فعلى المستوى القطاع الصحي، تعانى بريطانيا من تصاعد حاد لأزمة قطاع الرعاية الصحية، الذى يئن تحت ضغط الإضرابات الواسعة المنفذة من قبل الكوادر الصحية والتمريضية الشحيحة أصلا، ومن عجز المستشفيات والمراكز المختصة عن استيعاب الحالات المرضية المتزايدة. وفى هذا السياق، عقد رئيس الوزراء البريطانى ريشى سوناك، اجتماع أزمة مع وزراء الحكومة ومديرى الأطقم الطبية والخدمات الصحية، أمس الأول، لبحث سبل إنهاء أزمة الرعاية الصحية، حيث آلاف المرضى عالقين خارج المستشفيات. أظهرت أرقام جديدة صدرت فى المملكة المتحدة أن الوفيات الزائدة فى الأسبوع الذى سبق عيد الميلاد كانت الأعلى على مدى عامين وسط أزمة الرعاية التى تعانى منها مرافق الخدمات الصحية الوطنية. ووفقاً لأرقام المكتب الوطنى للإحصاء، قد توفى نحو ألفين و500 شخص أكثر من المعتاد فى الأسبوع المنتهى ب23 ديسمبر، فى كل من إنجلترا وويلز. ويُعد إجمالى عدد المتوفين البالغ 14 ألفاً و530 حالة، أعلى بنسبة 21 فى المئة مما كان متوقعاً لهذه الفترة، مقارنة بمتوسطات الأعوام الخمسة الماضية. هذه الأزمة التى تتصدر بانتظام عناوين الصحف البريطانية ظهرت مجددا الأحد حين قدرت المنظمة التى تمثل موظفى الطوارئ، الكلية الملكية لطب الطوارئ، أن ما بين 300 و500 مريض يموتون كل أسبوع بسبب نقص الرعاية فى أقسام الطوارئ لا سيما صفوف الانتظار الطويلة. وكان المسئولون فى قطاع التمريض قد حذروا فى الشهر الماضى من أن هيئة الخدمات الصحية «قد أوشكت على بلوغ أقصى درجات الإنهاك»، لافتين إلى أن الأرقام تشير إلى «عدم وجود موارد فى النظام على الإطلاق». أما «الكلية الملكية لطب الطوارئ» فأفادت بأنه- حتى قبل الضغوط الراهنة التى فرضها الشتاء- كان ما يصل إلى 500 شخص فى الأسبوع، يتوفون بسبب التأخيرات فى حصولهم على رعاية طارئة من مرافق هيئة الخدمات. وعلى الرغم من ذلك، تصر رئاسة الوزراء البريطانية فى «داونينج ستريت» على نفى أن تكون الهيئة واقعة فى أزمة، وتلقى بدلاً من ذلك باللوم على الوباء. وقد دفع موقفها هذا ب«جمعية الأطباء فى المملكة المتحدة» إلى أن توجه رسالة مفتوحة إلى رئيس الوزراء ريشى سوناك، تدعو فيها الحكومة إلى استدعاء أعضاء البرلمان فوراً من عطلة عيد الميلاد- التى من المقرر أن تستمر حتى التاسع من يناير لإجراء نقاش طارئ حول الوضع الذى آلت إليه مرافق هيئة الخدمات الصحية فى البلاد. وتوصى الرسالة بتشكيل مجموعة برلمانية من مختلف الأحزاب فى بريطانيا، تكون مهمتها معالجة أزمة القطاع الصحى العام، إلى جانب زيادة التمويل. وتضيف أنه «خلافاً للتقارير الواردة من رئاسة الوزراء، فإن مرافق هيئة الخدمات ليس لديها ما يكفى من المال، ويموت الناس بسبب الرفض الحكومى المريع لاستثمار المبالغ اللازمة لدفع رواتب العاملين فى القطاع وتأمين الرعاية الاجتماعية». ونبهت رسالة «جمعية الأطباء فى المملكة المتحدة» أخيراً إلى أنه «نتيجة للتقاعس عن التصرف وتجاهل أصواتنا، ستكون هناك وفيات إضافية يمكن تفاديها، وسيتواصل نزف الموظفين ذوى الخبرة الذين يعملون بلا كلل فى مجال الرعاية الصحية». وفى مجال النقل، ذكرت صحيفة «الجارديان» البريطانية، أن واحدا فقط من كل 5 قطارات فى جميع أنحاء بريطانيا العظمى سيتم تشغيله من السبت، بعد انتهاء إضراب دام 48 ساعة من قبل أعضاء نقابة عمال السكك الحديدية والبحرية والنقل. وأوضحت الصحيفة - عبر موقعها الإلكترونى - أنه بانتهاء يوم أمس الأول يكون ختام لسلسلة استمرت قرابة 4 أسابيع من الاضطراب المستمر الناجم عن محاولات تحسين الأجور وظروف العمل لكافة عاملى النقابات العمالية فى أنحاء الممكلة المتحدة. وأشارت إلى أنه لن يكون هناك قطارات فى كثير من مناطق ويلز واسكتلندا وريف إنجلترا حيث سيضرب الآلاف فى شبكة السكك الحديدية بالإضافة إلى طاقم القطار، حيث تم حث المواطنين لتجنب ركوب القطارات ومواصلة التحقق من التحديثات فى حالة حدوث المزيد من الإلغاءات إذا حاولوا السفر بالقطار. ومن المقرر أن يلتقى زعماء النقابات ورؤساء السكك الحديدية وزير السكك الحديدية البريطانى هوو ميريمان اليوم الاثنين لاستئناف المحادثات لحل النزاع المستمر منذ فترة طويلة. وذكرت وزارة النقل البريطانية، يوم الجمعة أن مشغلى القطارات أرسلوا عرضا مكتوبا لاتحاد سائقى القطارات بزيادة الأجور بنسبة 8٪ على مدار عامين.