توقفت كثيراً امام حرص الرئيس مبارك اثناء افتتاحه لمحور المريوطية علي لفت انتباه السادة الوزراء علي اهمية الصيانة الدورية علي الطرق السريعة لتظل تعمل بأعلي درجة من الكفاءة والامان، إن مثل هذه الملاحظة يؤكد أن العبرة ليست بمجرد انشاء طريق وإنما بالحفاظ عليه وصيانته . وفي هذا الصدد في أكثر من مناسبة كنت اتناقش مع د. حماد عبد الله حماد حول مقالاته بشأن اهتمامه الدائم بقضايا الطرق في مصر .. والحق انها قضية مهمة وخطيرة وحيوية ..فالطرق ليست مجرد نقاط ربط او تواصل وانما هي شرايين حياة وامان واستثمار .. هذه القضية فرضت نفسها علي الاسبوع الماضي، فقد كنت عائداً في المساء مع اسرتي من قرية جامعة القاهرة عبر الطريق الصحراوي ولمحت علي وجوه اولادي وزوجتي علامات الوجوم المصحوبة بالصمت الخائف ..وسألتهم ماذا بكم؟ هل انا متهور في القيادة؟ هل لديهم قلق بشأن السيارة؟ هل لديهم مخاوف من طريقة من يجرون من حولنا؟ وجاءت الاجابة منهم واحدة في شكل سؤال؟ هل يعقل أن يكون طريق مصر الاسكندرية الصحراوي بهذه الدرجة من الظلام والاظلام خاصة ان الطريق وبحق يعتبر مثالياً في اتساعه وعلاماته الارشادية، وتوالت الاسئلة .. تري مسئولية من عدم انارة هذا الطريق الحيوي؟ ما مدي امكانية مساهمة رجال الاعمال اصحاب المشروعات العقارية والزراعية والاستثمارية الممتدة علي الطريق؟ ما مدي امكانية مبادرة الشركات المحلية والعالمية المستفيدة من هذا الطريق في عملية نقل منتجاتهم وتحركات عمالهم؟.. وامتدت الاسئلة حول مدي توافر العدد الكافي من الاستراحات ومستوي الخدمات التي يتوافر بها الحد الادني من الآدمية للمزنوقين والمرضي والراغبين في الراحة طوال الثلاث ساعات التي قطعناها إلي أن وصلنا إلي عنق الزجاجة عند نهاية المحور وظلت قضية انارة طريق الاسكندرية الصحراوي هي محور حديثنا .. من هنا اردت أن انقل هذا الحديث الاسري إلي خارج جدران السيارة ليصبح قضية عامة اسهم فيها بقدر محدود مع كتابات د. حماد وغيره من الكتاب المحترمين المعنيين بالشأن العام. من فضلكم تحركوا وانيروا هذا الطريق حماية للأرواح وتنمية للاستثمار وزيادة موارد هذا الطريق . انني اتخيل أن الاستراحات الصغيرة النظيفة التي يشغلها شباب مصري طموح يمكن أن تجعل منه طريقاً حضارياً، نفس الامر والتساؤلات تمتد إلي ذلك الانجاز الرائع المتمثل في الطريق الساحلي الدولي الممتد من الاسكندرية إلي بورسعيد وهو في حد ذاته قصة تحتاج إلي مقالات ومقالات وندوات وندوات ..