كلنا كدا عايزين سورا

سورا المكتوبة فى عنوان المقال ليست خطأ لغويا، فالمقصود هنا SORA التطبيق الجديد الذى أعلنت عنه شركة OpenAI المتخصصة فى تطبيقات الذكاء الاصطناعى والتى أصدرت تطبيق المحادثة الشهير شات جى بى تى ChatGPT قبل أربعة عشر شهرا من اليوم.
التطبيق الجديد يتيح لمستخدميه توليد مقاطع مصورة-فيدو- بمجرد ادخال كلمات بسيطة لوصف الفيديو المطلوب، وهو ما أعلنت عنه الشركة غى السادس عشر من شهر فبراير الجارى.
التطبيق جاء مفاجأة، ليس فقط لأنه ينتقل بالذكاء الاصطناعى الى مستوى اشمل وأعمق بل لأن التطبيق لم يكن متوقعا أيضا من الشركة والتى أعتقد الكثيرون انها متخصصة فى النماذج اللغوية الكبيرة فقط وأن الخطوة التالية لها ستكون الإعلان عن اصدارة جديدة-خامسة- من شات جى بى تى وذلك بعد ان اطلقت أربعة إصدارات منه حتى الآن كانت كل اصدارة تتميز عن سابقتها بالعديد من المميزات مثل السرعة والدقة و المزيد من الاتقان والشمولية والاحترافية فى توليد المعارف.
والحقيقة أن هذا النوع من الإصدارات ليس هو الأول من نوعه فالعديد من الشركات قد سبقت خلال الأشهر القليلة الماضية بإطلاق برامج تقوم بالفعل نفسه ولكن الإصدار الجديد يتميز بأن طول مقطع الفيديو يصل الى 60 ثانية وأن المحتوى والجرافيك الصادر غاية فى الاحترافية والدقة.
وخلال الأيام القليلة الماضية ظهر عدد كبير من مقاطع الفيديو المولدة من التطبيق الجديد و التى تظهر هذه الدقة و الاحترافية بصورة مبهرة، كما ظهرت مقارنات بين تلك المقاطع وغيرها من المقاطع المولدة من التطبيقات الأخرى خلال الفترة الزمنية القليلة الماضية.
والتطبيق لم يصبح متاحا للعامة حتى الآن، فالتجربة تتم على نطاق ضيق بين فريق من المطورين بالشركة وكذا أيضا عدد من الفنانين التشكيلين وخبراء الجرافيك وصناع الأفلام وذلك للتجربة واستخراج الملاحظات اللازمة للتحسين.
ليس الأمر كذلك فحسب بل إن الشركة تعمل حاليا أيضا على محاولة ضمان عدم استخدام التطبيق فى عمليات التزييف العميق Deep Fake او الابتزاز و التشهير وصناعة الاخبار المغلوطة والخاطئة او استخدامه لتعزيز خطاب الكراهية والعنف.
والى أن يصدر التطبيق بصورة نهائية، يبقى الوعى هو الحل ونشره هى القضية الأهم.