ما بين عصارات العسل الأسود، ومصانع السكر، تتمايل زراعات القصب بالمنيا نحو المصانع والعصارات فى موسم الحلو، كما يطلقون عليه، وهو موسم شهير اشتهرت به المنيا على مدى قرون، بل وارتبطت أشهر الأحداث التاريخية بها بموسم العسل، حيث انطلاق شرارة ثورة 1919 تلك الثورة التى سميت بالمنيا ثورة الدم والعسل، وهو ذكرى العيد القومى والذى تحتفل به المحافظة سنوياً فى يوم 19 مارس، وسميت بهذا الاسم نظرًا لاختلاط دماء الثوار والعساكر الإنجليز بالعسل الذى سقط من مئات «البلاليص» التى كانت موجودة فى موقع الأحداث، حينها، فى محطة قطارات ديرمواس عندما هاجم المصريون قطار قوات الاحتلال. ويبدأ موسم كسر القصب، وتحويله لسكر وعسل بدءا من شهر يناير ويستمر حتى شهر أبريل، حيث يشهد الموسم رواجا كبيرا، تبدأ ملامحه بالجرارات المحملة بالقصب أو الديكوفيل أو كما يسمى قطار القصب والذى ينقل المحصول من أراضى المزارعين حتى المصنع وسط فرحة المزارعين، فضلا عن الجرارات الزراعية على طول طريق مصر أسوان الزراعى أمام مصنع السكر أحد صروح مصانع السكر فى الصعيد فى انتظار دورهم. ويواصل مصنع سكر أبوقرقاص استقبال المحصول من المزارعين مع إنتاج السكر من المحصول الجديد مرحلة الإنتاج. وتنتج محافظة المنيا ما يقرب ما ثلث إنتاج السكر فى مصر، فتملك المنيا مصنعين من أكبر مصانع السكر وهما مصنعا سكر أبوقرقاص ومصنع السكر، والذى أنشأ باستثمارات إماراتية لإنتاج السكر من محصول البنجر. واحتفلت المنيا خلال الأيام الماضية، بانطلاق الموسم ال 154لتوريد قصب السكر، بمصنع سكر أبوقرقاص ويعمل مصنع سكر، بطاقة إنتاجية 115 ألف طن، خلال موسمى عصير القصب والبنجر، منها 40 ألف طن سكر خلال موسم عصير القصب، و75 ألف طن خلال موسم عصير البنجر، حيث يغطى ذلك حوالى 34٪ تقريبا من إجمالى إنتاج مصر من السكر، هذا الى جانب العديد من المنتجات الأخرى، التى يتم استخراجها من عصير قصب السكر، والتى تتنوع ما بين (الكحول النقى، وخميرة للأعلاف الحيوانية، وعلف حيوانى). ويضم مصنع سكر أبو قرقاص، خطى إنتاج خط قصب السكر وخط البنجر، حيث يرجع تاريخ إنشاء مصنع القصب الى عام 1869م، ويستهدف 6 آلاف طن قصب / يوم، واجمالى الكمية التى يتم عصرها سنويا 350 ألف طن قصب، واجمالى السكر المنتج خلال الموسم 40 ألف طن سكر تموينى.