ويجيب عن هذه الفتوي الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية قائلاً: إن اغتسال الصائم للتبرد جائز شرعا ولا شيء فيه ولا يفسد الصوم، لما روي في الصحيحين وغيرهما من حديث عائشة وأم سلمة رضي الله عنهما أن النبي صلي الله عليه وآله وسلم كان يدركه الفجر جنبا في رمضان من غير حلم، فيغتسل ويصوم”، ولما أخرجه الإمام مالك وأبو داود من طريق أبي بكر بن عبدالرحمن عن بعض أصحاب النبي صلي الله عليه وآله وسلم قال: “لقد رأيت رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم بالعرج يصب علي رأسه الماء وهو صائم من العطش أو من الحر”. وقد عقد الإمام البخاري في صحيحه بابا لذلك سماه “باب اغتسال الصائم”، وساق فيه بعض الآثار في ذلك عن السلف، منها ما روي عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: “إن لي أبدنا أتقحم فيه وأنا صائم”، والأبدن: هو حوض الاستحمام، وهذا الأثر قد وصله قاسم بن ثابت في “غريب الحديث” له بلفظ" “إن لي أبدنا إذا وجدت الحر تقحمت فيه وأنا صائم”. وعلي الصائم أن يحرص علي عدم دخول الماء إلي جوفه من الفم أو الأنف، فإذا حصل دخول جزء من الماء في الجسم بواسطة المسام فإنه لا تأثير له، لأن المفطر إنما هو الداخل من المنافذ المفتوحة حسا للجوف كما سبق.