حصلت "روزاليوسف" علي تفاصيل مثيرة تتعلق بعملية الإفراج عن مهندس مصري ظل مختطفا لدي عصابة نيجيرية لمدة 13 يومًا.. وتكتمت الجهات المختصة عملية اختطافه فيما كانت تجري مفاوضات صعبة لإنقاذه.. انتهت بنجاح يوم 26 أغسطس.. ورفض المهندس المختطف أن يترك عمله في نيجيريا.. أو النقل إلي أي مكان آخر.. وأصر علي البقاء في ولاية اينوجو حيث اختطف. المهندس اختطف يوم 18 أغسطس.. مع سائقه النيجيري.. وعثر علي سيارة شركة المقاولين العرب التي يعمل بها بعد ذلك وبها تلفيات بسيطة حيث كانت في أحد الشوارع. السفارة المصرية في أبوجا أجرت اتصالات مع الخارجية النيجيرية.. للتوصل إلي شخصية المختطفين.. وظلت علي اتصال دائم مع مكتب المقاولين العرب في نيجيريا.. وتوازت مع هذه تحركات قامت بها المخابرات المصرية. الرئيس المباشر للمهندس تلقي اتصالا من الخاطفين.. طلبوا منه ما يساوي 811 ألف دولار قيمة فدية.. توازي بالعملة المحلية 125 مليون نايرة نيجيري.. مقابل الإفراج عن المهندس والسائق النيجيري. وفي ذات الاتصال سمح الخاطفون للمهندس بأن يتم الاطمئنان عليه متحدثا بالإنجليزية. التفاوض الذي جري مع الخاطفين بني علي أساس إقناعهم بأنه سوف يدفع الفدية بنفسه ولذا فهو لا يملك سوي 50 ألف دولار.. وتمسك الخاطفون بما يريدون.. وهددوا بقتل السائق.. ثم المهندس إذا لم تتم الاستجابة لهم.. وبرروا ذلك بأنهم يعلمون تماما حجم شركة المقاولين العرب. وزارة الخارجية نسقت مع إبراهيم محلب رئيس شركة المقاولين في القاهرة.. وكان بدوره يجري اتصالات مع حاكم الولاية والمفتش العام للشرطة.. والأخير قال إنه يتم تتبع التليفون الذي تتصل منه العصابة الخاطفة. واستدعت الخارجية سفير نيجيريا في القاهرة ولم يكن علي علم بالحادث.. قالت الخارجية للسفير إن مصر تثق في أن الأجهزة الأمنية النيجيرية سوف تقوم بمتابعة من الحكومة بإنهاء هذا الموقف.. خاصة أن الجالية النيجيرية تتمتع بالأمن والاطمئنان في مصر.. وأن لدي المقاولين العرب دعما رسميا مصريا لنقل خبراتها وجهودها إلي الدولة النيجيرية. وسيط نيجيري، معروف عنه العمل في مثل هذه الأمور، اطمأن علي المهندس.. وأبلغ العصابة إنه لا يمكن دفع مبلغ أكبر من مائة ألف دولار.. فطلبوا مهلة للتفكير.. ثم أفرجوا عنه في مدينة تبعد مائة كيلو متر عن الولاية. الجهات المختصة تأكدت أن الهدف الحقيقي للعملية لم يكن سوي الحصول علي المبلغ المالي.. وليس للعملية أية مبررات أخري.. ومن المثير أن أسرة السائق النيجيري لم تهتم بأن تتابع أخبار اختطافه وهو ما خضع للانتباه.