يقدم الناقد والمخرج المسرحي د. عمرو دوارة رؤية مختلفة للأزمات والاعتصامات العمالية في المصانع والتي يري أنه يمكن مواجهتها بالاهتمام بالفنون المسرحية وتقديم العروض التي تناقش قضايا العمال مثل انخفاض الأجور والسكن والانضمام للمنظمات النقابية. طالب دوارة صاحب أول دراسة عن المسرح العمالي ومسارح الهواة أن تقوم الحكومة بايجاد وسيلة مناسبة لكي تتواجد فرق مسرحية في الشركات والمصانع للتنفيس عن شحنة الغضب لدي العمال. لماذا تراجع دور المسرح العمالي بشكل كبير في السنوات الأخيرة؟ - المسرح العمالي إشكالية ضخمة حيث يجب تحديد مفهوم هذا المسرح بدقة بمعني هل يمثل العمال علي المسرح أم يزاولون هواية فقط وبالتالي يستطيعون تقديم أي موضوعات مسرحية مثل التي تقدم علي مسارح الدولة، أم يهتم بقضايا العمال ويناقشها من خلال مسرحيات عديدة. وهل نحتاج لهذا المسرح في ظل الاحتجاجات العمالية المتزايدة في الشركات؟ - نحتاج لمسرح عمالي حقيقي بل أعتقد أن كثرة الاضرابات والاعتصامات في الشركات الآن سببها غياب المسرح العمالي الذي كان يمكنه القيام بطرح قضايا العمال ولفت أنظار المسئولين لهذه القضايا بما فيها أبسط القضايا وبالتالي يقوم بالتنفيس عن شحنة الغضب الموجودة لدي العمال في ظل تزايد مشاكلهم. وما القضايا التي يمكن أن يتناولها مسرح العمال؟ وجود مسرح عمالي يقوم فيه العامل بالتأليف بجانب بعض الموهوبين من الهواة وكبار المسرحيين يمكنه معالجة قضايا متعددة علي سبيل المثال قضايا السكن الإداري والتأمين الصحي وانخفاض الأجور وتمثيل العمال في النقابات وقد شهد المسرح العمالي مسرحيات متميزة لمبدعين من بينهم الشاعر فؤاد حداد وهناك كتاب كثيرون ارتبطوا بمسارح العمال وأتمني أنه تعرض مسرحياتهم علي مسارح الدولة لأنها تندرج تحت المسرح الرصين الذي يخاطب قضايا الناس. وهل تهتم الدول الأخري بمثل هذه المسارح؟ - هناك اهتمام بتجارب شبابية كثيرة في المسرح العمالي حتي في الدول الرأسمالية مع اختلاف المسميات بحيث يمكن للشباب تقديم مسرحياتهم ليس فقط علي مسارح تقليدية ولكن هناك فرصة لتقديم عروض مسرحية أثناء فترة الراحة في الساعة المخصصة لراحة العمال يوميا، ففي اليابان هناك اهتمام في الشركات الكبري بالفنون والرياضة لأنها تهتم بالدرجة الأولي بالإنسان المنتج وهناك نصف ساعة علي الأقل يمارس فيها رئيس مجلس الإدارة الرياضة مع العمال أو لمشاهدة عرض مدته 40 دقيقة يناقش إحدي القضايا العمالية. ولماذا تجاهلت الحكومة الاهتمام بالمسرح العمالي؟ - لا يوجد أي دعم من الحكومة للمسرح العمالي والدليل أن مسرح الجلاء المخصص للعمال تم تأجيره لفرقة خاصة ثم تم إعادة افتتاحه ولكنه حاليا لا يستغل في تقديم أي عروض عمالية، كذلك تم إلغاء مسابقة الرواد المتطوعين التي كانت تقدم مسرحا متميزا ولم يبق سوي بعض المسابقات في الشركات التي يتم حصد جوائز سنوية بها مثل ما يحدث في مصر للطيران أو النصر للسيارات ولكن للأسف فإن العروض السنوية بمسابقة الشركات أشبه بالعروض التجارية هدفها الترفيه فقط ولا يوجد بها أي قضايا عمالية وأطالب بعمل مسابقات التأليف داخل الشركات نفسها سواء للمحترفين أو الهواة. لكن هناك المسرح العمالي بالمؤسسة الاجتماعية بشبرا الخيمة إحدي مؤسسات اتحاد العمال؟ - هذا المسرح يستضيف مهرجانات وعروضا لكن للأسف لا يوجد مسرح عمالي حقيقي وعلي المسئولين بوزارتي التجارة والصناعة والاستثمار ايجاد وسيلة تسمح بأن يكون هناك فرقة مسرحية بكل شركة أو مصنع لأن هذه الشركات يمكنها من خلال الفرق المسرحية المساهمة في معارك التنمية الاجتماعية مثل الدعوة لتنظيم النسل ومكافحة الإرهاب ومحو الأمية.