إن خلص الفول أنا مش مسئول شعار المصريين طوال العام لعشقهم تناوله في كل الوجبات، فهو صديقنا علي الإفطار، وملاذنا في الغداء والطبق الرئيسي في العشاء، ليأتي رمضان فيتغير حال معظم المطاعم ويتوقف نشاط المسمط والكشري، وتخرج العجائن من إطار التنفيذ، ليقف الفول شامخا بل تحقق محلاته مكاسب مضاعفة، وتتفوق عرباته المتنقلة علي نظيراتها من عربات الكبدة والسجق. تتبدل ساعات العمل والذروة لمحلات الفول وفقا لمكانة المحل، فالكبري منها تفتح أبوابها ظهرا لتبدأ في تجهيز المشويات والطواجن واللحوم والدواجن وذلك بعد اقتحام اللحوم للمطاعم الشعبية فيما بدأ الاقبال علي الفول بعد صلاة التراويح ليزداد تدريجيا لتصل ذروته في السحور للحد الذي يصل لفرش موائد الطعام في الشوارع الجانبية، وعلي الرغم من عدم ارتفاع الأسعار في شهر رمضان ولكن قلت الجودة والكمية لتبقي سعر علبة الفول بأربعة جنيهات أسوة بالبطاطس والباذنجان. علي الجانب الآخر يبدأ عمل عربات الفول بعد صلاة العشاء ويمتد حتي أذان المغرب ليزداد الطلب علي العلب الجاهزة أكثر من السندوتشات، والذي يعد مميزا لأنه ذو نكهة خاصة مميزة عن نظيرتها من المحلات. ولأن الفول هو السهم الذهبي الذي يصب في كل الاتجاهات فهو الضيف الدائم علي موائد كل الاوبن بوفيه في الفنادق الخمس نجوم والبواخر، واللطيف هو الاقبال المنقطع النظير عليه من الكبار والصغار ومختلف الجنسيات، وتتفن هذه المطاعم في تقديمه بأكثر من طريقة طهي أو توابل. وتحمل المفأجاة في أسعار طبق الفول في الخيم القائمة عن الطلب فبدأ سعره من 81 جنيها أسوة بالطعمية ويصل سعر الفول بالزبدة ل42 جنيها أما المضحك فهو طبق الجبنة الذي يتعدي 53 جنيها ويشتمل أربعة أنواع من الجبن، وهو ما يعتبر سعرا مبالغاً فيه مقارنة بطبق المشويات الميكس جريل والذي يبدأ بستين جنيها وهذا ما يجعل الكثيرين يقبلون علي تناول المشويات واللحوم إذ إنها الأقيم والأرخص سعرا في مقابل تصميم البعض علي الربط بين وجبة السحور وطبق الفول، إذ إن القدرة هي القاسم المشترك لكل الطبقات.