فى إطار مشروع «بناة السلام فى مصر لمناهضة خطاب الكراهية باسم الدين» تدعم مؤسسة ماعت للسلام والتنمية وحقوق الإنسان عددا من المبادرات الشبابية المعنية بالحوار بين الأديان ومكافحة خطاب الكراهية باسم الدين. وأشارت المؤسسة إلى أنها قامت برفع وعى 150 طالبا وطالبة من جامعات مختلفة على مستوى الجمهورية حول مفهوم خطاب الكراهية والفاصل بينه وبين حرية الرأى ومناقشة استراتيجية الأممالمتحدة لمكافحة خطاب الكراهية مع أصحاب المصلحة عبر سلسلة من ورش العمل التدريبية، وحرصت تلك الورش على بناء قدرات هؤلاء الشباب على تصميم وإعداد المبادرات والدافع للتغيير والبساطة وراء المبادرات الناجحة، ذلك بمشاركة عدد من الخبراء وصناع السياسات. وأضافت المؤسسة أن فى هذه المرحلة من مشروع بناة السلام فى مصر، سيتم دعم المبادرات الشبابية فى محافظتى القاهرة والإسكندرية حيث تستهدف العمل على التصدى للصور النمطية السلبية المعززة لخطاب الكراهية باسم الدين وتفعيل الحوار بين الأديان والشباب فى عمليات بناء السلام وتحقيق الهدف السادس عشر من أهداف التنمية المستدامة، وذلك تماشيا مع الجهود الوطنية المبذولة فى هذا الصدد، وتفعيلا لشراكة منظمات المجتمع المدنى على المستوى الوطنى خلال عام 2022. قال الحقوقى أيمن عقيل رئيس مؤسسة ماعت إن التطرف الدينى وانتشار ثقافة التعصب وخطابات الكراهية يؤثر سلبا على ترابط المجتمع المصرى، وتكمن المشكلة الحقيقة فى غياب الوعى الدينى وعدم تقبل الآخر فى المجتمع، مشيرا أن التحدى الأكبر فى مواجهة خطابات التطرف والإرهاب هو العمل على تغيير البيئة الفكرية ونشر الوعى بالرؤى الدينية التى تحترم قيم التعايش السلمى وهذا ما سنعمل على تحقيقه. كما أكد عقيل على دعم دور الشباب فى تنمية المجتمعات وبنائها، وأن مؤسسة ماعت خلال الفترة المقبلة ستحرص على دعم وتنفيذ الحملات والمبادرات المجتمعية التى بدورها العمل على تفعيل مشاركة عدد أكبر من الشباب، وإعطاء لهم فرص للمساهمة والتخطيط لنشر ثقافة الوعى ضد التطرف بشكل أعمق، مع خلق علاقة متوازنة بين مكونات المجتمع أساسها التقبل والاحترام المتبادل. ومن جانبها قالت مونيكا مينا مدير وحدة المشروعات بمؤسسة ماعت إن بعد الانتهاء من المرحلة الأولى للمشروع، ظلت المؤسسة تتابع مع الشباب المشارك كيفية تنفيذ أفضل المبادرات المقترحة لمواجهة خطابات الكراهية وظاهرة التطرف والإرهاب فى المجتمع المصري، مع مراعاة التنوع بين الشرائح المستفيدة والتى ستشمل الأطفال أيضا. وأضافت مينا أن مؤسسة ماعت من خلال تلك المبادرات تعمل على تشجيع الشباب على تحديد اهتماماتهم وأنشطتهم، وتطوير مهاراتهم القيادية مع اكتساب خبرات عملية حتى يتمكنوا من إحداث تغييرات إيجابية فى المجتمع. ومن الجدير بالذكر أن تنفيذ المبادرات المجتمعية يتم فى إطار التعاون بين مؤسسة ماعت للسلام والتنمية وحقوق الإنسان و مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمى للحوار بين أتباع الأديان والثقافات (مركز كايسيد للحوار العالمى)، وذلك استنادًا لجهودهم المبذولة باستمرار لبناء السلام المحلى والدولى ومعالجة الظواهر ذات خطورة على المجتمع لتعزيز التحاور وتبادل الثقافات بهدف تفعيل أهداف التسامح وقبول الآخر.