أجمل ما يمكن طرحه فيما يتعلق بمسألة تكنولوجيا المعلومات انها ظاهرة تقنية انسانية.. وهذا الأمر يساهم فيه مبدأ انه لأول مرة في تاريخ علاقة التقنية بالانسان ان التقنية هي التي تنادي علي الانسان مجردا وليس الانسان المتخصص.. فاليوم يستطيع أي انسان ان يتعامل مع تكنولوجيا المعلومات ويتفوق. ثم ان التقنية ذاتها تعد سوقا تجارية كبيرة جدا تستطيع ان تستوعب العديد من المعادلات التي تراها الدول والحكومات صعبة. وهنا يبرز جمال مسلك تكنولوجيا المعلومات، هذا المفهوم الذي استطاع ان يجعل من مبدأ ضرورة تدخل العلماء لوضع جميع الحلول لمشكلات البشرية . والحقيقة التي لم تكتشف بعد في وطننا العربي ان الحلول التي وضعتها تكنولوجيا المعلومات افقدت العديد من المفكرين التوازن وجعلت مسألة اعادة النظر في المسلك الثقافي البشري امرا واردا وربما لازما. وتداخل ذلك كله في صنع القرار علي جميع المستويات بما في ذلك القرار القانوني ومن ثم السياسي. ولم تكتف بذلك فحسب بل زادت من معدل ابراز القدرة علي التوازن لكي يتم خلق توازن حيوي بين التفكير والقرار وبحيث يجب ان يصب هذا التوازن في مصلحة المواطن العربي. ولكي نكون علي بينة من الأمر فإن الحال لم يتوقف عند هذه النقطة فما زالت وعود تكنولوجيا المعلومات تتحقق فعلا في أرض الواقع ومازال الأمل فيها لكي تضع جميع الحلول لمشكلات اعتقد المواطن العربي انها لن يتم حلها علي الاطلاق والتي أهمها علي الاطلاق مسألة حرية التعبير والحق في الخصوصية. ويجب فهم المعادلة علي أساس ابسط من تعقيدات السياسة وتخبط الأيجو. فكل المشكلات العربية وعلي جميع المستويات سوف تضع لها تكنولوجيا المعلومات الحلول التي تليق بها. في التعليم والصحة والبيئة والإدارة والأمن والإعلام وصناعة المال وحركة التجارة والاقتصاد. فالتنمية البشرية مرهونة اليوم بالتطور الحادث في تكنولوجيا المعلومات. التطور حادث وسوف يفرض نفسه بشكل لم يسبق له مثيل في تاريخ البشرية، هذا إذا كان للبشرية تاريخ موحد.