خالد جلال: على الأهلي اللعب بتشكيله الأساسي أمام بلدية المحلة    عاجل.. موقف الأهلي من التعاقد مع نجم صن دارونز    الآن رسميا.. سعر الدولار أمام الجنيه المصري اليوم السبت 11 مايو 2024 بعد آخر انخفاض    موازنة النواب عن جدل الحساب الختامي: المستحقات الحكومية عند الأفراد والجهات 570 مليار جنيه    عز ينخفض لأقل سعر.. أسعار الحديد والأسمنت اليوم السبت 11 مايو بالمصانع والأسواق    الزراعة: زيادة الطاقة الاستيعابية للصوامع لأكثر من 5 ملايين طن    نشرة التوك شو| أزمة قطع الكهرباء عن المعابد الأثرية وانخفاض أسعار الدواجن والبيض    الحصيلة 520 شهيدا .. مقبرة جماعية ثالثة في مجمع الشفاء الطبي والسابعة في مستشفيات غزة    حزب الله اللبناني يعلن استهدف مبنى لجنود إسرائيليين في مستعمرة المطلّة    طائرات الاحتلال الإسرائيلي تقصف منزلًا في شارع القصاصيب بجباليا شمال قطاع غزة    الإمارات تحرج نتنياهو وترفض دعوته بشأن غزة: لا صفة له    الهلال ضد الحزم.. أكثر 5 أندية تتويجا بلقب الدوري السعودي    خبير دستوري: اتحاد القبائل من حقه إنشاء فروع في كل ربوع الدولة    الشعبة تكشف تفاصيل تراجع أسعار الدواجن والبيض مؤخرًا    حكام مباراة بلدية المحلة والأهلي.. ناصف حكم ساحة.. وطارق مجدي للVAR    ملف يلا كورة.. استمرار غياب الشناوي.. الأهلي لنهائي دوري السلة.. وجائزة تنتظر صلاح    زى النهارده.. الأهلى يحقق رقم تاريخى خارج ملعبه أمام هازيلاند بطل سوازيلاند    أبرزها الأهلي أمام بلدية المحلة، حكام مباريات اليوم بالدوري الممتاز    مأمورية من قسم الطالبية لإلقاء القبض على عصام صاصا    وفاة شاب في حادث تصادم دراجة نارية وتروسيكل بالفيوم    بقلم ميري، معلمة تصفع طفلا من ذوي الهمم يهز ضمير الإنسانية في الأردن    ننشر درجات الحرارة المتوقعة اليوم السبت فى مصر    آبل تخطط لاستخدام شرائح M2 Ultra فى السحابة للذكاء الاصطناعى    السياحة عن قطع الكهرباء عن المعابد الأثرية ضمن خطة تخفيف الأحمال: منتهى السخافة    حظك اليوم وتوقعات الأبراج السبت 11 مايو على الصعيد المهنى والعاطفى والصحى    برج العذراء.. حظك اليوم السبت 11 مايو: انصت لشريك حياتك    عمرو دياب يحيى حفلا غنائيا فى بيروت 15 يونيو    أبناء السيدة خديجة.. من هم أولاد أم المؤمنين وكم عددهم؟    تناول أدوية دون إشراف طبي النسبة الأعلى، إحصائية صادمة عن حالات استقبلها قسم سموم بنها خلال أبريل    القوافل العلاجية تبدأ أعمالها فى مدينة حلايب اليوم ضمن "حياة كريمة"    المواطنون في مصر يبحثون عن عطلة عيد الأضحى 2024.. هي فعلًا 9 أيام؟    مصرع شاب غرقًا في بحيرة وادي الريان بالفيوم    نتائج اليوم الثاني من بطولة «CIB» العالمية للإسكواش المقامة بنادي بالم هيلز    محمد بركات يشيد بمستوى أكرم توفيق مع الأهلي    «أنصفه على حساب الأجهزة».. الأنبا بولا يكشف علاقة الرئيس الراحل مبارك ب البابا شنودة    القانون يحمى الحجاج.. بوابة مصرية لشئون الحج تختص بتنظيم شئونه.. كود تعريفى لكل حاج لحمايته.. وبعثه رسمية لتقييم أداء الجهات المنظمة ورفع توصياتها للرئيس.. وغرفه عمليات بالداخل والخارج للأحداث الطارئة    رسائل تهنئة عيد الأضحى مكتوبة 2024 للحبيب والصديق والمدير    حظك اليوم برج الأسد السبت 11-5-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    حظك اليوم برج الميزان السبت 11-5-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    حظك اليوم برج العقرب السبت 11-5-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    زيادات متدرجة في الإيجار.. تحرك جديد بشأن أزمة الإيجارات القديمة    هل يجوز للمرأة وضع المكياج عند خروجها من المنزل؟ أمين الفتوى بجيب    الإفتاء تكشف فضل عظيم لقراءة سورة الملك قبل النوم: أوصى بها النبي    النائب شمس الدين: تجربة واعظات مصر تاريخية وتدرس عالميًّا وإقليميًّا    الحكومة اليابانية تقدم منح دراسية للطلاب الذين يرغبون في استكمال دراستهم    5 علامات تدل على إصابتك بتكيسات المبيض    لأول مرة.. المغرب يعوض سيدة ماليا بعد تضررها من لقاح فيروس كورونا    الجرعة الأخيرة.. دفن جثة شاب عُثر عليه داخل شقته بمنشأة القناطر    هشام إبراهيم لبرنامج الشاهد: تعداد سكان مصر زاد 8 ملايين نسمة أخر 5 سنوات فقط    على طريقة القذافي.. مندوب إسرائيل يمزق ميثاق الأمم المتحدة (فيديو)    حكومة لم تشكل وبرلمان لم ينعقد.. القصة الكاملة لحل البرلمان الكويتي    رؤساء الكنائس الأرثوذكسية الشرقية: العدالة الكاملة القادرة على ضمان استعادة السلام الشامل    هل يشترط وقوع لفظ الطلاق في الزواج العرفي؟.. محام يوضح    جلطة المخ.. صعوبات النطق أهم الأعراض وهذه طرق العلاج    زيارة ميدانية لطلبة «كلية الآداب» بجامعة القاهرة لمحطة الضبعة النووية    5 نصائح مهمة للمقبلين على أداء الحج.. يتحدث عنها المفتي    نائب رئيس جامعة الزقازيق يشهد فعاليات المؤتمر الطلابي السنوي الثالثة    بالصور.. الشرقية تحتفي بذكرى الدكتور عبد الحليم محمود    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



وزير الثقافة السابق حلمى النمنم والناقد الأدبى محمد شوشة والكاتب الصحفى سامح فايز: الجماعة الإرهابية حاولت السيطرة على دور النشر ودفعت بعناصرها للكتابة ل«أخونة الأدب»
صالون روزاليوسف الثقافى يناقش محاولات الجماعة الإرهابيةلاختراق الثقافة


أدار الصالون السياسى
الكاتب الصحفى
أحمد باشا
رئيس التحرير

بمشاركة:
أحمد سميح
خالد بيومى
رانيا هلال
سوزى شكرى
مصطفى أمين
محمود محرم

تصوير: مايكل أسعد

استكمالا لدور «روزاليوسف» التننويرى السباق لمناقشة واقتحام القضايا المجتمعية والثقافية والسياسية، استضاف صالون «روزاليوسف» الثقافى مؤخرا الكاتب الصحفى الكبير حلمى النمنم وزير الثقافة السابق، والناقد الأدبى د.محمد سليم شوشة، والكاتب الصحفى سامح فايز، وذلك للحديث حول محاولات جماعة الإخوان الإرهابية لاختراق الحياة الثقافية والتغلغل فى الأوساط الثقافية وآلياتهم وأهدافهم من هذا الاختراق من خلال ما يسمى ب«اختراق النخبة»، فشكلوا عناصر فى اتجاهات متعددة على سبيل المثال فى الرياضية مثل محمد أبوتريكة، وبين الدعاة من أمثال عمرو خالد وغيرهم كثير، وهكذا، فحاولوا اختراق الحياة الثقافية ومجتمع النخبة واتجهوا إلى المثقفين باعتبارهم من كانوا الشرارة الأولى لثورة 30 /6 والتى بدأت من اعتصام وزارة الثقافة.
كما يناقش الصالون دور النشر للسيطرة على الصناعة من أجل غسيل الأدمغة والتحكم فى المحتوى الثقافى، وأيضا محاولاتهم لاختراق عالم الأدب وظهور كتاب جدد سعيا لما يسمى «أسلمة الأدب» باعتباره طريقا موازيا بدلا من تمرير معتقداتهم بشكل مباشر فى كتبهم خاصة، فاتجهوا إلى تمريرها عن طريق القصة والرواية لتقرب من الجمهور وضعوا أفكارهم المتطرفة مشددين على الحلال والحرام من وجهة نظرهم.
فى بداية الصالون وبعد ترحيب رئيس التحرير وإشادته بضيوف اللقاء تحدث الكاتب الصحفى حلمى النمنم وزير الثقافة السابق قائلًا: أكرر شكرى على هذه الدعوة الكريمة وسعدت بها لأن «روزاليوسف» هى بيتى وبيت كل الصحفيين، وبالنسبة لى وكل من لديه اهتمام بالثقافة والصحافة وبقضايا التنوير أو بالشأن العام يشعر بقدر ما أن لديه انتماء لمؤسسة «روزاليوسف» لدور المؤسسة التاريخى الوطنى، والقضية التى نناقشها الآن كانت هاجسا ل»روزاليوسف» منذ زمن بعيد وهاجسا لكل من يخشى على مستقبل هذا الوطن ويخشى على الوطنية المصرية وهو وجود جماعة الإخوان الإرهابية بفكرهم.
يكمل «النمنم»: إذا نظرنا إلى تاريخ مصر كان وضعًا طبيعيًا فى مجتمع كبير ومتفتح أن يكون هناك تيار محافظ وربما تيار متشدد.. مثلا فى العصر العثمانى الشيخ «صائن الدهر» كان يريد تكسير أبوالهول باعتباره «صنمًا»، لكن الصورة العامة فى تاريخ مصر تدعو للتفاؤل، فإذا عدنا إلى تاريخ الأزهر الشريف وإلى المدارس الإسلامية مثل جامع السلطان حسن كانت المذاهب الأربعة موجودة باستمرار وتدرس فى مصر، لكن مشيخة الأزهر مثلا كان يتولاها أحيانا فقيه «شافعى» أو فقيه «حنفى» أو فقيه «مالكى»، ولم يحدث فى تاريخ الأزهر الشريف أن يتولى المشيخة فقيه «حنبلى»، وحتى لم يحدث أن نافس عليها فقيه «حنبلى» وكان الوصول إلى الولاية يؤدى إلى معارك وسقوط قتلى. المذهب الحنبلى موجود فى نطاق ضيق ومحدود، ومثل هذه التيارات المتشددة لا ينبغى أن تزعجنا كثيرا فى ظل حركة المجتمع. ما الذى يزعجنا من هذه التيارات مثل تيار حسن البنا هو أن يتحول هذا التشدد من فكر دينى فقهى إلى تيار سياسى، ويصبح من مجرد تيار فقهى يعمل بين الفقهاء فى قضايا نظرية إلى أن ينزل إلى الشارع وهذا ما فعلته جماعة الإخوان وحسن البنا.
لنرجع بالتاريخ.. تأسست الجماعة عام 1929 أى بعد سنة واحدة من وفاة سعد زغلول، فى وقت كان التيار الغالب تيار ثورة 1919 يعلن أن الوطنية المصرية هى الأساس. صحيح هذه الوطنية ظهرت بقوة منذ حملة بونابرت وبشدة مع محمد على إلا أنها مع سعد زغلول وثورة 1919 تأكدت بأنها الأساس، وليس الاتجاه العثمانلى أو الاتجاه للخلافة الإسلامية. ثانيا: الاتجاه إلى التيار المدنى والحياة المدنية الذى يمثل الدولة المدنية وهو سعد زغلول أو عدلى باشا يكن أو طه حسين أو هيكل باشا. ثالثا: المواطنة بأعلى صوت يعنى فى تشكيل الوزارة تنوع وزارة المالية يهودى مصرى ونجد بطرس باشا غالى رئيس الوزراء ناظر النظار وحين يغضب الشعب يغضب من أدائه السياسى وليس بسبب الديانة، وبين خصوم بطرس باشا غالى عدد كبير من أقباط مصر ضده مثل أسرة «عبدالنور»، الإنجليز أرادوا ضرب هذا الاتجاه والمدنية، فكان لابد من اختلاق واختراع اتجاه يكون كارها للوطنية المصرية وكارها للدولة المدنية ومدنية المجتمع وكارها للمواطنة وهذا ما فعلته جماعة الإخوان منذ عام 1929 وحتى يومنا هذا بتغيير الأدوات والوسائل، حين عادوا فى السبعينات بعد ما حدث فى الخمسينات والستينات كان لابد من تغييرهم للآليات.
أكتب الآن سلسلة مقالات عن رحلة «برنارد لويس» إلى مصر عام 1969، وحينها تقابل مع أحد أعضاء مكتب الإرشاد فقال له: »إن وصول الجيش الإسرائيلى إلى قلب القاهرة سوف يساعدنا فى الوصول إلى أهدفنا»، وهذه كلمة لم يقلها حتى الإسرائيلى، الإسرائيليون وصولوا إلى قناة السويس يوم 9 يونيو ولم يكملوا. الإخوان فى السبعينات كانت أعينهم على اختراق النخبة.
■ «الاختراق الناعم»
يواصل «النمنم» حديثه: من هو خيرت الشاطر؟.. كان أحد صقور التنظيم الطليعى، ابن من أبناء الاتحاد الاشتراكى، كيف يتم اختراقه ليصبح خيرت الشاطر، يدخلون داخل النخبة ينتزع واحد منهم وهذا ما نطلق عليه «الاختراق الناعم» أو صناعة «الخلايا النائمة». بمعنى أنهم أشخاص لا ينتمون لهم بشكل مباشر، كأن أن يكون مثلا صحفيا يعمل فى مؤسسة ما ويظل فى مكانه وليس من أعضاء التنظيم ولكنه يروج لأفكارهم ويبشر بها. على سبيل المثال الكاتب محمد عبدالقدوس وهو ابن إحسان عبدالقدوس حفيد "روزاليوسف"، وأن يكون هذا الحفيد معهم حققوا هدفهم، ومحمد عبدالقدوس زميل عزيز ورجل فاضل وفى حالات كثيرة لم يغادر قيم وموقف والده، ولكن فى النهاية حقق الإخوان من اختراقه مكسبا كبيرا.
وأكملوا اختراقهم بالدخول إلى النوادى الرياضية وأصبح لهم لاعبو كرة تابعين لهم، ولأن «الأزهر» لا يعترف بهم ولن يعترف بهم لأسباب كثيرة فجاءوا بالدعاة الجدد، هؤلاء دخلوا على الوسط الفنى والفنانين سخر الشيخ عبدالحميد كشكك من أم كلثوم على المنبر وقال: امرأة فى سن السبعين تقول «خذنى فى حنانك» أو أغنية «زى الهوى» وهكذا.
■ موقف الاخوان من جائزة نوبل
يشير «النمنم» إلى أن رواية «أولاد حارتنا» للأديب العالمى نجيب محفوظ موجودة منذ عام 1959 لكنه وبعد حصوله على جائزة نوبل عام 1988 كتب عبدالحميد كشك كتابا بعنوان «كلمتنا فى الرد على أولاد حارتنا«، كما كفر عمر عبدالرحمن نجيب محفوظ حرفيا فى حوار مع جريدة الأنباء الكويتية أجراه الزميل المرحوم سليمان الحكيم فيقول: «محفوظ حصل على جائزة نوبل نكاية فى الإسلام« رغم أن من يقرأ تقرير نوبل يجد أن رواية أولاد حارتنا هو آخر عمل يتم الاستشهاد به، ومن يقرأ إبداع نجيب محفوظ سيجد أن أولاد حارتنا ليست أقوى أعماله بل قد تكون الأضعف فى بنيتها الروائية.
لذا هناك نوعان من الاختراق «الاختراق المباشر» مثل التجنيد المباشر للأشخاص كخيرت الشاطر ليكون عضوا فعالا، والثانى: »الاختراق الناعم»، أو صناعة «الخلية النائمة»، أى يصطادوا الأفراد لينادوا بأفكارهم وهم فى أماكن عملهم ونعطى مثالًا بذلك للحملة التى قامت ضد الراحل دكتور لويس عوض بسبب كتابة عن «جمال الدين الأفغانى»، فلم يدخل الإخوان فيها بشكل مباشر، بل قامت على ذبح لويس عوض لدرجة دفعته إلى تقديم استقالته من الأهرام، رغم أن ما قاله عن الافغانى لم يكن فيه جديد، بل ذكر فى كتب كثيرة بأن الأفغانى على علاقة بالمخابرات الغربية، منها مثلا كتاب الراحل دكتورعزت قرنى فى عام 1980 بعنوان «العدالة والحرية فى فكر النهضة العربية الحديثة»، وكتاب دكتور إبراهيم عوض أستاذ اللغة العربية والدراسات الإسلامية جامعة عين شمس «وثائق عن جمال الدين الافغانى» وذكر فيه معلومات يخجل دكتور لويس عوض أن يذكرها، وهذا الكتاب مقرر على طلبة قسم اللغة العربية بكلية الآداب جامعة عين شمس، وهذا الكتاب به وثيقة من سيدة ألمانية كانت تعيش مع جمال الدين الأفعانى تشكو تصرفاته الخاصة، بأنها مخجلة ومقززة لكنها مضطرة للتعامل معه؛ لأنها مكلفة بذلك ورغم هذه المعلومات لم يقم أحد ضد كتاب إبراهيم عوض.
لكن السؤال.. لماذا الحملة ضد لويس عوض؟.. الإجابة باختصار لأنه «لويس« بمعنى أنه ليس من حق باحث وكاتب قبطى أن يكتب فى شأن مصلح إسلامى.. وإذا فكرنا بنفس منطقهم المغلوط فلماذا أدرس أدوار الخراط وغيره بصرف النظر عن الديانة.. هذا ما فعله الإخوان من اختراق مباشر وضرب فى فكرة المواطنة.
■ غسيل العقول
حول تاريخ الإخوان فى التعامل مع دور النشر باعتباره إحدى وسائل الإعلام لتمرير أفكارهم.. يقول الناقد محمد سليم شوشة: من الاحتكاك بالحياة الثقافية والأدبية بدأت تتكشف لى بعض الأشياء والممارسات التى حين نجمعها ببعضها نكتشف أننا أمام مخطط ممنهج للفوضى، الفوضى عند الإسلاميين هى جزء من مشروعهم وفكرهم، فهم رديكاليون جدًا فى عملية الهدم يهدمون بشكل جذرى على تصور وأساس أنهم قادرون على إعادة البناء وفق شكل جديد، كل ما يمثل شكلا من أشكال الدولة والتنظيم وأشكال الحضارة كل هذا يعد بالنسبة لهم ميراثا كافرا. كل منجزات الدولة بالشكل الغربى والحداثى وكل أشكال التحضر والرقى يعتبرونه منجزًا استعماريًا ومؤسسًا على فكرة الكفر ولابد أن يبدأونه من الصفر. حين نتابع المشهد الأدبى والثقافى نجد تحركات على مستوى القاعدة بشكل واسع، هدفهم خلخلة القيم والمفاهيم الأدبية السليمة أو السوية أو الفطرية، ونزعها وإزاحتها وطرح كوادر وقيادات ونخب وأدباء وأصوات جديدة تغزو قمة الهرم الثقافى، وتخلخل البنية المستقرة أدبيا. وذلك من أجل أن يصنع نخبته، ودور النشر إحدى هذه المنافذ ويدعم نشر أعمال قد تكون رديئة بشكل ممنهج ومنظم.
أما على المستوى الهيكل الإدارى للثقافة بدأت فكرة «نوادى الأدب»، وهى من أخطر ما يمكن من ممارسات، البداية كانت فى نهاية الثمانينات، والأغرب بل والطريف أن لهما لائحة مازالت موجودة إلى يومنا هذا تنص على أن كل ما ينشر قصيدة واحدة فقط فى أى مطبوعة ينضم إلى نادى الأدب ويصبح عضوا عاملا مهما كان مستوى القصيدة، وربما لهم فى كل مطبوعة من يخدم على النشر والترويج. وهنا اخترقوا النشر ولهم ميزانية تدعم هؤلاء داخل مطبوعات الدولة الكبيرة. وبالتالى تكونت قاعدة كبيرة بهذه الأصواتن وبدأت فى التصاعد بالتدريج لتصدر وتحتل المشهد الثقافى.
يكمل «شوشة»: سعى الإخوان إلى اختراق الثقافة من خلال خلخلة القيم النقدية السوية وهدم الرموز وإحلالها وطرح نخب بديلة، وكذلك من خلال فكرة أكثر نعومة هى خلخلة القيم النقدية والمفاهيم السوية للنقد، وبحسب وجهة نظرهم مثلا طرحوا «النسبية فى التذوق» بمعنى أنهم يطالبون بالمساواة المطلقة بين كافة أشكال الإبداع والأعمال الأدبية وأن الكل أدب ويتساءلون: لماذا العنصرية والطبقية والتميز بين نجيب محفوظ وغيره من الأدباء؟!. وهنا بدأ ظهور أصوات مؤيدة وبالأخص أصوات شباب الأقاليم. وكتبت مجموعة مقالات فى عدة إصدارات عن هذا الفكر، فواجهت هجوما شديدا من قواعد كثيرة منهم من كانوا فى ثورة يناير إلا أنهم يميلون إلى فكر الإخوان، وأن ثورة يناير فيها حالة كبيرة من المثالية إلا أنها اختلط فيها هذا وذاك، واعتبروا ما كتبته كشفا للعبة، رغم أن ما كتبته يخص ظاهرة أدبية ولا تخص أشخاصا وفكرة الغزو غير المبرر وغير المنطقى والأدب معاييره فى العالم كله قائمة على فكرة الفاعلية والقيمة الجمالية، بمعنى التأثير على المتلقى والنفوذ إلى عقله، وهى سلطة الخطاب الأدبى والثقافى ومن هنا يكتسب الأديب شرعيته أو تحققه.
■ خطط ممنهجة
يكمل «شوشة»: الإخوان ضد هذه الأصول والأساسيات النقدية الموضوعية ويعتمدون على فكرة أن أى كاتب بالأخص من الأقاليم مثلا بعد حصوله على عضوية نادى الأدب يبدأون التحرك فى مجموعات وندوات والتحدث النسبية فى التذوق وعنصرية المركزية، يقصدون بها أدباء القاهرة فى مقابل ظلم لأدباء الأقاليم، وفرض القيم التى تخص أفكارهم . وعلى سبيل المثال نجد الحملات الممنهجة المكررة ضد نجيب محفوظ والتى تمت هذه الفترة، فلو وضعنا هذه الحملات فى سياق أفكارهم نجد أن من يصر عليها عدد من كتاب اليوم ذوو الطبع الإسلامى، هذه أدوار منوط بها البعض وليست حملة عشوائية بل مخطط مقصود، وهدفهم من الحملات هدم هذه الرموز وهذه النخب وإحلال نخبة بديلة.
إن أعظم أدباء مصر ومفكرينها كانوا فى العهد الجمهورى على يمين السلطة المصرية وهذه مفاجأة، لأنهم كانوا على قدر كبير من الوعى بأهداف النظام الجديد، وفى هذا السياق نجد كتاب الكاتب الكبير حلمى النمم بعنوان «طه حسين من الملكية إلى الجمهورية« هذا الكتاب يكشف تبدل موقف طه حسين الذى كان فى غاية الثورية فى فترة الملكية، ثم أصبح فى العصر الجمهورى على يمين السلطة، الإخوان يسعون لترسيخ قلب المفاهيم بأن المثقف لابد وأن يكون على يسار السلطة وهذا غير صحيح لأن هذا الفكر مرتبط بالثورة الفرنسية، فكرة اليسار واليمين لم تكن بهذا التنميط ولم يكن أمرا إلزاميًا للمثقف.
هذه مفاهيم مغلوطة غير صحيح لأنها أمر تقديرى ومتحول ومتغير ويرجع لرؤية المثقف ووضع هذه السلطة وما تسعى إليه. فمثلا ما الذى يمنع المثقف أن يقف ضد الرجعية الدينية وضد الحكم الدينى وتأييد ثورة 30 / 6 فى هذه الفترة، ما يمنعه هو هذا ى الذى يروج يمارسه الإخوان بشكل منظم والترويج لمصطلحات هدامة مثل «التطبيل» وهذا اغتيال معنوى مقصود هدفها أن تبتعد النخبة عن مساندة السلطة فى تحويلاتها وصناعة التحول.
يؤكد «شوشة» على ذلك: مثال لدور المثقف وموقفه من السلطة نجد أن الدكتور طه حسين من النظام الجمهورى بحسب كتاب أستاذ حلمى النمنم نجد أننا أمام مفكر عظيم وصل الى قمة قوته الثقافية وقمة نضجه، وعدم الاحتياج لأحد فى العصر الجمهورى ومع ذلك كان مؤيدا ووقف على يمين السلطة فى حين أن فترة الملكية كان فى وقت ضعفه واحتياجه لمناصب والوظيفة والأموال وحتى على مستوى الشهرة وكان محاطا به نخبة قوية، ولم يكن الصوت الأبرز والأقوى كان ثورى فترة الملكية واتهم بالشيوعية، فكان على يسار السلطة فى العهد الملكى ثم أصبح على يمينها بوعى وعلم ودراية فى العصر الجمهورى.
وحاليا واليوم لم نجد موقف المثقف بسبب أنه غلبت الفوضى وكثرة الأصوات الضعيفة وأنصاف المتعلمين والمثقفين الذين غزوا القاهرة وغزوا قمة الهرم الثقافى، كل هذه أزمات يصدرها الإخوان بالترهيب وى والفكرى، فنجد عددا من الممارسات الناعمة تعوق وتعرقل تكوين نخبة ثقافية مهمة تعبر عن رأيها، ولها دور مساند للدولة ومؤيد عن وعى تقول الصح والخطأ وأصوات حرة وتمثل بوصلة للدولة.
فى الأدب وجدنا ما هو أخطر، نجدهم يصدرون كتابات معينة فى غاية الرجعية رصدتها فى ظاهرة الرواية التاريخية والتركيز على فترة الأدب فى الأندلس أنه عصر القوى والعصر المثالى وعصر الأحلام وحكم العالم وأستاذية العالم كل هذه مفاهيم تصل للقارئ فى نص خطاب أدبى، ولم يعى القارئ الحقائق وقد يتأثر بهذه الأكذوبة الحالمة. لأنها تقاس فى سياق العصور الوسطى عصر السيوف والحروب التقليدية، وحتى نفهم هذه القوة التى يروجون لها لابد من وضعها فى سياق فترتها التاريخية، وبشكل علمى يتم طرحها بأسلوب مختزل وسطحى وحالم ضمن الخطاب الثقافى ويمجدها بالترسيخ لمفاهيم مثل الخلافة ووحدة المسلمين ويزرع قيما وأفكارا هدامة، وبذلك يفصل المتلقى بشكل كامل وشامل عن القيم العصرية والمفاهيم الحديثة والعلاقة مع الآخر، والقيم الدولية الحديثة ويضع المتلقى فى عصر قديم يخلق نموذج بطل مختلف، والحرب بالنسبة له بالطرق التقليدية ويشحنه بالكراهية ويمله الغل.
■ خطف القوى الوطنية
الكاتب الصحفى سامح فايز باعتباره اقترب من الإخوان وتعامل معهم كعنصر تنظيمى فى فترة ما تحدث قائلا: أنا سعيد بوجودى على هذه المنصة بجوار أستاذ حلمى النمنم ودكتور محمد سليم شوشة، وبشكل خاص ا.حلمى هو من استقبلنى فى بدايتى ونشر لى فى مجلة المصور وأيضا كتابى هو من قدمنى وكتب عنه، فى فترة معينة أنا اليوم غير من عشرة سنوات مضت، وكنت حينها شاهدا على محاولة خطف القوى الوطنية الحقيقية، كنت شاهد عيان على المواجهات الشرسة التى تعرض عليها ا.حلمى أثناء وجوده فى الوزارة وزيرا للثقافة، كنت أحد الصحفيين الذين هاجموه بشكل شخصى فى صحف كثيرة. وأستاذ حلمى أول مرة يعرف فيها هذه المعلومة، والغريب أن أغلب المصادر الذين كانوا يعطوننى أوراقا أو معلومات عندما تولوا مناصبهم هم محسوبون على اليسار أو التيار الليبرالى أو ظاهريا على التيار العلماني، ولأن أ.حلمى شخص وطنى حقيقى صاحب رؤية لمدنية للدولة وبيدافع عن الهوية الوطنية بالتالى يصعب توظيفه، ويجب إزاحته من طريقهم ومن منصبه، وأنا فى تلك الفترة لم يكن لدى الوعى الكافى والنضج لمعرفة الحقيقة، وهنا ندرك خطورة الدائرة الموجودة، وهم الخلايا الناعمة واختراق المثقفين، واعتذر للكاتب حلمى النمنم عن ما بدر منى عن جهل بالقضية، وأنا بالفعل كنت شرسًا فى مواجهته، كان يجب أن أبدأ بهذا الاعتذار فى حضوركم.
3038
3039
3040


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.