حسم الوزير فاروق حسني الجدل الدائر بعد انتهاء معركة اليونسكو في رسالة إعلامية كتبها بيده قال فيها: الآن وبعد انتهاء التجربة الثرية لانتخابات اليونسكو التي خضتها كمرشح يحمل اسم مصر وما استتبع ذلك من تداعيات ومناقشات أجدني وبشيء من التأمل الهادئ مع النفس أن أحد المكاسب الكبيرة التي خرجت بها من هذه التجربة هو ذلك البرنامج المتكامل الذي خضت به انتخابات اليونسكو، وها أنا أعلن للرأي العام أنني سوف أسعي خلال الفترة القليلة المقبلة للبدء في تطبيق هذا البرنامج من خلال وزارة الثقافة، كي تضيف إلي ما تحقق ويتحقق أثرًا علي أثر، ورسالة إثر رسالة، في التفاعل مع ثقافات العالم أجمع.. هذا البرنامج يمثل الرؤية الإنسانية التي تقدمت بها للمنظمة ودول العالم، رؤية نبعت من مصر بكل ما تحتويه من ثراء وإبداع وتسامح. بعد تجربة ثرية تبعتها عاصفة من العواطف تلاها التأمل لما حدث وما سوف يكون .. أجدني أمامها أولاً وقد زادتني ثراءً وزدتها دربة ومثابرة، فقد كانت وبحق تجربة فريدة ومليئة بالمتناقضات، وأجدني ثانيا راضيا وقانعًا بما أفضت إليه من نتيجة وجب علينا احترامها بانتخاب مدير عام منظمة اليونسكو. ولكن قبل أن أطوي صفحة اليونسكو فالأمانة تحتم علي أن أؤكد أن السيد الرئيس حسني مبارك قد شرفني بترشيحي لهذا المنصب المهم، وكان هذا في حد ذاته تقديرًا شخصيا من فخامة رئيس الدولة. كانت تجربة شاقة، أصعب ما فيها مسئولية المرشح أمام المجتمع وأمام الرئيس، وكم كنت أتمني من كل قلبي ووجداني أن أهديهما نجاحًا يضاف إلي رصيد هذا الوطن الجليل، وكان لله ما أراد. وبعد، فقد وجب علي أن أتوجه بشكري وامتناني لكل هؤلاء الذين أعطوني من حماسهم وعواطفهم. وشكري أولاً لوطني وللسيد الرئيس والسيد رئيس مجلس الوزراء ولزميلي وزيري الخارجية والتعليم العالي، وزملائي الوزراء وكل أجهزة الدولة علي الدعم الكامل الذي أبدوه بإخلاص، وكذلك لكل أصدقاء الدرب في هذا المجال. كما يهمني أن أتوجه بالشكر والتقدير لدول العالم التي منحتني فرصة التفوق والاستمرار في رحلة الانتخابات، للعالم العربي الذي كان له الفضل الأكبر في هذا الكسب الذي خرجنا به من هذه المهمة، وقد كان دعمًا كبيرًا وموحدًا، ولدول جنوب أوروبا بكل ثقلها وبخاصة إسبانيا، وفرنسا، وإيطاليا، واليونان، التي كانت جميعها مثالاً رائعًا لتكاتف حوض البحر المتوسط، وللدول الكبري بآسيا وعلي رأسها الهند، وكذلك الصين وباكستان ودول أخري صديقة شعرنا بتكاتفها معنا أثناء المنافسة، ولدول أمريكا اللاتينية ودور البرازيل العظيم، التي وقفت مع دولة كوبا الصديقة موقفًا رائعًا شهد له الجميع وشيلي والأرجنتين، إضافة إلي الكثير من دول أوروبا الشرقية وأفريقيا الصديقة، ولولا فضل هؤلاء، لما أوشكنا علي الفوز.