تولى الجمهورية الجديدة أهمية خاصة لتنمية محافظات الصعيد، وتحسين الخدمات المقدمة للمواطنين حيث أولتها رعاية واهتماما غير مسبوق منذ 7 سنوات، لتعويض مواطنيها عن حالة التهميش التى كانت موجودة قبل ذلك، وقد جاء إنشاء هيئة تنمية الصعيد، بتوجيهات من الرئيس عبدالفتاح السيسى، لتنمية محافظات الصعيد ودعمها على جميع المستويات، وطلبه إحداث تنمية شاملة حقيقية وخلق تجمعات تنموية متكاملة، تعتمد بصفة شاملة على الميزات التنافسية لكل محافظة ومشاركة أهاليها، وتعمل هيئة تنمية الصعيد على تنفيذ مشروعات تنموية شاملة ومستدامة لمحافظات الصعيد، فى ظل رؤية «مصر 2030»، حيث يقول اللواء أ.ح مهندس شريف أحمد صالح، رئيس هيئة تنمية الصعيد، والذى تولى المنصب فى سبتمبر 2021: إن الهيئة تسعى لتحقيق ثلاثة أهداف رئيسية وهى سرعة تنفيذ مشروعات تنموية للنهوض بالصعيد بمشاركة أهاليها، مع توفير مشروعات تنموية تحقق نسبة عالية من تشغيل أهالينا بالصعيد وتعود بعائد تنموى يوفر حياة كريمة ومستقرة، علاوة على جذب الاستثمارات المحلية والدولية لتنفيذ مشروعات تنموية تحقق التنمية المستدامة. وعملت الهيئة على المشاركة الفعالة فى الخطط التنموية مع جميع أجهزة الدولة، ووضع وتنفيذ ومتابعة خطة للإسراع بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية والعمرانية الشاملة لمناطق إقليم جنوب الصعيد، بمشاركة أهلها فى مشروعات التنمية وفى أولوية الاستفادة منها، وبمراعاة الأنماط الثقافية والبيئية للمجتمع المحلى. كما كان هناك عدد من التحديات التى واجهت الهيئة فى الفترة السابقة، منها البطالة والهجرة من الصعيد لمحافظات الوجه البحري، والفجوات التنموية بين المحافظات. ومع إطلاق المبادرة الرئاسية «حياة كريمة» كانت الهيئة مشاركة وفعالة فى المبادرة، وتمثلت فى عدة مشروعات منها تنفيذ مجمعات صناعية بمحافظة أسوان (بلانة – الرمادى قبلي) وتنفيذ مجمعات صناعية بمحافظة سوهاج (قرية ساقلة)، وكان الهدف من المجمعات الصناعية توفير فرص عمل وثقل المهارات والحرف اليدوية وتنميتها، وتحقيق عائد تنموى يوفر «حياة كريمة» لأهالينا بالصعيد. وتعمل الهيئة على 6 محاور رئيسية، أولها المحور الزراعى ويشمل تطوير مشروع الدواجن التكاملى «العزب» بمحافظة الفيوم، وتطوير وتشغيل مزرعة دواجن ومجزر آلى «المجاهرة» بالمنيا، وتطوير وتشغيل مزرعة دواجن لإنتاج بيض المائدة «شوشة» فى محافظة المنيا، وإنشاء مجمعات دواجن تكاملى فى «إدفو» بأسوان، وإقامة مجمع صوب زراعية لإنتاج شتلات القصب ب»كوم امبو». وشمل المحور الصناعى، تطوير مركز تكنولوجيا الصناعات الغذائية لإنتاج العسل الأسود ومشتقاته بمركز «تونة الجبل» بالمنيا، وتطوير وتشغيل مصنع تعبئة وتغليف التمور بمحافظة الوادى الجديد. أما المحور الاجتماعى، اشتمل على عدد من المشروعات منها، الحفاظ على الحرف التراثية (السجاد) كما فى قرية دسيا بالفيوم، وإنشاء أول موقف نقل ركاب ذكى بمحافظات الصعيد بالفيوم، علاوة على تنمية قرى «وادى كركر» لأهالى النوبة، وإنشاء المجمعات الصناعية والحرفيه»حياة كريمة» بقرى (بلانة - الرمادى قبلى) بأسوان، وإنشاء المجمعات الصناعية والحرفية بقرية «بنى واصل» بسوهاج، والحفاظ على الثروة الحيوانية بتطوير الوحدات البيطرية بسوهاج. أما المحور البيئى فقامت بزراعة نبات الجوجوبا لإنتاج مشتقات الطاقة صديقة البيئة بالغردقة بمحافظة البحر الأحمر، كما شمل المحور العمرانى مشروع الجذب السكانى وزراعة واستزراع 19 ألف فدان ب» أبوطرطور» بالوادى الجديد. أما المحور اللوجيستى، فشهد تنفيذ مناطق لوجيستية بمحافظة أسوان وموانئ جافة بمحافظات الصعيد، حيث أنجزت الهيئة عددًا من المشروعات كان لها مردود إيجابى على المواطنين خلال الفترة الماضية، ففى محافظة الفيوم تم تطوير ورفع كفاءة مشروع «الدواجن التكاملي» ومشروع رفع كفاءة وتطوير موقف الحواتم للسيارات ومشروع الحفاظ على الحرف التراثية (السجاد). وفى محافظة المنيا، شملت إنجازات هيئة تنمية الصعيد تطوير مزرعة الدواجن والمجزر الآلى بالمطاهرة، وتطوير وإدارة مزرعة الدواجن بشوشة وتطوير مركز تكنولوجيا الصناعات الغذائية لصناعة العسل الأسود. أما فى محافظة الوادى الجديد، كانت هناك رؤية واضحة لهيئة تنمية الصعيد عن طريق تنفيذ مشروع استصلاح واستزراع مساحة 19 ألف فدان بمنطقة أبو طرطور، وتطوير وتشغيل ورفع كفاءة مصنع تعبئة وتغليف البلح. وبسوهاج، اهتمت الهيئة بتنفيذ مشروعات تنموية وفرت فرص عمل للشباب، منها تطوير ورفع كفاءة الوحدات البيطرية، وفى محافظة أسوان تم تنفيذ مشروع الدواجن التكاملى ب«بنبان» على مساحة 100 فدان، ومشروع تطوير ورفع كفاءة زراعة القصب (رى مطور) ومشروع تنمية قرى «وادى كركر». وفى محافظة البحر الأحمر، تم تنفيذ مشروع زراعة «الجوجوبا» بمياه محطات الصرف الصحى على مساحة 1000 فدان، علاوة على توقيع بروتوكول التعاون المفعل بين محافظة البحر الأحمر وهيىة تنمية الصعيد للاستفادة من إقامة مشروعات زراعية من خلال الاستثمار فى زراعة النباتات الزيتية، ومنها على سبيل المثال الجوجوبا، التى تستخدم فى شتى المجالات المختلفة، وخلق فرص عمل جديدة وزيادة فرص الاستثمار فى هذه الأشجار، وتحقيق قيمة مضافة من مياه الصرف المعالجة ثلاثيًا لإعادة تدويرها. مشروع الجوجوبا على مساحة 1000 فدان، يأتى فى إطار توجيهات القيادة السياسية لدعم خطة التنمية الشاملة فى محافظات الصعيد بمشروعات عملاقة تعتمد على الاستغلال الأمثل للموارد المتاحة وتحقق نمو يستفيد منه جميع المواطنين، وتعد زراعة الجوجوبا من المشاريع الاقتصادية الكبيرة التى تدر دخلًا كبيرًا للدولة، وتساهم فى توفير «حياة كريمة» وتنمية مستدامة وتعمل على إتاحة وخلق فرص عمل متعددة لتشغيل نسب عالية من السكان الحاليين، نظرًا لكثافة العمالة المطلوبة لزراعة الجوجوبا، وتنفيذ مصنع عصر للزيوت لزيادة القيمة المضافة من المحصول المنزرع وتحقيق عائد اقتصادى من بيع زيت الجوجوبا، واستخدام الزيت الناتج كوقود حيوى صديق للبيئة، كما تتمثل الفوائد البيئية لأشجار الجوجوبا فى أنها تقاوم شدة الرياح وزحف الكثبان الرملية ومتحملة للإجهادات المختلفة ومصدر جديد ومتجدد للطاقة النظيفة والمستهدف الوصول إلى زراعة 3000 فدان باستخدام 25,000 متر مكعب يوميا من مياه الصرف المعالجة ثلاثيا، وتزداد وتقل حسب احتياجات المشروع مما يضمن استمراريته وفقا للشروط الفنية والتعاقد المتفق عليه، والتى تكفى لإقامة المشروع وصيانة تشغيل شبكة الرى الرئيسية، حيث يعمل المشروع على تعظيم الاستفادة من مياه الصرف الصحى لزراعة النبات وتوفير غطاء أخضر لمد الجو بالأكسجين النقي، وتوفير فرص عمل نظرا لكثافة العمالة المطلوبة لزراعة الجوجوبا وجمعها يدويا، وتحقيق عائد اقتصادى من بيع زيت الجوجوبا، وخلق مجمعات زراعية متكاملة.