علي الرغم من الصحوة الرمضانية التي تلازم بداية شهر رمضان للفتيات من ارتداء الحجاب والاسدال وحضور الدروس الدينية الا انها تواظب علي وضع المكياج خوفا علي مظهرها ورغبة في الظهور بشكل أفضل والتحجج بأسباب مختلفة. " روزاليوسف " حاورت نماذج من تلك الفتيات واستعرضت آرائهم علماء الدين الذين فوجئنا باختلاف ارائهم حول وضع المكياج في نهار رمضان بين " المباح والجائز و المحرم ". توضح "هبة إسماعيل" إنها تستخدم مواد التجميل طوال العام وبشكل منتظم مما يصعب عليها التخلي عنه في نهار رمضان خاصة انها تذهب للعمل ويصعب عليها مواجهة زميلاتها وزملائها بالشكل غير المألوف عنها ومحاولة منها للظهور بشكل لائق ويناسب روحانية الشهر الكريم تتخلي عن وضع أحمر الشفاه . بينما تؤكد "عبير علي" انها لم تر أي ضرر من وضع المكياج لانه غير مفطر وليس الهدف منه الاثارة بل تحسين الشكل العام لان الله جميل يحب الجمال فلا ضرر أو ضرار ولكن يبقي اختيار الفتاة لما هو يناسب الملابس والمكان الذي تعمل فيه لذلك تحرص علي الظهور بشكل بسيط بدون المبالغة. علي الجانب الاخر أبرزت "مي أحمد" أن المكياج ليس مفطرا وأن الصيام جانب روحاني لايتعلق بالمظهر وعلي المسلمين الاهتمام بالسلوك وبواطن الامور ، أما بشكل شخصي فهي تعمل في وظيفة تقابل الجمهور وعليها تقديم المؤسسة بشكل لائق وليس لها علاقة بالصيام من عدمه فمظهر الفتاة الصائمة دون وضع مساحيق قد يكون غير مقبول وهذا ما يرفضه المسئولون. أما "مي صدقي" فتري أن وضع الكحل بصفة عامة ليس من المحرمات لذلك تضعه في رمضان كما تعودت لتحسين الشكل العام كما انه لا يعد لافتا للنظر فهي لا تستطيع ان تستغني عن وضعه في سائر الايام. وعن رأي العلماء يقول د. أحمد السايح أستاذ الفلسفة الاسلامية بجامعة الأزهر ان لا يوجد حد في وضع المكياج في نهار رمضان لانه جائز شرعا ومباح من باب بناء شخصية المرأة كما تحب لان الله سبحانه وتعالي كرم شخصية الانسان ووضع المرأة أدوات الزينة داخل البيت أو خارجه يعد من تكوين شخصية المرأة فلا شيء عليها ولا يضر ، واذا رأت السيدة أنها لا تستطيع أن تستغني عن وضع المكياج في نهار رمضان لمتطلبات العمل أو متطلبات شخصية فلا شيء عليها حيث قال سبحانه وتعالي " ولقد كرمنا بني ادم وحملناه في البر والبحر ورزقناه من الطبيات ..." ويؤكد د. سعد الدين هلال استاذ الفقه المقارن بالشريعة والقانون بجامعة الازهر انه لايوجد ارتباط بين الصوم والمخالفات التي يرتكبها المرء ، فعلي سبيل المثال تسقط فريضة الصيام علي السارق لانه امسك عن الطعام والشراب ولكن دون أي ثواب لارتكابه معصية وربما يضاعف الله له العذاب أما فيما يخص تزين المرأة فانها لابد ان تحافظ علي أنوثتها ولكن بالحفاظ علي عورتها وإذا فعلت ذلك يعتبر عملا مشينا ولكن صومها صحيح. وأكد أن هناك أنواعا من المساحيق فمنها ما يحسن مظهر المرأة ويحافظ علي شكلها الطبيعي ولا تستخدمه المرأة لاثارة أو تضعه بشكل لافت فلا ضرر فيه ، والنوع الثاني الذي تتفنن في استخدامه البعض ويركز فيه علي تحريك الغزائز فهذا محرم، ولا يعتبر الفقيه هنا هو المحدد لانه يناقش القضية بشكل نظري ولكنه يرجع لنية المرأة وطريقة استخدامها للشيء. وردا علي رفض البعض لاستخدام مساحيق التجميل في رمضان لشهبة امتصاص الجلد لها ، أكد أن ذلك يجوز أسوة باستخدام الصابون أو المنظفات المكونة من بعض الكيماويات والتي من الجائز امتصاص الجسم لها ، ولم يقر أي فقيه حتي الان افطار صائم بسبب هذه المواد التي هي تساوي مواد التجميل. علي الجانب الاخر تؤكد د. عفاف النجار عميد كلية الدراسات الاسلامية بنات الأزهر ان وضع المكياج في نهار رمضان لايفسد الصيام ولكنه لا يجوز خارج بيتها لانه يعد من امور التبرج ولكن وضعه داخل منزلها لزوجها في نهار رمضان لايفسد صيامها ولا إثم عليها ، كما حرم الشرع الزينة لكل النساء ولم يستثن منها بعضهن وهذا الامر سارِ علي من يضعن المكياج والزينة المتكلفة من مذيعات وفنانات وغيرهن في نهار رمضان وعلي الرغم من أنه لايفسد صيامهن ولكنه يعتبر صياما عن المأكل والمشرب وليس صياما للجوارح وهو المغزي من الصيام ، وقد تضع بعض الفتيات ما يسمي بالكحل فليس فيه من شيء وكذلك مرطبات البشرة انما المكياج الصارخ لايجوز في نهار رمضان او غيره حيث تكمن زينة المرأة في حشمتها . كما يشير د. محمد رأفت عثمان عميد كلية الشريعة بجامعة الازهر ان بعض الفتيات قد يلجأن لوضع الكحل في نهار رمضان من باب عدم حرمانيته ولكن يختلف علي حسب النية فاذا وضعته داخل بيتها وهي صائمة وخرجت لقضاء حاجه ونسيت إزالته فلا اثم عليها ، أما اذا تعمدت وضعه لكي تخرج فلا يجوز لانه يعد من أمور الزينة والتبرج التي لايجوز اظهارها للاجانب كانها تغري الاخرين بالنظر اليها وهذا يعد من المحرمات ولكنه لايبطل الصيام وانما يقلل من ثواب الصائمة الواضعة للمكياج ويراها اجنبي ولكنها يجوز وضع ما يحلو لها في بيتها لزوجها في نهار رمضان. وتعلق د. الهام شاهين أستاذ العقيدة والفلسفة بالأزهر ان وضع المرأة للمساحيق خارج المنزل حرام في أي يوم لانه يلفت النظر والانتباه بغض النظر عن بساطته أو كميته ونقصر اباحة التزين داخل البيت ، أما في رمضان فلا يجوز استخدامه مطلقا وذلك لانه مرفوض أن تبدي الزوجة زينتها الا للزوج ، كذلك فهو محرم لانه يلفت النظر فضلا عن انه لاضرورة لذلك خاصة أن بعض المواد المكونة لهذه المساحيق يتم امتصاصها عن طريق الجلد أو تدخل الفم رغما عنها وربما يصل للجوف. وفي المقابل أكدت أن وضع المكياج مباح مع الكراهة في بعض الحالات منها عمل المذيعة التي تضطر للتجمل وليس التزين أمام الكاميرا كذلك علي المرأة الا تتزين داخل المنزل أمام زوجها في نهار رمضان حتي لا تتسبب في إثارة أو فتنة زوجها واذا تزينت يكون مباحا مع الكراهة وعليها أن تعين زوجها علي الصوم. وتوضح أن هناك من العلماء من رفض حتي التزين بالكحل لوجود شبهة دخوله للحلق ، أخيرا نصحت بأن علي المرأة أن تحارب نفسها وتحايل الشيطان عليها لارتكاب خطأ بوضع أي مكياج وان ترضي بجمالها لان أفضل هبة لانسان هو الشعور بالثقة بالنفس.