شارك مجموعة من الأدباء والكتّاب أصدقاء الكاتب الراحل رجاء النقاش، من بينهم الكاتبة فريدة النقاش والشاعر فاروق شوشة، في الحفل الذي نظمته دار "نهضة مصر للطباعة والنشر"، لتوقيع ثلاثة كتب أصدرتها الدار للكاتب الراحل وهي: "الموت في قميص النوم" و"هل تنتحر اللغة العربية" و"ثلاث نساء من مصر"، وأقيم حفل التوقيع الذي أداره الروائي علاء الأسواني في مكتبة مبارك العامة. قالت الكاتبة فريدة النقاش شقيقة الكاتب الراحل في كلمتها بهذه المناسبة: إن رجاء هو الأخ الأكبر الذي تولي تربية ثماني أشقاء في تلك البيئة الريفية الفقيرة، وبدأ حياته المهنية منذ أن كان عمره 16 عاما، وعمل بالجرائد بالقطعة، وأعطي العديد من الدروس كما عمل مصححا. كما أوضحت أنه كان ناقدا لكل ما حوله حتي اتسع نقده ليشمل الفكر ونقد الانعزاليين في الصحافة العربية، ولم يكن مدافعاً فقط عن عروبة مصر وإنما أيضاً عن حاجة العرب لمصر، كما استطاع أن يزيل الخصومة المفتعلة بين الصحافة والأدب، في الوقت الذي كان فيه تعال من الأدب عن الصحافة وابتعاد من الصحافة عنه باعتباره عديم الفائدة. وأشارت إلي إنه زاوج في جميع أعماله بين التحرر الوطني وبين التحرر الاجتماعي، وبالتالي أرجع في كتابه "العقاد بين اليمين واليسار" أرجع ارتداد عباس العقاد عن مسيرته الأولي، وارتباطه السريع بالرجعية والقصر والأفكار القديمة لهذا التزاوج والتفاعل العميق بين التحرر الوطني وبين قضية العدالة الاجتماعية. وعرضت رئيسة تحرير "الأهالي" لنقد رجاء بشكل جذري للتطرف الديني، ودخوله في جدل في السنوات الأخيرة قبل فترة مرضه الأخير مع مفتي الديار المصرية الدكتور علي جمعة حول موقف الإسلام من النحت والتصوير، وإزالة الخصومة المفتعلة بين الفن والدين. وأوضح الشاعر فاروق شوشة أن رجاء النقاش عندما قام بجمع مقالاته في كتابه "في أزمة الثقافة المصرية" كان الفارق كبيرا بين كتابه وكتاب عبد العظيم أنيس ومحمود أمين العالم "في الثقافة المصرية" الذي اعتمد علي التطبيق المركسي الأيديولوجي، وبالتالي كانت الأحكام شديدة القسوة والحدة، وعندما جاء كتاب النقاش أدرك الناس إن هناك أفقاً وشمولاً واتساعاً للرؤية الوجدانية العقلية وعدم التقييد بمذهب نقدي أو باتجاه نقدي معين. وأكد شوشة أن رجاء اكتشف منذ أول يوم له في الكتابة أن الكاتب الحقيقي هو من له أسلوب ولغة مميزان، يعرف بهما حتي وإن لم يكتب اسمه، كتابة النقاش في "الأهرام" بأنها كانت نقلة كبيرة بالنسبة له، لأنه واجه القارئ العادي للأهرام، واستطاع بمقالاته أن يشكل تيارا من القراء أدرك أن هناك كاتبا من طراز مختلف يتناول القضايا الصعبة والمعقدة التي تضمن المواجهات في أسلوب غاية من السلاسة، بعيدا عن المهاترات التي يظن بعض الكتاب أنها تجذب القراء. وأضاف شوشة أن كتب النقاش الثلاثة التي يتم توقيعها تمثل الصيغة الأخيرة التي استقر عليها أسلوبه ولغته، ففي كتابه "كيف تنتحر اللغة العربية" يقدم خلاصة لعلاقة حميمة مع هذه اللغة، وكافة كتابته الأخري تعبر عن واقع ملموس في حياته الأدبية