قد لا نحتاج للحديث عن ناد مثل برشلونة الإسباني أحد أكبر وأعرق اندية العالم الذي حفر تاريخ كرة القدم رياضيا وسياسيا إلا أن فوز " البلوجرانا " وهو الاسم الذي يحب عشاقه إطلاقه عليه أو " جيش كتالونيا " وهو الأقليم الذي يقع فيه النادي بثلاث بطولات هي الأقوي والأمجد علي مستوي تاريخ اللعبة الشعبية الأولي أدخل هذا النادي في مرحلة جديدة بصفته النادي الأول تقريبا الذي يحقق نجاحا منقطع النظير وبنسبة 100 ٪ في موسم واحد وهي بطولتا إسبانيا الدوري وكأس الملك بالإضافة لدوري أبطال أوروبا وضعه علي قمة كرة القدم وجعله نموذجا ألهم الكتاب ومحبي كرة القدم بتأليف الكتب التي تروي تاريخه الرياضي والسياسي والذي حفر بالدموع والعرق والدم . كتاب " قصص الا مسيا " الذي أشرف علي نشره وكتابته جريدة إل موندو ديبورتيبو الرياضية الإسبانية الشهيرة يحكي قصة النادي الذي أثار جدلا كبيرا منذ إنشائه علي يد السويسري هانز جامبر والذي غير اسمه إلي خوان جامبر بعض أن أصبح جزءا من مدينة برشلونة التي كان يعيش في منذ طفولته ليشهد البارسا علي يديه ظهوره علي يديه في عام 1899 ، النادي العملاق أصبح فيما بعد رمزا للنضال السياسي ومحاربة طغيان الديكتاتور فرانكو الذي أسقط الملكية في إسبانيا بانقلاب عسكري وسيطر علي البلاد في الفترة بين 1936 وحتي وفاته في عام 1975 لتعود الملكية بعد فترة من الحرب الأهلية التي قسمت البلاد واضطهد فيها أبناء كتالونيا المطالبون بالانفصال عن حكم الديكتاتور وكانت جدران برشلونة هي ملاذهم وكان الفريق هو رمزهم الأقوي في الكفاح ضده فتحول النادي إلي رمز سياسي كبير لطالبي الحرية . وظل أقليم كتالونيا ونادي برشلونة القلق الأكبر للديكتاتور فرانسيسكو فرانكو والصداع الذي يدك رأسه حتي وفاته حتي تبني فرانكو نادي ريال مدريد لمحاربة برشلونة رياضيا ودعمه في مواجهة البارسا بل وقتل ذات مرة رئيس برشلونة لاعتباره أحد قادة حركات التمرد وزعمائها وأمر الحكام بالتحامل علي الفريق ووصل الأمر إلي تهديد لاعبي برشلونة أو البارسا بتفويت المباريات لمدريد وإلا واجهوا القتل والاعتقال ، وكان كل هذا بهدف هزيمة أبناء إقليم كتالونيا معنويا والحد من عزيمتهم وهم يرون رمز انتصاراتهم ينهار دون القدرة علي المقاومة تحت قبضته ، إلا أن كل هذا الظلم كان يزيد من عزيمة النادي ومشجعيه لمحاربة طغيان فرانكو عن طريق الرياضة حتي سقط حكمه في النهاية . والكتاب يحمل اسم " قصص الا ماسيا " وهو ملعب التدريب الشهير للبارسا والذي خرج منه أكبر نجوم العالم علي الإطلاق مما جعله رمزا للسحر الكروي علي غرار ملعب ميلانيلو الشهير في ميلانو وغيره من ملاعب التدريب التي لاقت شهرة عالمية أكثر من غيرها من الملاعب الرسمية الكبري ، وحكم فرانسيسكو فرانكو سبانيا عن طريق حزب ''الفالانجا' أو حزب الكتائب وهو نفسه الحزب الذي أراد الزعيم اللبناني بيير الجميل تقليده فأنشا في لبنان حزباً باسم حزب الكتائب وقد قلد فرانكو هتلر وموسوليني في أنه جعل نفسه زعيما للإسبان وكانت الجريمة الأولي التي ارتكبها فرانكو هي قتل الشاعر الإسباني العظيم لوركا وقد ظلت هذه الجريمة تطارد نظامه حتي وفاته وسقوطه في عام 1975 .