"ماشربتش من نيلها" هكذا تقول إحدي الأغنيات في حب مصر لتذكر المصريين أن بلادهم بها أشياء كثيرة جميلة تستحق أن نحبها لأجلها، و"نهر النيل" واحد من تلك الأشياء إن لم يكن أبرزها حتي إنه صار مثالا يحيذي في ذلك، فالمثل يقول "إللي يشرب من مية النيل، لازم يرجع لمصر تاني". هذه الحقيقة أدركها عدد من السفراء الأجانب، بعضهم صرح بها مباشرة، والآخر ينطق كل حرف من كلماته في المناسبات المختلفة بها، وإن كانوا يشتركون جميعا في أنهم يعبرون بها عن عشقهم لمصر وسعادتهم البالغة بالعودة إليها والعمل علي أرضها مرة أخري. "أرسوا ميناثان" سفير الهند في القاهرة، تسلم مهام عمله منذ حوالي 4 أشهر، ولم تكن هي المرة الأولي التي تطأ قدماه أرض مصر، حيث سبق له أن درس اللغة العربية في الجامعة الأمريكيةبالقاهرة من 2891 حتي 4891، أي أنه قضي عامين في مصر، شم نسيمها وعاش مع شعبها. ما سبق كان مدعاة لسفير الهند أن يقول "في مصر، من يشرب من ماء النيل، يرجع لها مرة أخري"، معبرا بها عن سعادته بالعودة مرة أخري إلي مصر، خاصة أن الفترة السابقة التي قضاها فيها ملأته بالحنين والشوق إليها، وها هو مرة أخري يقف علي أرضها ويتنسم عبيرها الذي ذاق حلاوته من قبل، لم يكن سفير الهند وحده، لكنه "براند أربل" سفير ألمانيابالقاهرة، ذات مرة وهو طالب زار مصر وأحبها وبعد سنوات عديدة لم يستطع أن يكتم هذا الحب حينما عاد لمصر مرة أخري سفيرا لبلاده فيها. لا يترك سفير ألمانيا أية فرصة إلا ويعبر عن عميق تقديره لمصر وشعبها ومدي اعتزازه بوجوده فيها بعد زيارته لها أول مرة قبل سنوات أيام الدراسة، وقد ترجم هذا إلي قيامه وهو سفير بعمل فيلم تسجيلي عن الأديب العالمي "نجيب محفوظ" الذي يعشقه. من ألمانيا إلي اليابان التي بدأ "كاورو إيشيكاوا" سفيرها في مصر مهام عمله في عام 7002، وفي عدة مناسبات مختلفة لم يخف اعتزازه بالعمل في مصر مرة ثانية قائلا: من شرب من نيل مصر، لابد أن يعود إليها مرة أخري". سفير اليابان وقبل ما يربو علي 03 عاما وفي منتصف السبعينيات، عمل ضمن البعثة الدبلوماسية اليابانية في مصر، ويترجم هذا الحب لها إلي اهتمام كبير بكل المشروعات خاصة التنموية والخيرية التي تنفذها اليابان في مصر ضمن إطار العلاقات المتبادلة والتعاون المشترك بين البلدين. يعرف تارخ مصر جيدا، فهو مستشرق وباحث في تاريخ الشرق الأوسط قبل أن يسلك طريق العمل الدبلوماسي، إنه "د.جوتشا جابا ريدزه" سفير جورجيا بالقاهرة الذي كتب مقالات كثيرة عن مصر والدور الذي لعبه المماليك في تاريخها .