عقدت اجتماعات الدورة ال30 للجنة العليا المصرية - الأردنية المشتركة، أمس برئاسة رئيسى وزراء البلدين، الدكتور مصطفى مدبولى، والدكتور بشر الخصاونة، وبحضور وفدى البلدين، وذلك بمقر رئاسة مجلس الوزراء، حيث استهل «مدبولى»، كلمته بالترحيب برئيس الوزراء بالمملكة الأردنية الهاشمية، وأعضاء الوفد الأردنى المرافق فى بلدهم الثانى مصر، كما نقل تحيات الرئيس عبدالفتاح السيسى، رئيس الجمهورية، إلى أخيه العاهل الأردنى الملك عبدالله الثانى بن الحسين، وإلى حكومة المملكة الأردنية، وتطلع لتحقيق اجتماع الدورة الثلاثين للجنة العليا المصرية - الأردنية المشتركة نتائج ملموسة تخدم جهود تعميق العلاقات الثنائية، بما يتسق مع رؤية وتطلعات قيادتى البلدين والشعبين الشقيقين. وأكد رئيس الوزراء، خصوصية العلاقات المصرية - الأردنية، مشيدًا فى هذا الصدد بالحرص المتبادل على انتظام الانعقاد الدورى للجنة العليا المصرية - الأردنية المشتركة منذ انطلاقها، باعتبارها أقدم اللجان المشتركة العربية، متطلعًا أن يمثل الاجتماع انطلاقة جديدة لفتح آفاق إضافية للتعاون والتنسيق بين البلدين الشقيقين، بما يتواكب مع مقتضيات مواجهة تحديات العصر، مضيفًا: «أن انعقاد الدورة ال30 للجنة العليا المشتركة يأتى فى وقت تموج فيه منطقة الشرق الأوسط بالعديد من التحديات والمخاطر المعقدة على مختلف الأصعدة السياسية والأمنية والاقتصادية، علاوة على تحديات التنمية الاقتصادية والاجتماعية، خاصة فى ظل تصاعد التوتر بين روسيا وأوكرانيا، وتداعياته المحتملة على منطقة الشرق الأوسط بما فى ذلك تأثيره على توريد القمح، وهو ما يحتم تكثيف الجهود المشتركة للتعامل مع أى تداعيات طارئة. ومن جانب آخر، أشاد «مدبولى» بآلية التعاون الثلاثى التى تجمع البلدين مع جمهورية العراق الشقيقة، لافتًا إلى أنها الآلية التى تعكس الإرادة السياسية لدى مصر والأردنوالعراق لتعزيز أطر وآليات العمل العربى المشترك على نحو يحفظ ويعظم مصالح شعوبنا الشقيقة، مشيرًا إلى أن الحكومة المصرية تؤمن بأن المجال لا يزال واسعًا لتعزيز التعاون مع الأردن، لاسيما على الصعيد التجارى والاستثمارى، لافتًا فى هذا السياق إلى أهمية تبادل قوائم السلع التصديرية وضمان توافقها مع المواصفات القياسية الجديدة للسلع التى تبنتها مصر، منوهًا لحرص مصر على سهولة تدفق وزيادة حركة التبادل التجارى مع الأردن. وشدد «رئيس الوزراء»، أيضًا حرص الحكومة المصرية على توسيع نطاق الاستثمار المشترك وتعزيز دور القطاع الخاص فى البلدين، وتوفير البيئة المناسبة التى تشجعه على مزيد من الإنتاج، تنفيذًا لتوجيهات الرئيس السيسى فى هذا الصدد، فضلاً عن اهتمامها بتعزيز التعاون فى مجالات الصحة والدواء، وحرصها على إيجاد إطار منظم لعلاقة التعاون الدوائى، واستدامة وتعزيز حركة النقل البرى والبحرى، واستكمال مشروع اتفاق النقل الجوى، وتفعيله فى أقرب وقت ممكن، بما يضمن تحقيق المصالح المشتركة للبلدين، بالإضافة إلى تعزيز التعاون فى مجال الربط الكهربائى، ونقل الغاز الطبيعى، لافتًا فى هذا الصدد إلى توجيهات القيادة السياسة بشأن رفع قدرات الخط الكهربائى الرابط بين البلدين، بما يمهد الطريق أمام تعزيز امتداد شبكة الربط الكهربائى بين الأقطار العربية الشقيقة. وفى ختام كلمته، ثمن «مدبولى» ما تقدمه المملكة الهاشمية من رعاية كريمة للجالية المصرية فى الأردن، وحرصها المستمر على استقرار أوضاعها وحل مشاكلها، بما يعزز من مساهمتها الإيجابية فى جهود التنمية بالأردن الشقيقية، مشيرًا إلى توجيهات الرئيس السيسى، بتلبية أية مطالب أو احتياجات للجانب الأردنى، بما فى ذلك المطلب الخاص بتصدير بعض السلع التموينية قبل شهر رمضان المقبل. من جانبه، أعرب رئيس الوزراء الأردنى، عن وافر شكره للرئيس عبدالفتاح السيسى، وللدكتور مصطفى مدبولى، على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة، مؤكدًا أن مصر والأردن يرتبطان بعلاقات استراتيجية طويلة الأمد، تعززت مع الوقت إلى أن بلغت مستويات غير مسبوقة، كما تطرق إلى توافق رؤى البلدين حيال التهديدات والمخاطر التى يتعرض لها الأمن القومى العربى، وسبل التعامل معها، وحرصهما على العمل بشكل مُشترك ومنسق لإيجاد حلول وتسويات سياسية لمختلف القضايا الإقليمية والأزمات التى تتعرض لها الدول العربية الشقيقة، مؤكدًا دعم مصر الكامل لحقوقها فى مياه النيل فى إطار الاتفاقيات الدولية ذات الصلة. كما تطرق «الخصاونة»، إلى التعاون بين البلدين فى مجال الغاز الطبيعى، مشددًا على أهمية الاستفادة من ذلك التعاون فى دعم لبنان الشقيق بإمدادات الوقود فى ظل أزمة الوقود التى يمر بها خلال الفترة الحالية، مشيرًا إلى أن آلية التعاون الثلاثى بين مصر والأردنوالعراق تحظى بأهمية كبيرة من قيادات الدول الثلاث، موضحًا أن هناك تعاونًا كبيرًا مع العراق فى عدد من المشروعات فى إطار هذه الآلية. وفى ذات السياق، صرح السفير نادر سعد، المتحدث الرسمى باسم رئاسة مجلس الوزراء، بأنه فى ختام أعمال الدورة الثلاثين للجنة العليا المصرية الأردنية المشتركة، تم توقيع مذكرتى تفاهم للتعاون بين الجانبين، حيث تضمنت مذكرة التفاهم الأولى التعاون فى مجال المناطق اللوجيستية، بينما تضمنت مذكرة التفاهم الثانية التعاون فى مجال الحجر الزراعى، كما تم كذلك توقيع البرنامج التنفيذى فى مجال التعليم العالى بين الجانبين، وتوقيع البرنامج التنفيذى للتعاون بين الجانبين فى مجال الشباب للأعوام «2022-2024»، كما توقيع بروتوكول تعاون بين الجانبين فى المجال الإعلامى. وفى نهاية الجلسة الختامية، وقع رئيس مجلس الوزراء، ونظيره الأردنى، محضر اجتماعات الدورة الثلاثين للجنة العليا المصرية الأردنية المشتركة، والذى يتضمن تفاصيل ملفات التعاون التى تم الاتفاق عليها خلال اجتماعات اللجنة المشتركة، والجداول الزمنية المقترحة للتنفيذ.