انفتاح تعليمى للطلاب الأفارقة.. زيادة المنح الدراسية.. مشروعات بحثية مشتركة وتأهيل للكوادر الإفريقية.. وفروع للجامعات المصرية بدول القارة السمراء

الدبلوماسية التعليمية

برؤية استراتجية، تستهدف نقل الخبرات التعليمية والبحثية المصرية للأشقاء فى دول القارة الإفريقية، يحظى ملف التعليم والتعليم الجامعى بأولوية لدى الدولة المصرية ضمن محاور العلاقات مع الدول الإفريقية، ويبدو ذلك واضحًا فى عدة إجراءات تقوم بها وزارة التعليم العالى والجامعات المصرية بداية من زيادة نسبة المنح الدراسية بالجامعة للطلبة الأفارقة، وأيضا سفر الخبراء، والأساتذة المصريين لنقل خبراتهم، فضلا عن فتح فروع للجامعات المصرية بعدد من الدول الإفريقية.
يأتى ذلك من منطلق أن ملف التعليم والتدريب والتأهيل للطلبة الأفارقة فى مصر له مردود كبير على عمق العلاقات مع القارة السمراء، كأحد أوجه القوى الناعمة، التى تبقى أثرًا لدى مئات الدارسين فى الجامعات الأفارقة بمصر، وخير دليل ذلك تقلد كثيرا من خريجى الجامعات المصرية مناصب عليا فى الدول الإفريقية وخاصة دول حوض النيل.
وفى هذا الإطار حققت وزارة التعليم العالى طفرة فى توفير المنح الدراسية للطلاب الأفارقة بالجامعات المصرية خلال السنوات الأخيرة، حيث زادت أعداد المنح المقدمة لهم فى مرحلتى البكالوريوس والدراسات العليا، بتخصصات مختلفة.
ووفقا لتقرير لوزارة التعليم العالى عن حجم التعاون المصرى الإفريقى فى الفترة من 2014 حتى 2021، وصل إجمالى المنح المصرية المخصصة لدول القارة الإفريقية 2083 منحة مقسمة إلى (1350منحة فى المرحلة الجامعية و686 منحة لمرحلة الدراسات العليا و47 منحة لدراسة اللغة العربية)، وتتنوع هذه المنح فيما بينها فهناك منح برامج التبادل الثقافي، ومنح وزارة التعليم العالى باللجنة الفرعية بوزارة الخارجية، ومنح الجامعات المصرية ومنح من الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية.
مشروعات بحثية مشتركة
وأوضح التقرير أن المراكز البحثية تُسَخِّر إمكانياتها للتواصل مع الباحثين الأفارقة لإجراء مشروعات بحثية مشتركة، خاصة فى مجالات الصحة، والطاقة، والزراعة، والمياه، إضافة لوجود 4 معاهد وكليات للدراسات الإفريقية بالجامعات المصرية، حيث تمت الموافقة على إنشاء معهد الدراسات الأفروأسيوية للدراسات العليا بجامعة قناة السويس، وتم تفعيل عمل فروع الجامعات المصرية بالخارج فى السودان وتشاد، فضلاً عن قيام كليات الطب المصرية بتنظيم قوافل طبية لإفريقيا، تم خلالها فحص 1000 حالة، وإجراء أكثر من 600 عملية جراحية.
وأضاف التقرير أن الوزارة قدمت من خلال أكاديمية البحث العلمى والتكنولوجيا جوائز سنوية للشباب المبدعين والباحثين الأفارقة لدعم عملية البحث العلمى والابتكار، وقد تم الإعلان عن فوز عدد 2 باحثين أفارقة ضمن شباب العلماء الأفارقة بجوائز الدولة بمصر.
ولفت التقرير إلى تخصيص 150 منحة للدراسات العليا لطلاب دول القارة الإفريقية بالجامعة المصرية اليابانية للعلوم والتكنولوجيا ممولة بالتعاون بين حكومتى مصر واليابان، إضافة لإستضافة مقر وكالة الفضاء الإفريقية، ورصد 10 ملايين دولار لإنشائها وتشغيلها، وذلك لإعداد كوادر إفريقية ذات خبرات متميزة فى مجالات العلوم والتكنولوجيا والابتكار، وللمساهمة فى دعم التنمية فى إفريقيا.
وقال د.عادل عبدالغفار المستشار الإعلامى والمتحدث الرسمى للوزارة، أن اهتمام وزارة التعليم العالى والبحث العلمى بملف التعاون الإفريقى يعد من أولويات الوزارة، من خلال تقديم الدعم فى مجالى التعليم العالى والبحث العلمى للأشقاء بدول القارة الإفريقية، وذلك فى إطار التوجيه الاستراتيجى للقيادة السياسية المصرية، مشيرًا لاستمرار الدعم للأشقاء الأفارقة سواء فى مرحلة البكالوريوس أو الدراسات العليا، مؤكدًا أن الفترة القادمة ستشهد المزيد من التعاون لدعم العلاقات مع الأشقاء الأفارقة وخاصة دول حوض النيل.
فروع لجامعات مصرية بإفريقيا
وفى نفس الإطار أعلنت وزارة التعليم العالى والبحث العلمي، عن تفعيل عمل فروع الجامعات المصرية بالخارج، مشيرة إلى عودة الدراسة لفرع جامعة القاهرة بالخرطوم.
وأشارت الوزارة، إلى أنه جار حاليًا استكمال أعمال الإنشاء لفرعى جامعة الإسكندرية بجوبا جنوب السودان، وفرع الجامعة فى أنجامينا بدولة تشاد، وافتتاح مركز معلومات المعهد المتحد للعلوم النووية بروسيا بمقر أكاديمية البحث العلمى والتكنولوجيا كأول مركز فى إفريقيا والوطن العربى.
تأهيل الشباب الإفريقى
إلى جانب الدراسة فى الجامعات، هناك البرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب الإفريقى للقيادة APLP، الذى تم إطلاقه بمبادرة من الرئيس عبدالفتاح السيسى لتأهيل وتدريب الشباب الإفريقي، بهدف تدريب ألف شاب إفريقى.
ثلاث دفعات حتى الأن تخرجت من برنامج تأهيل الشباب الإفريقى على القيادة، حيث كانت الدفعة الأولى فى الأول من يوليو الماضى من 29 دولة، والثانية كانت فى 22 سبتمبر الماضى من 40 دولة، ثم كانت ثالث دفعة من 37 دولة، وبدأ التدريب بها فى 23 ديسمبر 2019، فى حين تلقت الأكاديمية طلبات التسجيل فى الدفعة الرابعة.
ووفقا لتصريحات للدكتورة رشا راغب المدير التنفيذى للأكاديمية الوطنية للتدريب قد تم تدريب وتأهيل 279 شابا من 45 دولة من أصل 54 دولة إفريقية، وستواصل الأكاديمية باقى دفعات البرنامج العشرة لتغطية دول القارة الإفريقية بأكملها.
البرنامج يتولى تدريب الشباب الأفارقة تم تدريبهم مثل أقرانهم على التحديات التى تواجه القارة الإفريقية وإفريقيا 2063 والتنمية المستدامة وتمكين المرأة، باعتبار أن الشباب هم القادرون على مناقشة مشاكل بلادهم.