أدت الضربات الأمنية المتلاحقة لجماعة الإخوان المحظورة إلي حالة من الارتباك في صفوف قياداتها، دفعتها إلي التراجع عن تنظيم الزيارات التي أجرتها إلي مقار الأحزاب في رمضان الماضي واعتمدت عليها الجماعة في جذب الأضواء الإعلامية، ولم يجد عدد من قيادات الجماعة سألتهم روزاليوسف ما يبررون به هذا التراجع غير القول إن هذه الزيارات لها بعد انساني واجتماعي في المقام الاول وانها تتم بشكل مستمر في رمضان وغيره وفي جميع المناسبات. ورغم فشل زيارات العام الماضي في ايجاد شكل بعينه للتنسيق بين قوي المعارضة استعدادا للانتخابات البرلمانية والرئاسية المقبلتين، الا ان قيادات الجماعة طرحوا نفس الفكرة في حفل الافطار الذي عقده المرشد بمقر مكتب الارشاد بالمنيل فما كان من الحاضرين الا ان اختلفوا حول الصيغة الواجبة لهذا التنسيق ليخرج محمد حبيب بنهاية للاجتماع ترفع عن المشاركين الحرج بطلبه الاكتفاء بسماع الافكار علي ان يأتي التفعيل في مرحلة لاحقة. فشل محاولات التنسيق بين المعارضة راجع الي رغبة المحظورة المحمومة في السيطرة علي هذه التشكيلات وقيادتها بما يحقق مصالحها الخاصة وهو ما يتضح من اكثر من نموذج للعمل المشترك سواء في النقابات او حتي علي مستوي العمل الطلابي في الجامعات حتي ان قيادات الجماعة اكدوا يأسهم في اكثر من مناسبة من نجاح أي تحرك مشترك مع الاحزاب. كالعادة غاب عن هذا الافطار ممثلا حزبي المعارضة الكبيرين الوفد والتجمع وحضر فاروق العشري بصفته الشخصية، ورغم توجيه الدعوة لحسين عبد الرازق الامين العام السابق للتجمع الا انها جاءت بصفة شخصية باعتباره احد الوجهين المقبولين اخوانيا بجانب عبد الغفار شكر، ورجح عبد الرازق ان يكون امتناع قيادات المنيل عن تنظيم زياراتهم للاحزاب هذا العام بسبب فتور موقف الاحزاب من الزيارات الماضية وعدم ردها كما طلبت القيادات الاخوانية العام الماضي. وشدد الامين العام السابق علي ان امتناع التجمع عن رد الزيارة جاء نتيجة لمنهج فكري واضح لدي الحزب رافضا التنسيق مع تيارات الاسلام السياسي باعتبارها توظف الدين بما يحقق اغراضها السياسية. فيما برر بهاء الدين ابو شقة مساعد رئيس حزب الوفد عدم تبادل الزيارة مع قيادات الاخوان بقوله ان الحزب يتعامل مع المسائل السياسية بشكل مؤسسي ويجري اتصالات مع جميع القوي السياسية شريطة ان تتفق مع افكار وسياسات ومبادئ الحزب.