لعلي لن أكون صادماً للبعض حين أكتب علي الورق أن قلبي وعقلي مع رئيس مجلس الوزراء! فالكل يعرف أن د. أحمد نظيف كان أول من تولي عام 1999 قيادة وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وظل وزيراً خمس سنوات كاملة 1999 - 2004 .. والكل يعرف ان د. نظيف لم يتعرض خلال هذه السنوات الخمس لمعارك وحملات صحفية قاسية ومتكررة كما هو حادث الآن. ولكن منذ أن تولي د. نظيف رئاسة مجلس الوزراء في يوليو عام 2004 .. والرجل يتعرض من حين لآخر لانتقادات حادة واتهامات متهافتة من جانب بعض الزملاء الذين كنت أكن لهم ومازلت كل تقدير واحترام. لماذا إذن أصبح د. نظيف الآن هدفاً للحملات الصحفية؟ الرجل هو نفسه الرجل. ما الذي تغير؟ الذي تغير أن الوزير أصبح رئيساً للوزراء. وطبعاً أن تهاجم رئيس وزراء مصر مسألة تختلف تماماً عن الهجوم علي وزير ومنطق البعض هنا وهو: الكبير فين!. ومن الطبيعي أن يفخر الصحفي، أي صحفي، بأنه استطاع انتقاد رئيس الوزراء ومن هذا المنطلق يمكن فهم واستيعاب وهضم الحملة الصحفية الشرسة التي يتعرض لها الآن الدكتور نظيف ويكيل فيها بعض الزملاء اتهامات جد متهافتة لا تستند إلي دليل مادي دامغ يؤكد صحة ادعاءاتهم بأن د. نظيف امتلك الآن جامعة خاصة بأموال دفعتها الحكومة!! لست هنا بصدد الدخول في تفاصيل ( ما أنزل الله بها من سلطان حول جامعة النيل الخاصة التي زعم البعض أن رئيس مجلس أمنائها هو د. نظيف.. وإنه أسس جمعية أهلية أصبحت بقدرة قادر ( كما يزعمون ) هي مالكة هذه الجامعة.. ما أراه مهماً هنا هو محاولة لفهم دوافع هذه الحملة غير البريئة ضد رئيس مجلس الوزراء.. ومن هم مدبروها الحقيقيون الواقفون من خلف ستار؟ وهنا قد لا يكون من الحكي غير المرغوب فيه أن نستعيد لحظة اختيار د. أحمد نظيف في عام 2004 ليقوم بتشكيل الوزارة. فقد كانت تلك اللحظة بالذات هي المفاجأة الأكبر لبعض الوزراء الأقدم.. وكان تكليفه مرة ثانية بتشكيل الوزارة مفاجأة أخري أثارت حسد وغيرة بعض زملائه خاصة إنه ليس وزيراً في المجموعة الاقتصادية التي تعودنا أن يأتي منها رئيس مجلس الوزراء مثل د. علي لطفي ود. عاطف صدقي.. وبالبلدي كده استكتر عليه بعضهم منصب رئيس الوزراء! هل وصلت الرسالة التي قصدتها من استعادة لحظات اختيار د. نظيف لأول مرة رئيساً للوزراء. وهل وصلت رسالة تجديد الثقة به.. وبالبلدي كده مرة أخري.. هل أصبح من العسير معرفة المستفيدين بالفعل من هذه الحملة الحالية ضد د. نظيف!! وفي تفسير الهجوم المتواصل علي د. نظيف من المهم أن نقول إنه إذا كان هناك بعض الوزراء الحاسدين. فإنه مما لاشك فيه أن د. نظيف نفسه ربما كانت بعض تصريحاته خلال العامين الأولين في منصبه ككبير للوزراء قد ساهمت في تأجيج مشاعر الغضب وأمارات الاستهجان ضده. واستطيع أن أقول بملء الفم أن هناك عوامل مختلفة كانت ومازالت تقبع خلف الحملات الصحفية القاسية ضد رئيس مجلس الوزراء. منها إنه كان لديه عزوف عن عبور الشارع إلي مجلس الشعب مما كان يثير غضب واستياء النواب بل ونواب الحزب الوطني نفسه.. ومنها إنه لم يكن يلتقي بالنواب إلا بعد الحاح متكرر من جانبهم.. ومنها أن بعض الأصوات رددت وكررت أن رئيس مجلس الوزراء يتعامل (باستعلاء) مع الجميع!. وعفواً رئيس مجلس الوزراء إن قلت هنا أن عفويتك وتلقائيتك في بعض تصريحاتك الصحفية قد جرتا عليك سيولاً منهمرة من الانتقادات اللاذعة من كل حدب وصوب.. من نواب الوطني قبل المعارضة والمستقلين.. نعم كان من حقك في السنوات الأخيرة الصمت والابتعاد عن رجال الإعلام بقدر الإمكان.. ولكن السكوت ليس دائماً من ذهب.. والصمت ليس دائماً فضيلة.. فقد كان من حق الرأي العام أن يعرف جيداً وبشفافية مطلقة حقيقة ماهو غائب عن الأذهان والدوافع الخفية وراء كل الانتقادات والاتهامات التي ساقتها في الأيام الماضية أقلام البعض وروجت لها بعض الصحف الخاصة. قلبي وعقلي معك يا دكتور نظيف.. لأنني أعلم وأشعر فعلاً إنك رجل نظيف.. تسعي باخلاص وبحب لخدمة البلد.. ربما يراك البعض قد أخطأت في أمر.. ولكن من المؤكد أن الكثيرين يرون أنك حقاً اسم علي مسمي.. .. ويرون أيضاً صفحتك بيضاء من كل هذا الكلام الغت القبيح حول سمعتك ونزاهتك وذمتك المالية. عقلي معك وقلبي أيضاً معك يا دكتور نظيف لأن ما يحاك حولك هدفه الأول والأخير هو اغتيال رئيس وزراء مصر معنوياً ولست وحدي الذي يقول بهذا.. هناك كثيرون من أبناء هذا الوطن يتساءلون مشفقين: ما كل هذا الإفتراء عليك .. لماذا هذه الحملة الظالمة ضدك.. نعم لست وحدي.. كثيرون يشاركونني هذا الرأي.. ولولاهم ما فكرت أن أكتب هذا المقال! د. نظيف.. أثق تمام الثقة أن مجرد مقال لن يكون كافياً لتأكيد صفحتك الناصعة.. ولكنني أثق، كل الثقة، أن صمتك البليغ عن الرد علي تلكم الافتراءات والإدعاءات الحمقاء .. سوف يساعد علي انتشار ورواج تلك الحملة المنصوبة ضدك.. صمتك الآن ليس فضيلة يا معالي رئيس الوزراء.. والبيانات الإعلامية لصديقي الدكتور - مجدي راضي - المتحدث الرسمي لمجلس الوزراء لم تعد تكفي أو تشفي غليل جانب غير قليل من المصريين. الناس الآن في حاجة ماسة لمن يكشف لهم الحقيقة الغائبة حول جامعة النيل الخاصة.. وليس مفيداً أن تغيب عن الناس تلك الحقيقة لفترة طويلة.. قل للناس حقيقة جامعة النيل.. صارحهم بما جري من خطوات لتأسيس هذه الجامعة.. الناس يا معالي رئيس الوزراء مازالوا حياري في شأن هذه الحملة المدبرة.. أغلبهم لديه شكوك وريب حول ظروفها وتوقيتها ومدبرها.. والوحيد الذي يملك الإجابة علي كل علامات الاستفهام المطروحة هو رئيس الوزراء.. يا دكتور نظيف آن أوان كشف الحقائق .. اتكلم يا دكتور نظيف!!