قام الصحفي الفرنسي، ميشيل توبمان، الذي نشر العام الماضي كتابا بعنوان "القنبلة والقرآن"، عن حياة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، بإصدار كتاب جديد يحمل مجموعة من الحوارات مع رضا بهلوي، ابن شاه إيران المخلوع محمد رضا بهلوي ويحمل الكتاب اسم "إيران: ساعة الاختيار"، ورؤي بهلوي الابن للتغيير في إيران. وبالرغم من انه الابن الاكبر لشاه إيران المخلوع عام 1979 ، فلم يتحدث رضا بهلوي في الكتاب بوصفه "الوريث المفترض" لعرش إيران. أو بمعني آخر فهو لا يتمني إقامة الملكية من جديد ليستعيد عرش والده، بل أكد في الوقت الحالي أن مسألة شكل نظام الحكم ليست هي المشكلة. فبهلوي الابن يسعي لتقديم بديل ديمقراطي للجمهورية الاسلامية ويحاول دائما حشد الإيرانيين في الخارج حول مشروعه لفصل الدين عن الدولة وإقامة انتخابات حرة . ولهذا ربطته علاقات جيدة مع أكبر عطري، أحد قادة الحركة الطلابية في التسعينيات والذي دعم التوجهات الاصلاحية للرئيس خاتمي، و محسن ساكازا، الصحفي والناشط السياسي. ويري رضا بهلوي أن الحكم الإسلامي ليس إصلاحيا، وأن تجربة خاتمي لم تكن سوي خدعة تهدف إلي تعزيز وجودها وإلي تضليل المجتمع الدولي عن أهدافها الحقيقية. فقد فقد الإيرانيون الثقة في فكرة "الديمقراطية الاسلامية" لأنهم رأوا الفجوة الكبيرة بين كلام الله وأفعال البشر. هذا التناقض الواضح أفسد النظام كما تفسد الدودة الثمرة.. واستنادا إلي دروس الماضي وخبراته ، يحلم بهلوي أن يري بلاده ، التي ابتعد عنها أكثر من 30 سنة، دولة ديمقراطية علمانية و منخرطة في المجتمع الدولي. فهو يأمل في إقامة ديمقراطية برلمانية، تهتم بحقوق الانسان والمساواة بين الجنسين وفصل الدين عن الدولة. كما تخيل بهلوي سيناريو التغيير كالآتي؛ بعد الانقلاب علي النظام الاسلامي، وتعيين حكومة مؤقتة، ستتم دعوة الشعب الإيراني إلي استفتاء عام يختارون فيه نظام الحكم الذي يفضلونه: ملكية دستورية أو جمهورية برلمانية، مؤكدا انه شخصيا لن يرجح نظاماً علي الآخر وسيعمل علي ان يختار الشعب نظامه بنفسه. وذكر أن عميد أسرة بهلوي، رضا شاه بهلوي، كان قد عرض علي البرلمان، بعد توليه السلطة عام 1924، فكرة اقامة جمهورية علي غرار الجمهورية التركية "الأتاتوركية"، لكنه تراجع عن فكرته أمام الرفض العنيف من الاقطاعيين المحافظين الذين ظنوا انها نوع من الشيوعية السوفيتية، ومن رجال الدين الذين رأوا فيها تشبه بالديمقراطية الغربية "الشيطانية".. ويعتبر هذا الكتاب دعوة للمجتمع المدني وخاصة أوروبا لمساندة قوي الديمقراطية لقلب نظام الحكم "الديكتاتوري"، باستراتيجية سلمية تعتمد علي العصيان المدني.. ويبدو أن رضا بهلوي كان نافذ البصيرة فقد لاقت دعواه للتغيير، في هذا الكتاب الصادر في بداية العام، صدي في الأحداث الأخيرة التي صاحبت الانتخابات الرئاسية في إيران.. وكان فيها رضا بهلوي سفيرا للمناضلين والمعارضين الإيرانيين ودعا المجتمع الدولي لسماع صرخة الشعب الإيراني.. ففي حوار له مع راديو فرنسا الدولي عقب احداث العنف التي تلت الانتخابات الإيرانية أكد بهلوي أن القضية المطروحة الآن هي قضية الشرعية ، فالنظام السياسي الحالي ليس شرعياً وهو مرفوض من الشعب. وأضاف ان هذه اللحظة كانت آتية لا محالة في ظل هذا النظام الديكتاتوري. مشددا علي ان الحل في سيادة الديمقراطية والليبرالية. كما أكد انه مازال متفائلاً ويثق في الشعب الإيراني ذي الحضارة والتاريخ والثقافة العريقة وفي قدرته علي اختيار الأنسب له. ويري العديد من المحللين والمراقبين للوضع الإيراني، في رضا بهلوي سياسياً واعياً ويرشحونه لقيادة قوي الديمقراطية والعلمانية في إيران.