وصلني علي بريدي الإلكتروني المقال القيم للدكتور عبد الهادي مصباح، وهو بعنوان (لماذا لا نؤجل دخول المدارس والجامعات؟). وتأتي أهمية هذا المقال في أنه يتناول قضية فيروس أنفلونزا الخنازير H1N1 بشكل علمي وموضوعي من أجل الصالح العام. بالطبع، ورغم تأجيل بدء العام الدراسي، فإن المواطن المصري العادي لايزال لا يشعر بخطورة هذا الوباء، ولا يعرف أساليب مواجهته الطبية الوقائية. ولقد حملت تحذيرات منظمة الصحة العالمية إنذاراً واضحاً من احتمال إصابة 20٪ من سكان العالم بتلك العدوي أثناء الموجة الثانية من انتشار الوباء العالمي خلال فصلي الخريف والشتاء القادمين. ولا أحد يستطيع أن يضمن ما سيحدث. أتفق مع د.عبدالهادي مصباح بأنه لا يمكن التهوين من شأن هذا الوباء علي اعتبار أنه فيروس ضعيف لأننا لا نضمن سلوك وشراسة الفيروس مع انخفاض درجة الحرارة من جهة، ومع بعض السلوكيات السيئة المنتشرة بين العديد من أفراد الشعب المصري من جهة أخري، وعلي سبيل المثال: البصق علي الأرض، والتقبيل، وعدم التعود علي غسل الأيدي باستمرار.. في ظل: 1 كثافة سكانية عالية ومرتفعة داخل الكيلو متر الواحد 2 العشوائيات التي أصبحت الحزام الخطر حول محافظة القاهرة الكبري 3 تكديس وزحام في كل مكان بدون أي نظام واضح 4- نسبة الأمية المرتفعة.. بشكل يتعارض مع المبادئ الأولية للوقاية الصحية لم أتعجب من تصريح محافظ كفر الشيخ بأنه غير مقتنع بأن فيروس أنفلونزا الخنازير H1N1 هو فيروس خطير، وبالتالي، فإنه لن يلغي الموالد ولن يؤجل المدارس. لأن شأنه شأن كل المصريين الذين كثيراً ما يجتهدون في الطب بتشخيص الأمراض وعلاجها أو يجتهدون في الدين.. فنجد سيلاً من الفتاوي الدينية بلا أي تأصيل علمي أو مرجعية فقهية. لا نستمع لصوت وزير الصحة ولا للأطباء المتخصصين، ونسمع لأصوات أخري نشاز تتعامل مع الوباء علي اعتبار أنه قضية للاجتهاد والرأي. وما يجب التنبيه له والتركيز عليه أن قرار تأجيل الدراسة ليس قراراً ترفيهياً، بل هو يجنبنا الكثير والكثير مما يمكن أن يحدث لأبنائنا وعائلاتنا. لا يمكن أن نغفل أن حال مدارسنا لا يسمح بالوقاية أو حتي بوجود أماكن بها تصلح للعزل.. خاصة أن الكثافة الطلابية في الغالبية العظمي من الفصول لا تقل عن 60 طالباً.. أي أن الفيروس قد دخل بيت 60 أسرة.. والبقية تأتي. نعم، هناك فرق كبير بين التراخي والاستهتار والتواكل وبين الفزع والهلع الذي يؤدي إلي حالة من البلبلة التي لن تفيد بأي حال من الأحوال. ياسادة.. المجتمع يحتاج إلي توعية جدية.. يتم فيها توجيه أكثر من رسالة فعالة للشباب والأطفال وكبار السن.