي نووية ولم تتخل الأولي عن برنامجها النووي.. وقال وزير الخارجية إنه عندما تدخل دولة "شقيقة" مثل إيران العالم النووي وتمتلك سلاحًا نوويا فإن هذا سيعطي لإسرائيل الشرعية في امتلاك السلاح النووي كما سيجعلها تتحجج بامتلاك إيران سلاحًا نوويا وفي هذه الحالة فإن القدرات النووية الإيرانية والإسرائيلية ستفرضان أنفسهما علي القرار السياسي العربي وسيجد العرب أنفسهم "عرايا" وتحت سيفين، السيف الإيراني والسيف الإسرائيلي. وشدد وزير الخارجية أنه في هذه الحالة ستحتاج الدول العربية إلي درع واقية معلنا أن هذه الدرع لن تكون غربية ولن تقبل مصر ولا الدول العربية مظلة من الحلف الأطلسي أو أي مظلة غربية. وأكد أبوالغيط ضرورة معالجة الملف النووي الإسرائيلي كما تتم معالجة الملف النووي الإيراني، وقال أبو الغيط إن الغرب يتحمل مسئولية ما يحدث الآن لأنه أغفل الملف النووي الإسرائيلي لعقود ممتدة. وأوضح أبوالغيط في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره البولندي يوم أمس رادسولاف ميجوركس أن مصر ليست دولة معادية "لإيران" لأن إيران دولة صديقة وإسلامية، ولكن.. مصر لها مسائل محددة فيما يتعلق بالموضوع النووي عنوانها الرئيسي خلق منطقة منزوعة من السلاح النووي في الشرق الأوسط، مشيرا في هذا الصدد إلي مبادرة الرئيس مبارك التي أطلقها عام 1995 لإخلاء الشرق الأوسط من الأسلحة النووية. وردًا علي سؤال عما إذا كان هناك تراجع في الموقف العربي فيما بتعلق بالمفاوضات مع إسرائيل في ظل ما يتردد عن وجود مفاوضات غير رسمية بين العرب وإسرائيل.. قال أبوالغيط إنه لا توجد مفاوضات غير رسمية بين الفلسطينيين والإسرائيليين وما يوجد هو اتصال عن طريق أمريكا مع موفدي السلطة الفلسطينية وغدا مع موفدي الجانب الإسرائيلي لبحث العناصر التي يمكن أن تؤهل بدء المفاوضات.. وأضاف أن الولاياتالمتحدة تسعي لإقناع إسرائيل بوقف الاستيطان، وأضاف أبوالغيط أن المبعوث الأمريكي جورج ميتشل سيأتي للمنطقة قريبًا كما أننا اجتمعنا معه في نيويورك أثناء انعقاد اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة. وأضاف: المؤكد لدينا أننا نركز علي نهاية طريق السلام أو "End game" وهو واضح في المفهوم المصري والعربي وأؤكد أنه واضح أيضا في المفهوم الأمريكي وأكد أبوالغيط أن القرار سيكون للقيادة الفلسطينية في حالة حصولها علي تأكيدات وقال أبوالغيط: نحن لا نثق في الطرف الآخر ومع ذلك لا يمكن أن نتوقف عن التحرك والمفاوضات حتي لا تأكل إسرائيل الأرض ونصل إلي عام 2015 ولا نجد ما يسمي بفلسطين. وأكد أبوالغيط أن الشجاعة واتخاذ القرار وعدم التسليم للطرف الإسرائيلي بأي شيء هو المحرك الأساسي للمفاوض إذا ما قرر بنجاح المفاوضات، مشيرًا إلي أن الأسابيع المقبلة ستكون حاسمة في مستقبل القضية. ومن جانبه وجهة وزير الخارجية أحمد أبوالغيط رسائل شفهية إلي أعضاء اللجنة الرباعية الدولية للشرق الأوسط والتي تضم الولاياتالمتحدة وروسيا والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي.. شدد في رسائله علي خطورة ممارسات السلطات الإسرائيلية بالسماح لمجموعة من المتطرفين إلي ساحة المسجد الأقصي محذرًا من تداعيات ذلك.. منبهًا إلي ضرورة قيام أعضاء اللجنة الرباعية وفي مقدمتهم الولاياتالمتحدة بالتدخل العاجل من أجل السيطرة علي الأوضاع والحيلولة دون تدهورها بشكل متزايد.