جدد الدكتور أحمد مرسي، أستاذ الأدب الشعبي بكلية الآداب جامعة القاهرة اتهامه للشاعر عبد الرحمن الأبنودي بسعيه لمحاربة الجهود التي تقوم بها الجمعية المصرية للمأثورات الشعبية وعلي رأسها أحمد مرسي في تسجيل السيرة الهلالية ووضعها في قائمة التراث الشعبي للإنسانية، وقال: "السيرة الهلالية ليست ملكا للأبنودي أو لأحد، وليس لها رواية واحدة". حديث مرسي جاء تعليقا علي ملحوظة ساقها الشاعر أشرف يوسف أكد فيها أن الفكر الوهابي أصبح يسيطر علي المجتمع المصري في ظل تراجع التراث الشعبي، وذلك في الندوة التي أقامتها دار" العين" مساء الثلاثاء الماضي لمناقشة كتاب "المرأة والحدوتة" للدكتور خالد أبو الليل. ووصف مرسي الفترة التي نعيشها "بالمريضة" وأكد أننا لم نمتلك يوما نهضة حقيقية بل كانت في وجهة نظره مجرد مشروع تهدمت أركانه ومؤسساته ولهذا تزايدت نسبة المتشددين دينيا وتعاملنا مع التراث كمقدس لا يمكن نقده أو إعادة النظر فيه، وقال:" لن أدخل نفسي في معارك فرعية وسأركز علي جمع التراث بالجهود الذاتية في ظل تراجع الدولة عن مساعدتنا"، واقترح أن تتبني دار "العين" مشروعا يحمل اسم " احكي لطفلك" تقوم من خلاله الدار بطبع الحكايات الشعبية في كتب تمكن الآباء والأمهات من حكيها لأطفالهم في مرحلتهم العمرية ما قبل المدرسة. وتعرض مرسي لموضوع الكتاب وانتقد عددا من الأفكار التي رآها مغلوطة، وقال:"للأسف الشديد نحن نقوم باجتزاء الأمثال الشعبية من سياقها الذي قيلت فيه، مما يؤدي لنتائج مغلوطة كأن نعتقد في تعارض الأمثال فيما بينها في حين أنها غير متناقضة واستعان بمثلي (اصرف ما في الجيب يأتيك ما في الغيب) و(القرش الأبيض ينفع في اليوم الأسود)"، وأشار لاعتقاد البعض الخاطئ في إهانة المأثورات الشعبية للمرأة وقال" لقد اختصروا المرأة في صورة الزوجة في حين أنه لا يوجد مثل أو حدوتة أو أغنية أهانت الأم، فضلا عن تلازم الأخ والأخت في الثقافة الشعبية ومناداة المرأة لزوجها بأخويا والعكس"، وتابع"نحن مدينون للمرأة بالحفاظ علي 90٪ من الثقافة الشعبية".