استقبل سعر الجنيه الإسترلينى اليوم الجمعة 30-5-2025    وزير البترول: نصل قريبا إلى استقرار معدلات الإنتاج وإيقاف التناقص    كامل الوزير: الجسر العربى نموذج ناجح للشراكة العربية    3 شهداء في قصف الاحتلال تجمعا لفلسطينيين شمال قطاع غزة    طلب أموالا ومعلومات عن ترامب.. مجهول ينتحل شخصية كبيرة موظفي البيت الأبيض    ماكرون يدعو لتشديد الموقف الأوروبى حيال إسرائيل    موعد مباراة الاتحاد والقادسية في نهائي كأس الملك السعودي 2025    موعد مباراة اتحاد جدة والقادسية والقنوات الناقلة في نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين    الأهلي يبدأ حقبة إسبانية.. موعد المران الأول ل ريبيرو.. وهذه التفاصيل الكاملة لاستعدادات بطل الدوري لمونديال أمريكا    استمرار الأجواء الربيعية بالأقصر اليوم الجمعة    قرار عاجل من النيابة ضد المتهمين بحيازة تابوت أثري في سوهاج    مديحة يسري، ملكة الأناقة التي عشقها العقاد وغنت لها أم كلثوم "أروح لمين"    أسعار اللحوم الجملي والضاني اليوم الجمعة 30-5-2025 في الأسواق ومحال الجزارة بقنا    أسعار طبق البيض اليوم الجمعة 30-5-2025 في قنا    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الجمعة 30-5-2025 في محافظة قنا    انخفاض أسعار الذهب الفورية اليوم الجمعة    مصرع وإصابة 4 أشخاص في حادث تصادم بطريق مصر السويس الصحراوي    «عانت بشدة لمدة سنة».. سبب وفاة الفنانة سارة الغامدي    60 يومًا وبضمان ترامب.. تفاصيل المقترح الأمريكي لوقف إطلاق النار في غزة    الإفتاء: الأضحية المعيبة لا تُجزئُ عن المضحي    حاسوب فائق سمي تيمنا بعالمة الكيمياء جينيفر دودنا يعزز الذكاء الاصطناعي    لتغيير مفهوم رحلة اليوم الواحد، تفاصيل إقامة معارض أثرية في روسيا    اليوم.. الأوقاف تفتتح 20 مسجداً جديداً بالمحافظات    «مكتب شكاوى المرأة».. مأساة «سمر» تتحول لقصة فيلم مُلهم لضحايا العنف    قناة عبرية: ترامب أمر بوقف التعاون العسكري مع إسرائيل (تفاصيل)    «الجينوم الرياضي».. أولى الخطوات العلمية والعملية نحو مربع الدول العظمى    فوائد الزنجبيل، لتقوية المناعة وصحة الدماغ وجمال البشرة    «قرار الأهلي».. رد مفاجئ من سيد عبدالحفيظ على مزاعم بيع زيزو    منصات إطلاق صواريخ وقذائف.. إسرائيل تقصف مواقع عسكرية ل حزب الله اللبناني    «مالوش طلبات مالية».. إبراهيم عبد الجواد يكشف اقتراب الزمالك من ضم صفقة سوبر    مدحت العدل يصدر بيانا شديد اللهجة بشأن شكوى جمعية المؤلفين.. ما علاقة حسين الجسمي؟    ياسر إبراهيم يسخر من احتفالات بيراميدز بالدوري    نتيجة الصف الثاني الابتدائي 2025 الترم الثاني بالاسم في جميع المحافظات .. الروابط الرسمية للاستعلام الآن    كان نايم.. مصرع شاب دهسًا بسيارة والده في العاشر من رمضان    إنييستا: إنريكي موهوب.. وإنتر يمتلك لاعبين كبار    البرلمان يوافق نهائيًا على تعديلات قوانين الانتخابات    نجاحات متعددة.. قفزات مصرية في المؤشرات العالمية للاقتصاد والتنمية    مصرع تلميذ صعقاً بالكهرباء أثناء تشغيله التليفزيون بمنزله في سوهاج    ترامب: يجب تمكين الرئيس من حماية الاقتصاد الأمريكي    مفاجأة، ريا أبي راشد تعلن خوض تجربة التمثيل لأول مرة (فيديو)    حزب "الجبهة الوطنية" يطلق مؤتمرًا موسعًا لريادة الأعمال في بورسعيد    إمام عاشور: زيزو هنأني بعد الفوز بالدوري.. وهذه رسالتي لميسي قبل كأس العالم للأندية    ديوان عام محافظة الجيزة يعلن توفر عدد من الوظائف    موعد أذان الفجر اليوم الجمعة ثالث أيام ذي الحجة 1446 هجريًا    هل يجوز الجمع بين نية صيام العشر من ذي الحجة وأيام قضاء رمضان؟    "الإفتاء توضح" بعد الجدل الدائر.. حكم صلاة الجمعة إذا وافقت يوم عيد؟    أوروبا تضغط على إسرائيل لوقف مجازر غزة    رئيس "حماية المستهلك": 550 موظفا بالجهاز لخدمة 110 ملايين مواطن    بعد قرار الحكومة.. موعد إجازة عيد الأضحى 2025 في مصر رسميًا    ضبط 3431 أسطوانة غاز و1000 لتر سولار قبل بيعها في السوق السوداء بالبحيرة    الإمساك.. الأسباب الشائعة وطرق العلاج بوصفات طبيعية    تجاهل تنظيف منطقة في الأذن قد يعرض حياتك للخطر.. تحذير خاص لأصحاب «النظّارات»    متحدث الأوقاف: صكوك الأضاحى بدأ فى 2015 ووصلنا إلى 10 ملايين أسرة    وكيل أوقاف الفيوم يشهد فعاليات كتاب مسجد على مفتاح.. صور    وزير الأشغال العامة الفلسطينى: نشكر مصر على دعمها للقضية الفلسطينية    «الإسعاف»| 123 سنة إنقاذ.. 3200 سيارة حديثة و186 مقعدا لاستقبال البلاغات يوميًا    بالصور- وقفة احتجاجية لمحامين البحيرة اعتراضًا على زيادة الرسوم القضائية    جامعة حلوان تواصل تأهيل كوادرها الإدارية بدورة متقدمة في الإشراف والتواصل    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تأملات في المسألة الانتخابية ورحلة 55 يوما

منذ خمسة وخمسين يومًا رشحت نفسي في انتخابات نادي الصيد لعضوية مجلس ادارة النادي وخضت معركة قوية مع واحد وعشرين مرشحًا غيري رجالا ونساء نتنافس جميعا علي مقاعد مجلس الادارة الستة فعشت الخمسة والخمسين يوما السابقة تجربة حياتية بديعة صاخبة ثرية انتهت بنتيجة رسمية مفادها حصولي علي ثلاثة آلاف وتسعمائة وتسعة عشر صوتا انتخابيا لاناس اعضاء في النادي لا اعرف معظمهم معرفة شخصية لكنهم منحوني اصواتهم الغالية ايمانا منهم بشعاري " التغيير ضرورة " وتصديقا منهم لقولي " جميعنا شركاء في القرار شركاء في الادارة " واقتناعا بخطابي وحديثي وبرنامجي الانتخابي ، ومع اصواتهم منحوني ثقتهم وحبهم وصدق مشاعرهم و" سقطت في الانتخابات " !!! لكن من قال ان التجارب الثرية في حياة البشر يمكن قياس اثرها ونتائجها وقيمتها بالارقام والاصوات والنتائج الرسمية نعم " سقطت " في الانتخابات لكني "نجحت" جدا في تلك التجربة وخرجت من تلك المعركة الانتخابية " كسبانه " ماهو اهم كثيرا من مقعد مجلس الادارة وماهو ابقي !!!!! وتعلمت الكثير والكثير والكثير ! في البداية يهمني أن اوضح ان الانتخابات وتداول المقاعد بين الناس هو صميم العملية الانتخابية وقلبها النابض ، فالديمقراطية ليست حق الاعتراض او حق الانتقاد او حق التذمر و"ترك الحال علي ماهو عليه " الديمقراطية ليست مجرد " رغي وكلام وتنفيس غضب " لا ديمقراطية بغير تداول للمقاعد ، لا ديمقراطية بغير دماء جديدة تضخ في المؤسسات والهيئات والمنظمات المختلفة بما تحمله تلك الدماء الجديدة من افكار وحماس وحيوية واختلاف رؤي واهداف وبالطبع الانتخابات غير "التزكية وتجديد الثقة والبقاء علي العهد" وكل تلك الشعارات "الجامدة" التي يبرر بها الكثيرون احتكار المواقع والانفراد بالمقاعد والاستئثار بالادارة ، الديمقراطية عمل ايجابي بالضرورة يفترض اختراق الساحات وخوض الصراعات وتناقض الافكار واختلافها!
ولان " الكمال لله وحده " فدائما هناك " نواقص " و" سلبيات " لأي مجلس او هيئة او مجموعة بشر تحكم او تدير مهما كانت براعتهم او كفاءتهم او اخلاصهم ، فضلا عن الاختلاف في الرأي الذي لايفسد للود قضية هو اساس العملية الديمقراطية ، فاختلاف وجهات النظر بين الفرقاء واختلاف قناعاتهم واولوياتهم و"اجنداتهم " واختلاف مصالح وطبائع واهداف واحلام جمهور كل منهم ، كل هذا ، يبرر بل يحتم تداول المقاعد فاذا كان من يدير امس واليوم - اي مكان سواء ناديا أو جمعية او مؤسسة - يؤمن بأفكار وخطط ومستهدفات ينفذها عمليا اثناء جلوسه " علي مقعدة المنتخب " ولافكاره جمهورها ومريدوها والمؤيدون لها ، فإن من لا يدير - ويتقدم للخدمة العامة ويطرح نفسه علي جمهورها عن طريق الترشيح عبر آليات الديمقراطية - له ايضا افكار واهداف تعبر عن مصالح قطاع آخر من الجمهور يسعي لتحقيقها وتنفيذها علي ارض الواقع !!! هذه قواعد عامة يعرفها الجميع لكني اكررها ثانية توضيحا لامر هام ان خوض اي مرشح للانتخابات - او هكذا اؤمن - لا يكون الا باستهداف المصلحة العامة وليس تعبيرا عن خصومة شخصية او خلاف ذاتي !!! وحين ينقشع غبار المعركة وتنتهي الانتخابات وتغلق الصناديق وينتهي الفرز وتعلن النتائج ويفوز من يفوز و" يسقط من يسقط " وقتها ينصاع الجميع لنتائج الديمقراطية وما أسفرت عنه ويتبادلون التهانئ ..... وبس خلاص !!!!
لقد خضت تلك الانتخابات انا وخمسة عشر مرشحًا غيري من المستقلين - خارج قائمه المهندس حسين صبور رئيس مجلس ادارة النادي، لمدة اربع دورات وسبعة عشر عاما سابقة - معركة شرسة قوية ومنافسة عنيفة مع اعضاء المجلس القدامي الذين تكاتفوا في قائمة واحدة مؤيدة من رئيس النادي الذي يحظي بحب واحترام معظم اعضاء النادي، فكان انحياز المهندس حسين صبور لتلك القائمة واعضائها وتأييده لهم رصيدا كبيرا لهؤلاء الستة اضيف لحسابهم الانتخابي - دون بقية المرشحين - وقت بداية السباق ، فهم اعضاء المجالس السابقة لادارة النادي ولسنوات طويلة وهم المعروفون باشخاصهم لمعظم اعضائه ولهم رصيد سابق ويحظون بحب وتأييد الاعضاء - بدرجات متفاوتة - وهم المؤيدون بالدعم المعنوي لرئيسه - الذي يحترمه ويحبه معظم الاعضاء - والمؤيدين بالدعم الواقعي لأجهزة الادارة في النادي والتي كانت تروج لهم بين اعضائه وتدعوهم - بالخطابات والاتصالات التليفونية المباشرة - لانتخاب القائمة المغلقة التي وثق بها المهندس حسين صبور وهم - اي المجلس القديم والمرشحون للمجلس الجديد واعضاؤه حاليا بعد نتيجة الانتخابات - الذين قرروا في الشهر الاخير السابق للمعركة الانتخابية اقامة " الاحتفالات والافراح والليالي الملاح " داخل النادي بتكريم معظم الفرق الرياضية وحضور احتفال عيد ميلاد الرواد وافتتاح الفرع الجديد للنادي ببورسعيد وتوزيع الجوائز والميداليات علي اطفال المدارس الرياضية وارسال الفرق للمعسكرات المغلقة وشهد النادي خلال تلك الفترة تصفيقا وهتافا بأنجازات المجلس السابق وتأييدًا ودعم لاعضائه المرشحين ممن سيكونون باذن الله اعضاء المجلس القادم وهاهم صاروا !!!!
واوضح - لمن سيسعون جاهدين تفسير او تبرير حديثي هذا وكلمات مقالتي بانها " مرارات " الفشل الانتخابي والسقوط - اوضح لهم اني خضت تلك الانتخابات رغم ادراكي لكل الصعوبات الموضوعية التي سأقابلها ورغم ادراكي ان الفجوة بين اي مرشح مستقل وبين اي مرشح داخل القائمة فجوة هائلة وكبيرة وان رصيدهم اكبر بكثير من رصيد بداية السباق لاي مرشح منا واننا " ننحت " في الصخر ونحاول " اختراق " القائمة الحديدية نبشا بأظافرنا وهي محاولات - علي الأرجح - مصيرها الفشل ، هكذا كنت ادرك وقت أن قررت خوض تلك الانتخابات ، لكني رغم هذا صممت علي خوض التجربة واختبار خطابي وقناعاتي ومبادئي وسط اناس لااعرفهم ولا املك الا صدقي وحماسي وافكاري اقدمها لهم دون وعود براقة او خدمات مغرية وكنت اظن انني سأنجح في " اختباري الخاص " وغالبا " سأسقط " في الانتخابات وهاهي الايام اثبتت صحة تصوراتي ، ف"سقطت" في الانتخابات كما كنت اظن ونجحت فعلا في " اختباري الخاص " كما كنت اظن !!!!! وهذه هي الحدوتة!!!!
واوضح ايضا ان سقوطي وسقوط غيري من المرشحين المستقلين في الانتخابات ليس كله - قوة ونفوذ طاغي من الخصم - بل بعضه وكثير منه اخفاق شخصي مني انا التي قررت الترشيح فجأة واثر شحنة عاطفية تملكتني دفعتني لمغامرة محسوبة بالهبوط فوق انتخابات النادي - الذي انتمي له منذ عشرات السنين - بالبراشوت دون تجهيز سابق او تنسيق مسبق مع غيري من المرشحين ، وغيابي عن النادي سنوات طويلة وعدم تنسيقي مع المرشحين الآخرين قبل الترشح كانا عنصرين سلبيين بالضرورة اثرا علي قدر قوتي في معركة شرسة ينافسني فيها مجلس قوي له رصيد وانجازات ووجوة معروفة فكانت المنافسة معهم صعبة وشاقة لاني بدأت المعركة من اول السطر اعرف الناخبين باسمي ونفسي وبرنامجي وابرر غيابي وافسر حماسي المفاجيء للخدمة العامة في النادي الذي ترددت عليه مرات قليلة في السنين السابقة وانسي اسماءهم التي حفظتها في اليوم السابق بينما منافسي الحقيقيون يحفظون اسماءهم وارقام تليفوناتهم عن ظهر قلب ويملكون دفتر الانجازات والاعمال السابقة والرصيد المتراكم بما يجعل فكرة "الديمقراطية والتغيير " مجرد افكار نظرية يحترمها الناخبون كثيرا لكنهم لايلتزمون بها وقت وضع اصواتهم في الصناديق !!!!
واضيف ايضا ان سقوطي وسقوط غيري من المرشحين المستقلين في الانتخابات - علي تفاوت درجات قوة كل مرشح وثقة الاعضاء فيه - تسبب في كثير منه الاخفاق الجماعي - الي جانب عناصر الاخفاق الشخصية لكل مرشح - من جميع المرشحين الذين خاضوا المعركة الانتخابية متشرذمين في مواجهة قائمة تكاتف اعضاؤها وتوحدوا بما زادهم قوة فوق قوتهم ، خضنا المعركة متشرذمين فرادي تنعدم بيننا وبين بعض الثقة - بسبب انعدام او ضعف المعرفة السابقة والخبرات المشتركة - فلم نتكاتف بحق وبإخلاص للدرجة التي نستطيع بها توحيد قوانا كمجموعة "قائمة انتخابية" في مواجهة مجموعة اخري قوية متوحدة ولم تؤت" الفاتحة" التي قرأنها اثباتا لصدق نوايانا تجاه بعضنا البعض اثرًا ونتيجة " الفاتحة" التي قرأها المرشحون الستة داخل القائمة اخلاصا لبعضهم البعض والتي دعمها ايمانهم العميق انهم جميعا في زورق واحد اما سيصل بهم جميعا لشط النجاة واما سيغرق بهم جميعا اما بقية المرشحين الستة عشر فكنا نؤمن اننا ننافس انفسنا وانه يتعين علي كل منا ان يكسب الاخرين - ونسينا مرشحي القائمة وقوتهم وتكاتفهم - بل وصدق البعض الشائعات المغرضة التي انتشرت في النادي - من المدعين بأنهم عالمون ببواطن الامور وحقيقة خباياها - تؤكد ان بالقائمة الحديدية مكانا واحدًا ضعيفًا او مكانين علي اكثر تقدير ، فاذا بالمرشحين خارج القائمة يحاول كل منهم النفاذ من خلال ذلك الثقب الضعيف واحتلال المقعد - شبه الخالي - ولانه مجرد مكان واحد ضعيف - كما روجت الشائعة الكاذبة - فلم يكن هناك مجال حقيقي للتعاون بين المرشحين المستقلين الذين لايطمح اي منهم الا في النجاح وحيدا واختراق القائمة بنفسه و..... "ان جالك الطوفان حط ولدك تحت رجليك !!!!!" وهذه الشائعة بقدر انتشارها كالنار في الهشيم بقدر اثرها الضار علي المرشحين المستقلين بقدر نتائجها الايجابية علي القائمة الحديدية التي توحدت بقوة في مواجهة مجموعة من المتشرذمين الاقوياء الذين اضعفوا انفسهم بأنفسهم وهم يتحالفون مع الآخرين بعقل يرغب في " التكويش " علي اصوات الغير وعدم منحهم ولو صوتًا واحدًا و"ياروح مابعدك روح " !!!!! بل وتصور بعض المرشحين - ولا اقول بالطبع كلهم - ان مسلكه اثناء الدعاية الانتخابية واقواله ودعايته اللطيفة المسالمة ستمنحه المكان الوثير الوحيد في مجلس الادارة بعد ان يبتعد عن الهجوم علي المجلس القديم وسلبياته او حتي الاشارة لنواقص عمله اوتنبيه لطلبات ورغبات وشكاوي الاعضاء ، تلك النواقص التي افسدت عليهم الاستمتاع بالانجازات العظيمة السابقة ، فاذا بهؤلاء المرشحين يتفرغون للاشادة بالانجازات السابقة - التي لاينكر معظم اعضاء النادي وجودها - ويبذلون اقصي جهدهم لنفي تهم مناوءة المجلس الموجود - بعيد الشر - وتهم المنافسة الانتخابية الحقيقة فداروا - وهم يدعون لانفسهم - يشيدون بالمجلس القديم الجديد وانجازاته العظيمة ويؤكدون احترامهم للمجلس رئيسا واعضاء - وهو امر لامجال لنفيه او مبرر للاشادة به فالمسكوت عنه معلوم - فتحولوا لابواق دعاية للمجلس القديم الجديد يتمنون منه "نظرة الرضا " وتأشيرة " الدخول من الباب العالي " وهي الدعاية التي صدقها وآمن بها جمهورهم فانتخبوا المجلس القديم ولم ينتخبوهم !!! بل وصدق بعض المرشحين الشائعات القوية التي تهامس بها حلفاء القائمة الحديدية ان بعض المرشحين " مغضوب عليهم شخصيا " و"يستحيل أن ينجحوا ابدااااااااااا " و " ابعد عن الشر وغني له " وان التعاون المشترك او التحالف الانتخابي اوتبادل الاصوات او حتي التحية والسلام " بتاع ربنا " معهم سيبدد نهائيا اي فرصة او امكانية للرضاء عنهم وامكانية دخولهم المجلس من الثقب الضعيف فاذا بهم يتبرأون من المرشحين " المغضوب عليهم " وينفون عن انفسهم تهمة التعاون "المشين" معهم ويتجاهلونهم ويهرولون من امام مناضدهم كأنهم لايرونهم كأنهم اشباح مخيفة تهيم في سماء النادي تفسد الامكانية الضعيفة لنجاحهم المحتمل ورغم ان الفطنة كانت تقتضي الانتباه ان تلك الشائعات تحوم اساسا حول الاقوياء ممن لهم فرصة او امكانية النجاح وان التعاون والتحالف مع هؤلاء كان من شأنه تغيير خريطة النتائج لكن الخوف من " الحرمان " والاشتباه بتأييد " المغضوب عليهم " افسد فرصة الجميع ومنح القائمة الحديدية قوة فوق قوتها ، لان الناخبين - ممن كانوا يريدون التغيير وهم كثر - احتاروا امام التشرذم والانقسام وعجزوا عن منح ثقتهم الكاملة لمرشحين خائفين من بعضهم البعض - يهمس كل منهم لجمهوره لاتنتخب سواي وفرق بقية صوتك علي من سيسقط سيسقط - ففقد المرشحون احترام ناخبيهم الذين لم يجدوا امامهم الا القائمة الحديدية متكاتفة متوحدة قوية فمنحوها ثقتهم و" بلا تغيير بلا وجع قلب " !!!!!! وتجربة التشرذم الانتخابي والتنافس الاناني بين المرشحين درس قديم متكرر تجرعنا مرارة كأسه طويلا في النقابات والنوادي ومنظمات المجتمع المدني حين يتنافس المرشحون - دعاة التغيير - مع بعضهم البعض ويفتتون الاصوات الكثيرة الراغبة في التغيير بينهم وبين بعض فيسقطون جميعا وينجح الاخرون ممن يؤمنون بأن " الاتحاد قوة " و" اللي نعرفه احسن من اللي مانعرفوش " وهاهي تجربة جديدة لم ينقشع غبار معركتها بعد تؤكد وتثبت صحة كل الدروس المريرة السابقة وعلي رأي المثل الشعبي " اذا كنتم نسيتم اللي جرا هاتوا الدفاتر تتقرا " !!!!
ولكن التجربة الانتخابية لم تكن مجرد " فشل " او " اخفاق " او " دروس سلبية موجعة" ، بل امتلأت بالايجابيات العظيمة التي هونت التعب وبددت الاحباط ومنحتني اجمل الذكريات والدروس التي اكدت لي انه " لايصح الا الصحيح " وان الاخلاص والصدق والاقتراب من الناس والاصغاء اليهم وتفهم مشاكلهم وتبني مطالبهم هذا جميعه منحني تجربة عظيمة في حياتي اكدت لي الجملة الجميلة التي قالها لي صديقي الدكتور عمرو عبد السميع " عمرك ماحتاخدي حاجة غير من الناس " صدقت ياصديقي ، فقد منحني الناس الغرباء ممن كنت لا اعرفهم ومازلت لا اعرف معظهم ، منحوني اجمل مامنحته منذ سنوات بعيدة، منحوني يقين صحة اختياراتي واهميتها ليس فقط عندي بل وعند الآخرين !!!!!!
لقد خضت هذه المعركة الانتخابية بمجموعة من المتطوعين الذين بدءوا ثلاثة وانتهوا بما يزيد علي المائة عضو وعضوة بنادي الصيد جميعهم اقتنعوا بحديثي ومنهجي وافكاري ووافقوني علي ضرورة التغيير وضرورة ممارسة الديمقراطية والخروج من السلبية والتمرد علي اليأس والاحباط فحملوا اوراقي ومطبوعاتي وداروا فوق كعابهم مرة واثنتين وعشرًا ومائة داخل النادي يجوبونه من شماله لجنوبه ويتحدثون باسمي وبلساني ويعرضون افكاري علي الرواد وسيدات حمام السباحة والامهات الصغيرات في حديقة الاطفال واسر المدارس الرياضية والسباحة والباليه المائي وساعة صلاة الجمعة ، مجموعة من المتطوعين والمتطوعات ممن استطاعوا أن يقولوا لاصدقائهم المرشحين لا ولصديقاتهن المرشحات لا - لن نجاملكم ونقف معكم - بل سنقف مع المرشحة التي قالت ماكنا نرغب في قوله واسمعتنا ماتمنينا سماعه، سنقف معها لاننا صدقناها واقتنعنا بحوارها وخطابها وافكارها ، متطوعين من جميع الاعمار ابتداء من نهايات العقد السادس وحتي " ادهم " اصغر متطوعينا بسنوات عمره الثلاث حملوا الاوراق والمطبوعات وشرحوا البرنامج الانتخابي وكانوا خير دعاة وسفراء لافكاري وآرائي ... خضت المعركة الانتخابية احترم الناخب الذي لايعرفني فلم ارم بين يديه ورقة عليها صورتي مبتسمة ادعوه لانتخابي بل سعيت اولا لاعرفه بنفسي من انا ماهو تاريخي عبر سنوات العمل المهني والعمل ماذا فعلت ماذا كتبت ماذا صنعت .. اعرفه بنفسي اقدم له دليلا اوليا علي مصداقيتي وقدر جهدي الذي اعده بتقديمه له اذا ماانتخبني ، وفي نفس الوقت سعيت لعشرات بل مئات اللقاءات مع الاعضاء في اماكن تواجدهم المختلفة بالنادي اسألهم عن رأيهم فيما يعيشونه عن النواقص التي يتمنون استكمالها عن السلبيات التي تغضبهم واسجل مايقولونه واناقشهم فيه واطرح عليهم تصوراتي لبعض الاشياء التي اري ضرورة لوجودها ونتناقش واقص عليهم ماافكر فيه واسمع منهم مايفكرون فيه ويطور حديثنا افكارنا المشتركة ويخلق ارضية للحوار والتواصل ونقترب وتمتد بيننا جسور المحبة والمودة، وحينما احسست ان الاعضاء الذين اسعي لخدمتهم واطمح في اصواتهم قد عرفوني وحينما احسست اني سمعت منهم مايكفي لصياغة برنامج عمل مستقبلي يعبر عن امنياتهم ، كتبت برنامجًا انتخابيا قدمته لهم افكارهم تصوراتهم امنياتهم مع وعد بتبني تلك المطالب وسعي لتحقيقها من خلال العمل الجماعي بالمجلس ، لم اكذب عليهم وابني لهم مدن الاوهام ولم اعدهم بما يستحيل تحقيقه وصولا للاستيلاء الخادع علي اصواتهم، وعدتهم بالتعبير عنهم واللقاء الدوري المنتظم معهم اسمع منهم واناقشهم واحاورهم واوصل صوتهم لمجلس الادارة الذي سينتخبونني من ضمن اعضائه وصدقوني ، مست نبرة صدقي قلوبهم ، صدقوني حين لمسوا الحماس يقفز من حنجرتي وحين شاهدوا العرق يتصبب فوق جبهتي ويجري علي بدني وانا اهرول للقائهم يوما بعد الاخر في قيظ يوليو واغسطس ، صدقوني وابتسموا في وجهي وتكررت لقاءاتنا وانضم واحد والثاني والعاشر من بينهم لصفوف حملتي الانتخابية "دعاة التغيير" وخرجوا من قوقعة صمتهم واحباطهم ولم يكتفوا بمنحي صوتهم وهذا في ذاته شيء عظيم بل تجاوزوه بحماس منقطع النظير لمشاركتي في محاولة احداث التغيير !!! وفي يوم الانتخاب لم استأجر شابات مائعات يصرخن باسمي علي دقات الدفوف ولم اطلق البالونات تحمل صورتي ولم اشتر اصوات الناخبين بهدايا رخيصة اتصورها ستبدل ارادتهم بل وقف المتطوعون يوزعون اوراقي ويساعدون الناخبين للوصول للجانهم الانتخابية معاونة غير مشروطة بضرورة انتخابي، في يوم الانتخاب امتلأ السرادق وكل الطرقات المؤدية له بشباب جميل وفتيات يانعات وسيدات ناضجات ورجال يشعل الشيب شعرهم يحثون الناخبين علي منحي اصواتهم املا في غد اجمل تشعل مراجله رياح التغيير و............. وفي نهاية اليوم تحلقنا جميعا اعضاء الحملة الانتخابية سعداء راضين عن ادائنا طيلة الخمسة والخمسين يومًا سعداء بخطابنا سعداء بمجهودنا نصفق ونصفر ونغني " وعملنا اللي علينا علينا والباقي علي الله " .... وصدقنا ثلاثة آلاف وتسعمائة وتسعة عشر عضوًا ومنحوني ثقتهم واصواتهم وحبهم و........... ياله من نجاح عظيم !!!!!!ويالهم من خمسة وخمسين يومًا جميلة!!!!!!!!
الفقرة الاخيرة - الف مبروك لمجلس ادارة نادي الصيد المنتخب نجاحه الاخير وثقه اعضاء الجمعية العامة بهم ، لكني اهمس في اذنهم - وجميعهم اصدقائي احبهم واحترمهم - وآذان كل القوائم الحديدية انتبهوا فرياح التغيير آتية عاتية مهما تراخت او تأخرت !!!!
الجملة الاخيرة - اشكر كل المتطوعين الذين قدموا وقتهم وجهدهم وقلوبهم لحملتي الانتخابية وقدموا معي نموذجا محترما للعمل الجماعي البناء ، مؤمنين بشعاري "جميعنا شركاء في القرار شركاء في الادارة " يسعون مثلي " للتغيير " باعتباره ضرورة ديمقراطية هامة لصحة مجتمعنا الصغير ، اشكر مشيره و عبد الستار واسامة وايمن قنديل وسناء وزوزو وعباس واحمد حامد وعز وعاصم وحنان ودينا وعبير وحويحي وغيرهم كثيرين ، اشكر كل العاملين بمكتبي ممن بذلوا جهدا مضاعفا في عملهم بالمكتب وقت غيابي وجهدا مضاعفا في الدعاية لي وتحميس الناس لانتخابي عادل وشريف ومحمود ابو سيف ومصطفي ابراهيم وآخرين ، اشكر اصدقائي بالفيس بوك ممن حولوا بروفيلاتهم للدعاية لترشيحي ونشروا صوري ومطبوعاتي وصنعوا افلام الفيديو التي تدعو لانتخابي مها ونيبال ومهدي وآخرين ، اشكر ابي واسرتي التي وقفت بجواري وساعدتني واشكر في النهاية ابنتي سمر وملك اللتين تحملتا غيابي شبه الكامل عنهم خمسة وخمسين يوماً ووقفنا بجواري يومًا الانتخاب كاجمل دعاية حية امام اعين الناخبين زهرتان جميلتان تخطفان اللب والوجدان !!!
السطر الاخير - اشكر الثلاثة آلاف وتسعمائة وتسعة عشر عضوًا بنادي الصيد المصري ممن منحوني اصواتهم واشكر الكثير منهم ممن اتصلوا بي بعد اعلان النتيجة يؤكدون لي حبهم وايمانهم بأفكاري ويحرضوني علي تكرار التجربة و" المرة الجاية ان شاءالله حننجح !!!!" فكل صوت من اصواتهم بألف صوت لانهم ساروا ضد التيار ولم ينتخبوا " اللي يعرفوه " وراهنوا علي بقلوبهم فاحلتوا قلبي واحتلوني للابد !!!!!ا


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.