مع استمرار الحرب على غزة ووصولها إلى اليوم ال75، تواصل القوات الإسرائيلية عملياتها العسكرية واستهدافاتها المدفعية والجوية، لا سيما جنوب القطاع، والضفة الغربية. قال متحدث باسم وزارة الصحة فى قطاع غزة إن 10 فلسطينيين على الأقل قتلوا وأصيب 40 آخرون فى غارة جوية إسرائيلية على مخيم جباليا للاجئين فى شمال القطاع أمس. وقالت مصادر طبية فى غزة إن القوات الإسرائيلية استهدفت مبنى مجاورا لمركز جباليا الطبى، مما أدى إلى إصابة صحفيين اثنين بجروح متفاوتة. وذكرت مصادر طبية تابعة لحماس أيضًا أن القوات الإسرائيلية حولت مستشفى العودة فى شمال قطاع غزة إلى ثكنة عسكرية. وقالت المصادر إن القوات الإسرائيلية تحتجز 240 شخصًا، منهم 80 من الكوادر الطبية و40 مريضًا و120 نازحًا داخل مستشفى العودة «بلا ماء ولا طعام ولا دواء»، كما أنها تمنع الحركة بين أقسام المستشفى المختلفة. وأوضحت المصادر أن القوات الإسرائيلية «تعتقل 6 من كوادر المستشفى، على رأسهم مدير المستشفى، بالإضافة إلى مريض ومرافق. وكان مستشفى العودة قرر فى 22 نوفمبر الماضى إخلاء المستشفى تمامًا بعد استهداف قسم الجراحة الخاصة بالمستشفى ومقتل ثلاثة من أطبائها. اقتحامات واعتقالات كذلك، اقتحمت القوات الإسرائيلية، الليلة الماضية وفجر أمس، مناطق واسعة فى الضفة الغربيةالمحتلة، اعتقلت فيها عددا من الفلسطينيين، فى وقت فجرت منزل أسير تتهمه بتنفيد هجوم وقع قبل أشهر. وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية «وفا» أن القوات الإسرائيلية اعتقلت 23 مواطنًا من أنحاء متفرقة فى الضفة الغربية. وأضافت أن الاعتقالات كانت من الخليل جنوبا وحتى قلقيلية وسلفيت شمالا. وبحسب نادى الأسير الفلسطينى، فقد اعتقلت إسرائيل أكثر من 4500 فلسطينى فى الضفة الغربية منذ بداية الحرب على غزة فى 7 أكتوبر الماضى. وخلال اقتحام الجنود حى المصايف بمدينة رام الله، أصيب مواطن فلسطينى بالرصاص، كما جرى اعتقال اثنين آخرين. وفى محافظة الخليل جنوبى الضفة، اقتحمت القوات بلدات بيت أمر وصوريف وبنى نعيم بالخليل وسط اندلاع مواجهات. إجراءات فرنسية ضد عنف المستوطنين ومن جهتها، قرّرت فرنسا «اتخاذ إجراءات وطنية فى حق بعض المستوطنين الإسرائيليين المتطرفين» على ما أعلنت وزيرة الخارجية كاترين كولونا للصحفيين أمس. وقالت كولونا، بعد عودتها من جولة شملت إسرائيل والأراضى الفلسطينية ولبنان «تمكّنت أن أرى بعينَى أعمال العنف التى يرتكبها بعض المستوطنين المتطرفين» مضيفة «إنه أمر غير مقبول».. وبهذا تنضم فرنسا إلى عدد من الدول الأوروبية التى أعلنت قلقها من هجمات المستوطنين فى الضفة الغربيةالمحتلة. فقد قال وزير الخارجية البريطانى ديفيد كاميرون فى وقت سابق إنه قرر منع المسئولين عن أعمال العنف التى يرتكبها المستوطنون ضد الفلسطينيين، من دخول بريطانيا، وذلك بعد الحديث عن قرار مشابه من جانب الاتحاد الأوروبى. وذكر كاميرون على منصة إكس: «يقوض المستوطنون المتطرفون، من خلال استهداف وقتل المدنيين الفلسطينيين، الأمن والاستقرار لكل من الإسرائيليين والفلسطينيين». وكانت بريطانيا وأكثر من 12 دولة شريكة، من بينها أستراليا وكندا وفرنسا، دعت إسرائيل إلى اتخاذ خطوات فورية وملموسة للتصدى لعنف المستوطنين فى الضفة الغربيةالمحتلة. وقالت الدول، فى بيان مشترك نشرته الحكومة البريطانية يوم الجمعة: إن «ازدياد وتيرة عنف المستوطنين المتطرفين ضد الفلسطينيين غير مقبول»، وفقا لرويترز. وأضاف البيان «يجب الآن اتخاذ خطوات استباقية لضمان الحماية الفعالة والفورية للتجمعات الفلسطينية». يذكر أنه منذ بداية شهر أكتوبر، ارتكب المستوطنون أكثر من 343 اعتداءً عنيفًا، أسفرت عن مقتل 8 مدنيين فلسطينيين، وإصابة أكثر من 83 آخرين، وإجبار 1026 فلسطينيًا على ترك منازلهم». وكررت الدول المذكورة أعلاه والاتحاد الأوروبى موقفهم أن المستوطنات الإسرائيلية فى الضفة الغربية غير قانونية بموجب القانون الدولى، وذكّرت إسرائيل بالتزاماتها بموجب القانون الدولى، ولا سيما المادة 49 من اتفاقية جنيف الرابعة. تنديد أوروبى. وفى السياق، ندد مسئول السياسة الخارجية فى الاتحاد الأوروبى جوزيب بوريل، بعمليات الجيش الإسرائيلى فى غزة والتى تسببت فى قتل محتجزين ومدنيين فلسطينيين. أضاف بوريل فى منشور على منصة «إكس»، أن الجيش الإسرائيلى يعانى من «نقص فادح فى القدرة على التمييز»، منددا بمقتل مصلين وثلاثة محتجزين ومئات المدنيين الآخرين فى العمليات العسكرية الإسرائيلية الأخيرة. وفى منشوره على «اكس»، جدد بوريل دعوته إلى هدنة إنسانية «عاجلة»، وكتب يقول «لا بد من أن يتوقف ذلك.. والهدنة الإنسانية العاجلة ضرورية».. وكان بوريل وصف فى وقت سابق الوضع فى غزة بأنه «كارثى ومروع» مع دمار «أكبر» نسبيا مما شهدته ألمانيا إبان الحرب العالمية الثانية. وقال بوريل عقب ترؤسه اجتماعا لوزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبى إن رد الجيش الإسرائيلى على الهجمات التى أطلقتها حماس فى 7 أكتوبر أدى إلى «عدد لا يصدّق من الضحايا المدنيين». وأعرب أيضا عن «قلق» الاتحاد الأوروبى «إزاء عنف المستوطنين المتطرفين فى الصفة الغربية»، ودان مصادقة الحكومة الإسرائيلية على بناء 1700 وحدة سكنية جديدة فى القدس، وهو ما تعتبره بروكسل انتهاكا للقانون الدولى. استخدام إسرائيل لسلاح التجويع ومؤخرا، كشفت دراسة حقوقية نشرت أمس أن 71% من سكان قطاع غزة يعانون من مستويات حادة من الجوع، فى ظل ما قالت إنه استخدام إسرائيل التجويع سلاحاً لمعاقبة المدنيين الفلسطينيين. وذكر المرصد الأورومتوسطى لحقوق الإنسان، فى بيان تلقت وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) نسخة منه، أنه أجرى دراسة تحليلية شملت عينة من 1200 شخص فى غزة للوقوف على آثار الأزمة الإنسانية التى يعانيها سكان القطاع فى خضم حرب الإبادة الإسرائيلية المتواصلة عليهم منذ 7 أكتوبر الماضى. وأظهرت نتائج الدراسة أن 98% من المشاركين فى الاستطلاع قالوا إنهم يعانون من عدم كفاية استهلاك الغذاء، بينما أفاد نحو 64% منهم بأنهم يتناولون الحشائش والثمار والطعام غير الناضج والمواد منتهية الصلاحية لسد الجوع. ورصدت الدراسة أن معدل الحصول على المياه، بما فى ذلك مياه الشرب ومياه الاستحمام والتنظيف، يبلغ 1.5 لتر للشخص الواحد يومياً فى قطاع غزة، أى أقل بمقدار 15 لتراً من متطلبات المياه الأساسية لمستوى البقاء على قيد الحياة، وفقاً لمعايير (أسفير) الدولية. كما تناولت الدراسة تداعيات سوء التغذية وعدم توفر مياه صالحة للشرب، إذ قال 66% من عينة الدراسة إنهم يعانون، أو عانوا خلال الشهر الحالى، من حالات الأمراض المعوية والإسهال والطفح الجلدى. ونقل المرصد الأورومتوسطى شهادات لأطباء عن ارتفاع فى معدل الوفيات بالسكتات القلبية والإغماء فى مناطق مدينة غزة وشمالها، والتى تشهد تدهوراً أشد بالأزمة الإنسانية ومعدلات الجوع. ومنذ بدء هجومها العسكرى غير المسبوق على غزة، فرضت إسرائيل إغلاقاً شاملًا على القطاع، ومنعت إمدادات الغذاء والماء والوقود وغيرها من الاحتياجات الإنسانية عن أكثر من 2.3 مليون شخص هم إجمالى سكان القطاع. سجال داخل المجلس الحربى الإسرائيلي وعلى جانب الداخل الإسرائيلى، وفى تصريح يعكس الاختلافات داخل المجلس الحربى الإسرائيلى حول جدوى استمرار الحرب فى غزة، قال الوزير الإسرائيلى هيلى تروبر إن «الحاجة لإطلاق الرهائن أصبحت أكبر من القضاء على حماس». وعلق تروبر، وهو عضو فى المجلس السياسى والأمنى الإسرائيلى، الكابينيت، من «معسكر الدولة» بزعامة بينى جانتس، على المفاوضات الجارية من أجل التوصل إلى اتفاق جديد لإطلاق لتبادل الأسرى، قائلا إنه «يمكننا القضاء على حماس فى المستقبل، لكن إطلاق سراح الرهائن ضرورة ملحة أكبر، لأنه ليس من المؤكد أننا سنتمكن من إطلاق سراحهم فى المستقبل».. وقال: «نحن نفهم أن الصفقة الجديدة ستكون معقدة وأنه ستكون هناك أثمان، لكن الأمر المؤكد هو أننا لن نتمكن من وقف الحرب». وكانت وكالات أنباء تحدثت عن لقاءات يجريها رئيس الموساد الإسرائيلى، بصفته المفاوض فى ملف الأسرى الإسرائيليين فى غزة، مع رئيس الوزراء القطرى محمد بن عبد الرحمن، ومدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية ويليام بيرنز فى أوروبا، بهدف التوصل إلى صيغة جديدة تفضى إلى إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين الموجودين لدى حركة حماس. يأتى هذا التصريح، تزامنا مع اعتصامات ينفذها أهالى الأسرى الإسرائيليين، أمام وزارة الدفاع الإسرائيلية، وعقب أيام من إعلان الجيش الإسرائيلى أنه قتل 3 جنود أسرى عن طريق الخطأ فى حى الشجاعة.