أبدًا.. لم ولن تخضع «بنات مصر» وأمهات المستقبل فى ظلال جمهوريتنا الجديدة لدعوات الانغلاق والتقوقع خلف الجدران الحجرية فى المنازل؛ أو خلف خيمة الستائر المخملية السوداء كقطع الليل البهيم؛ نشاهدهن وقد انطلقن بكل الرشاقة والمرونة وجمال تكوين الجسد الإنسانى الربانى لحصد الميداليات الذهبية والفضية والبرونزية؛ فى دورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط للعام 2022، وهى الدورة التاسعة عشرة لألعاب البحر الأبيض المتوسط؛ ولمن لايعرف نوضح أنها حدث دولى متعدد الرياضات مقامة حاليا فى الفترة من 25 يونيو إلى 5 يوليو 2022 فى مدينة «وهران» الجميلة بالجمهورية الجزائرية الشقيقة؛ وقد أعلن عن مدينة وهران كمدينة مضيفة بعد تغلبها على مدينة صفاقس التونسية ؛ بعد الفوز فى التصويت الرسمى للجنة الدولية لألعاب البحر الأبيض المتوسط على المدينة التونسية بنتيجة 17/15 صوتًا، وقد تم تأجيل هذه الألعاب بعدما كان من المقرر أن تجرى مبدئيًا فى صيف 2021 إلى الفترة من 25 يونيو إلى 5 يوليو 2022 بسبب جائحة فيروس كورونا الذى عطل التقويم الأولمبى أنذاك. ولى كل الشرف أن اقوم من جانبى بتكريمهن بتخصيص «سطر» لكل واحدةٍ منهن.. للتعارف والتوثيق فى سجلات الزمن الجميل للأجيال الصاعدة؛ فحين يصفو وجه نهر النيل وينعم بالحرية فى سريانه تحت ظلال قيادته الوطنية المخلصة لا بد أن تأتى النتائج التى تبشر بالخير والنماء والانتصار والتقدم نحو الرفاهية.. وإليكم تلك القائمة من «بنات مصر» اللائى فى عمر الزهور على أغصان حديقة الحياة؛ هذه الزهور التى تبشر بالخير والانطلاق نحو آفاق العزة والكرامة والقيام بالتمثيل المشرف لمصرنا المحروسة؛ وذلك فى فاعليات محافل المجتمع الدولى الرياضية: انطلقت بطلات مصر: «فريال أشرف».. لحصد ذهبية الكاراتية/وزن 86 كيلو، والمحتفى بها هذه الأيام لنبوغها الرياضى الكبير»بسنت حميدة».. لحصدها ذهبية 100 متر عدو /ألعاب قوى، و»ريم أحمد «.. لحصد فضية الكاراتيه/وزن تحت 50 كيلو، و»أحلام يوسف».. لحصد فضية الكاراتيه/وزن تحت50 كيلو، و»إسراء عويس».. لحصد فضية الوثب الطويل/ألعاب قوى ، وضحى هانى» .. لحصد برونزية الريشة/فردى سيدات، و»سمر حمزة».. لحص برونزية المصارعة الحرة/وزن 76ك، و»يمنى عياد».. لحصد برونزية الملاكمة/ وزن 54 كيلو، و»شيماء محمد».. لحصد برونزية المصارعة الحرة/54 كيلو، و»بسمة عماد».. لحصد برونزية رفع أثقال/وزن 54 كيلو. من أجل هذه الجهود المخلصة فى التمثيل الرياضى؛ أجد أنه لهنَّ علينا كل الحق فى التكريم من الجهات السيادية فى الدولة؛ وعلى وجه الخصوص وزارة الشباب والرياضة؛ وضرورة منحهن العضوية الشرفية فى الأندية والجمعيات ومنظمات المجتمع المدني؛ فهنَّ من اجتزن برغم كل الظروف المجتمعية ومحاربة بقايا جحافل الإرهاب حاجز الخوف من الخروج إلى المجتمع وممارسة الألعاب الرياضية بكل الحرية؛ ولم يجلسن لينتظرن الفارس القادم ليختطفهن على صهوة جواده إلى «بيت العّدَل»؛ ليكنَّ فى خدمة أفكار وسلوكيات المجتمع الذكورى الذى يجلس على سدة عرشه «سى السيد»؛ بحجة الحفاظ على الحاجز الأنثوى قائمًا وحائلًا بينهن وبين التواصل الإنسانى السوى والخلاَّق بين أفراد المجتمع كما تدَّعى بعض الشرائح التى ارتدت عباءة وقناع التطرف العقائدى المقيت والتى تشكلَّت وتضخمت فى وقتٍ (ما) تحت ظروف قهرية طارئة مرت والحمد لله كسحابة صيف قاتمة على ربوع مصرنا المحروسة؛ ولكنها سرعان ماانقشعت إلى غير رجعة بفضل أسود مصر الأشداء الذين يعرفون قَدْرَهَا ويصنعون بعون المولى القدير قَدَرَهَا. والجميل فى الأمر ولا غرابة هو إجماع الشعب الجزائرى الشقيق على الحب والتشجيع من القلب لكل أبطالنا فى هذه الدورة المقامة فى أحضان مدينة وهران الجميلة. وأوضح المتحدث باسم وزارة الشباب والرياضة، أن هناك إنجازات جديدة تضاف لسجل الرياضة المصرية، منوهًا بدعم وزير الرياضة للرياضيين من خلال التواصل المستمر معهم ومع المدربين؛ لتأكيد دعم الدولة المصرية للمخلصين الجادين فى تمثيل مصر وتحفيزهم للحصول على الميداليات؛ وأشار إلى أهمية تقديم الدعم للاعبين من القيادة السياسية، ماديًا ومعنويًا فى مختلف الألعاب، مع وجود تكريم على أعلى مستوى فى انتظارهم تكريمًا على هذا الإنجاز الرياضى الضخم. وليس بمستغرب أن يصرح ويشيد بانجازات مصرنا المحروسة فى المضمار الرياضى، وإن كنا نثمن كلماته المنطوية على عميق التقدير لأجهزتنا الرياضية التى أسهمت بجهودها فى تحقيق انتصارات وفوز رياضى تلو الفوز، وظهور نجوم من تحت بساط أرضنا الطيبة كانت محط أنظار العالم، وننتظر من الدولة المزيد من الاهتمام لتبنى هذه المواهب المصرية لضمان استمرارية تفوقهم بجانب الدعم الشعبى الذى يدعمهم وجدانيا ويمدهم بالوقود الإيجابى نحو تحقيق مراتب عليا فى مصفوفة الرياضة عالميا بإذن الله..شكرا بطلات مصر وفخرها وعزتها!
رئيس قسم الإنتاج الإبداعى الأسبق بأكاديمية الفنون وعضو اتحاد كتاب مصر
