لم تحظ ذكري هجمات الحادي عشر من سبتمبر باهتمام كبير لدي دوائر البحث الأمريكية علي الأقل في يوم ذكري وقوع الهجمات، فلم تقدم تحليلات حول استراتيجية مكافحة الارهاب ومدي نجاحها من فشلها أو تقيم معركة كسب قلوب وعقول المسلمين التي بدأتها ادارة جورج بوش لتجيب عن السؤال الهام وهو: هل أصبحت أمريكا بعد ثماني سنوات علي الهجمات الارهابية وحربي أفغانستان والعراق..أكثر أمنا؟ لكن مراكز الفكر اليمينية وكالمتوقع كانت في طليعة من اهتم بمراجعة العهد السابق للاشادة بأجندة المحافظين الجدد مثل معهد أمريكان انتربرايز، اذ كتبت دانيال بليتكا نائب رئيس المعهد مقالا بدأته بالقول ان الحرب التي بدأت في الحادي عشر من سبتمبر عام 2001 لا يزال ينبغي كسبها مؤكدة أن الحسم فيها لن يكون علي أرض المعركة بل علي أرض الأفكار. وعددت بليتكا ما اعتبرته انجازات أو "أخبار جيدة" حدثت منذ ذلك الحين في رأيها مثل تحرير أفغانستان والعراق والذي وصفته مثل تحرير أوروبا في القرن الماضي واستبدال حكومة دينية وديكتاتور يعتبران نصرا أيضا. وأضافت في مقال نشر بمجلة "فوربس" ان الحكومة الباكستانية نجحت في قتل بيت الله محسود زعيم طالبان باكستان وقادة ارهابيين آخرين كما ساعد التعاون المخابراتي بين واشنطن واسلام آباد في توفير أجواء من عدم الاستقرار للمتطرفين في المناطق القبلية الباكستانية، أما تنظيم القاعدة فعايش أوقاتا صعبة. ولم يفت بليتكا أن تنتقد الرئيس باراك أوباما في نهاية مقالها لتراجعه في أجندة الحريات والديمقراطية بما يعني هجر معركة العقول وتبقي تضحيات الجنود الأمريكيين الذين أهدوا أرواحهم في الحرب علي أرض المعركة وحدها. أما معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدني فاستضاف الجنرال رونالد برجيس مدير جهاز المخابرات في البنتاجون ضمن سلسلة محاضرات حول مكافحة الارهاب. برجيس اعتبر أن التهديد الارهابي الرئيسي الذي يهدد المصالح الأمريكية وهو العناصر المتطرفة المتحالفة مع تنظيم القاعدة قد تطور من مجموعات مختلفة إلي حركة متناغمة تحركها ايديولوجية مشتركة، مشيرا إلي أن زعماء القاعدة يعلنون أولوياتهم فتفسرها هذه المجموعات حسب تفكيرها لتبدأ في تنفيذ هجماتها وتعقب أهدافها التي حددتها. وقال المسئول الأمني الأمريكي ان هذا التوحد في الرؤية والايديولوجية غير مسبوق خاصة وأنه لا توجد قيادة مركزية تحرك هذه المجموعات المنتشرة في العالم.