أعلن المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية عن تفشي ظاهرة تدين بين شباب المسلمين في فرنسا خلال الشهر الفضيل، وأرجع محمد الموساوي، رئيس المجلس ظاهرة العودة للتدين في شهر رمضان إلي شعور الأجيال بالانتماء، وأن لهم جذورًا ثقافية هم في حاجة إليها في ظل الأزمات التي يعيشها المجتمع الغربي. وقال موساوي في تصريحات له عبر الإنترنت: “الاحترام الكبير لشهر الصيام ظاهرة تفسرها عوامل عديدة، ربما أبرزها أن صيام رمضان من قبل الأجيال الجديدة من المسلمين التي تربت ونشأت في فرنسا يعطي هذه الأجيال شعورًا بالانتماء ويشعرهم أن لهم جذورًا ثقافية هم في حاجة إليها في ظل الأزمات الثقافية والاجتماعية والاقتصادية التي يعيشها المجتمع الغربي”. وأضاف: “رمضان ربما هو الشعيرة التي تظهر أكثر من غيرها الفارق بين هؤلاء الشباب وبين أصدقائهم من الفرنسيين في الحياة العامة عن طريق امتناعهم عن الأكل والشرب والملذات، وهو ما يمنحهم هوية مختلفة يستشعرون من خلالها انتماءهم للإسلام وللحضارة الإسلامية”. وأوضح موساوي: “صحيح أن بعض الشباب المسلم في البلاد العربية مثلاً يلتزمون بصيام رمضان رغم أنهم لا يؤدون فريضة الصلاة، إلا أن فريضة رمضان لها وقع مضاعف بالنسبة للشباب المسلم الذي ولد في فرنسا، لأنها تذكره ولو لمرة في السنة بأن له دينًا مختلفًا وهوية ثقافية مختلفة عن غالبية المجتمع الذي يعيش فيه”. وتلاحظ ظاهرة احترام صيام رمضان وتبجيله علي غيره من العبادات في العديد من الأحياء ذات الكثافة المسلمة كما في ضواحي العاصمة الفرنسية، مثل “لاكورناف” و”أبرفيلي” و”سانت وان” و”أونلي سو بوا” (الضاحية التي انطلقت منها الشرارة الأولي لانتفاضة الضواحي سنة 2005). كما يشير البعض إلي أن تعلم اللغة العربية في حد ذاته مرتبط برمضان لرغبة هؤلاء الشباب في فهم ما يتلوه المقرئون خلال تراويح هذا الشهر الكريم، كما يلجأ هؤلاء إلي اقتناء الكتب العربية والخطب المسجلة التي تتحدث عن بركات رمضان وفضائله. ويتراوح عدد مسلمي فرنسا بين خمسة وستة ملايين من جملة حوالي 64 مليون نسمة، وتعد الأقلية المسلمة بفرنسا أكبر أقلية مسلمة في البلدان الغربية.