شن أحمد حسين الطماوي هجومًا عنيفًا علي لويس عوض ووصفه بالمغالطة وتزييف التاريخ، في الندوة التي أقامها اتحاد الكتاب ضمن فعاليات الليالي الثقافية ب"محكي القلعة"، لمناقشة كتاب "المعلم يعقوب" للدكتور أحمد حسين الصاوي، الذي أثار جدلا كبيرا عند إعادة نشره عن الهيئة العامة لقصور الثقافة، ناقش فيها الطماوي الكتاب وأدارها الدكتور مرعي مدكور. قال أحمد حسين الطماوي الذي انتقد لويس عوض انتقادا لاذعا، وأكد أن المعلم يعقوب خائن ساعد الفرنسيين أثناء حملتهم علي مصر، ولم يكن ليقبل أن تتخلص مصر من الاحتلال: لقد غالط لويس عوض في التاريخ وزيفه حين قال في كتابه إن "المعلم يعقوب" هو أول من نادي باستقلال مصر عن الدولة العثمانية، لأن علي بك الكبير كان أول من نادي بالاستقلال عن الدولة العثمانية، من خلال إجراءاته وطموحاته التي سبقت وجود المعلم يعقوب تاريخيا. وأضاف الطماوي: الخونة أمثال "المعلم يعقوب" كثيرون في مصر في كل عصر، ولا يجب التوقف عندهم أو التدقيق في تاريخهم، لأنهم ظواهر طبيعية في تاريخ أي أمة، ومن أبرز الأدلة علي ذلك "خائن بك" أحد رجالات السلطان الغوري، الذي لقبه الناس بذلك لخيانته أربابه. وأكد: أن شخصية المعلم يعقوب لم تكتسب كل تلك الشهرة إلا حين أخرجت وزاراتي الخارجية في بريطانيا وفرنسا وثائق حوله، ما دفع الكتاب أمثال محمد حسين الصاوي ولويس عوض للكتابة عنه والبحث عما إذا كان بطلا فعلا كما تصفه الوثائق أم خائن كما تشير الأحداث؟ وتعجب من ذلك الغضب المسيحي من كتاب أحمد حسين الصاوي عن شخصية يعقوب، بالرغم من أنه كتاب يحكي واقعة تاريخية لإنسان قد يخطئ وقد يصيب، كما أن الكتاب ضم قصص خيانة لاثنين من المسلمين عاونوا يعقوب، فلم تحدث كل تلك الضجة من جانب المسلمين ولم يتم الالتفات إليهم من الأساس. ومن جانبه أعلن أسامة عفيفي رئيس تحرير سلسلة ذاكرة الوطن الصادرة عن هيئة قصور الثقافة أن كتاب "المعلم يعقوب" -الكتاب الثاني في السلسلة- لا توجد منه أي أعداد في السوق حاليا، وأن الهيئة بصدد إصدار طبعة ثالثة بعد رمضان قائلا: لقد صدر كتابان مترجمان عن الفرنسية حول المعلم يعقوب عن المجلس الأعلي للثقافة يظهرانه في صورة البطل القومي، وقد رأيت أنه طالما قد تم طبع هذين الكتابين بأموال دافعي الضرائب، فمن حق الشعب أيضا أن يعرف وجهة نظر محلية حول المعلم يعقوب، فعملت بوصية رجاء النقاش الذي كان قد أوصاني بنشر كتاب الصاوي حول المسألة، وقدمته في الأولوية ليكون الكتاب الثاني بدلا من الثامن في أجندة نشر السلسلة. وفي مداخلة، انتقد سعد عبد الرحمن رئيس الإدارة المركزية للشئون الثقافية بهيئة قصور الثقافة حالة الحساسية التي تعيشها مصر، وتساءل متي سنخرج من المرحلة التي قد يتسبب فيها كتاب يحمل وجهة نظر في المشاكل والصخب وتبادل الاتهامات. وأضاف: لقد أصبحت الأمور مملة وكريهة، لدرجة أنني كنت أريد نشر كتاب لإيميل لودفيك حول السيد المسيح بعنوان "ابن الإنسان" عن هيئة قصور الثقافة، ولكني تراجعت خوفا من ردود الأفعال التي قد تحدث حوله.