فى بادرة أمل جديدة للعالم، كشف مسئولون أوكرانيون وأتراك إن سفينة تحمل حبوباً غادرت ميناء أوديسا الأوكرانى إلى لبنان، أمس الاثنين، بموجب اتفاق ممر آمن لتكون السفينة الأولى التى تغادر ميناء فى أوكرانيا منذ الغزو الروسى الذى تسبب فى وقف حركة الشحن فى البحر الأسود منذ خمسة أشهر. ووصف وزير خارجية أوكرانيا ذلك بأنه «يوم ارتياح للعالم» خاصة للدول المهددة بالأزمات الغذائية والجوع بسبب تعطل الشحنات. وأمكن تسيير السفينة بعد أن توسطت تركيا والأمم المتحدة فى اتفاق لتصدير الحبوب والأسمدة بين روسياوأوكرانيا فى الشهر الماضي. وقال وزير البنية التحتية الأوكرانى أولكسندر كوبراكوف «غادرت أول سفينة حبوب منذ العدوان الروسى الميناء أمس أوكرانيا، ومعها شركاؤها، يتخذون خطوة أخرى لمنع جوع العالم». وفى وقت سابق أمس، قال وزير الدفاع التركى إن السفينة رازونى التى ترفع علم سيراليون متجهة إلى لبنان. وقال وزير خارجية أوكرانيا دميترو كوليبا على تويتر «يوم الارتياح للعالم، خاصة لأصدقائنا فى الشرق الأوسط وآسيا وأفريقيا مع مغادرة أولى شحنات الحبوب الأوكرانية أوديسا بعد شهور من الحصار الروسي». وتنفى موسكو مسئوليتها عن أزمة الغذاء ملقية بالمسئولية على العقوبات الغربية لتسببها فى إبطاء الصادرات، وعلى أوكرانيا لتلغيمها المياه المحيطة بموانئها. وقال مسئولون فى الرئاسة الأوكرانية إن هناك 17 سفينة شحن راسية فى موانئ البحر الأسود بحمولات تبلغ نحو 600 ألف طن معظمها حبوب. وأوضح كوبراكوف أن مزيدا من السفن ستلى سفينة أمس. وأضاف أن فتح الموانئ سيوفر ما لا يقل عن مليار دولار إيرادات بالنقد الأجنبى للاقتصاد الأوكرانى وسيسمح للقطاع الزراعى بالتخطيط لموسم الزراعة العام المقبل. ورحبت السفارة الأمريكية فى كييف باستئناف الشحن قائلة «سيراقب العالم استمرار تنفيذ هذا الاتفاق من أجل إطعام الناس فى أنحاء العالم بملايين الأطنان من الحبوب الأوكرانية المحاصرة». فيما قال الكرملين، أمس إن مغادرة أول سفينة تحمل حبوباً ميناء أوديسا الأوكرانى بموجب اتفاق توسطت فيه تركيا أنباء «إيجابية جداً». وتسهم روسياوأوكرانيا بقرابة ثلث صادرات الحبوب العالمية، لكن العقوبات الغربية على روسيا والقتال بطول الساحل الشرقى لأوكرانيا حال دون الخروج الآمن لسفن الحبوب من الموانئ. ويهدف الاتفاق إلى السماح بالمرور الآمن لشحنات الحبوب من وإلى موانئ أوديسا وتشورنومورسك وبيفديني. وغادرت السفينة رازونى التى تحمل علم سيراليون أوديسا، أمس، حاملة شحنة من الذرة فى طريقها إلى العاصمة اللبنانيةبيروت. وحوصر ميناء أوديسا وموانئ أوكرانية أخرى على البحر الأسود منذ بدء الغزو الروسى يوم 24 فبراير. من جانبه، طالب الرئيس الأوكرانى فولوديمير زيلينسكي، حكومته بالبدء الفورى فى تنفيذ عملية إجلاء إلزامى للسكان من منطقة دونيتسك شرقى البلاد التى تشهد قتالا ضاريا مع روسيا. وقال زيلينسكي، فى خطاب تلفزيوني، إن مئات الآلاف من الأشخاص الذين ما زالوا فى مناطق القتال بإقليم دونباس الأكبر، والذى يضم دونيتسك بالإضافة إلى منطقة لوجانسك المجاورة، بحاجة إلى المغادرة. وأضاف: «كلما غادر المزيد من الناس منطقة دونيتسك الآن، قلّ عدد الأشخاص الذين سيكون لدى الجيش الروسى وقت لقتلهم" مضيفا أنه «سيتم منح السكان تعويضات». وخلال الأيام الماضية نجحت كييف فى تحقيق اختراقات داخل الجنوب وبالأخص خيرسون فى محاولة لتعطيل الزحف الروسى الذى بدأ يوصف من جانب الخبراء بالتوتر وفقدان الزخم أمام الأسلحة الغربية التى تتلاقها كييف.