بعد عشرين عامًا من التحالف الدولى الذى قادته الولاياتالمتحدةالامريكية بعد أحداث الحادى عشر من سبتمبر، عادت حركة «طالبان» لحكم أفغانستان مستخدمة نفس العنف والتطرف بعد انسحاب أمريكا بشكل مثير للجدل، تاركة خلفها أسلحة متقدمة وآليات حديثة بعضها لم يتم فتحه ولا استخدامه وهو ما يعيد نفس الاحداث التى وقعت فى مدينة الموصل العراقية، حين استولى عليها «تنظيم داعش»، وأخذ كل السلاح والعتاد الأمريكى المتقدم، ثم عاث فى العراقوسوريا فسادًا. صعود طالبان لتولى الامور فى أفغانستان، هو بمثابة انتعاش الإرهاب وانتعاش تجارة المخدرات كما انها ستكون دفعة التى ستزيد قوة الحركات الارهابية والمتطرفة ليبقى السؤال هو ما تأثير وصول طالبان الى الحكم على تنظيمات الاسلام السياسى فى الشرق الاوسط. وأكد خبراء فى شئون الحركات الارهابية، أن حركة طالبان كانت جزءًا من سيناريو كبير تم توقيفه لفترة، ثم عاد ليتشكل من جديد على أيدى أمريكا ومخابرات دول أخرى تعيد انتاج الإسلام السياسى فى المنطقة من جديد بعد فشل مشروع «وصول الإخوان للحكم» وستؤثر عودة طالبان على إنعاش الإخوان وتنظيم القاعدة وبعثهم من جديد. وقال عمرو فاروق الباحث فى شئون الحركات الارهابية: إن سيطرة طالبان على أفغانستان هى بمثابة ولادة مرحلة جديدة للإرهاب، مشيرًا إلى أن الإرهابيين وعلى رأسهم الإخوان سيجتمعون فى أفغانستان وانسحاب الولاياتالمتحدة من عمق الدولة الأفغانية فخ سياسى جديد وضعته الاستخبارات الأمريكية بدقة فى طريق كل من الصين وروسيا وإيران، بهدف تحويل جنوب آسيا وشرقها غرفة عمليات جديدة ومنطقة ملتهبة، على أيدى جماعات الإسلام الحركى، التى تنفذ بها دائمًا مخططاتها الاستعمارية. وتابع ما زالت واشنطن تراهن على ورقة الإسلام السياسى، وليس مستبعدًا من خلال تلك النظرة النفعية البحتة التى تعتمدها القيادة الأمريكية فى تنفيذ رؤيتها واستراتيجيتها، منح الشرعية السياسية لكل من «هيئة تحرير الشام»، المسيطرة على مدن الشمال السورى، بقيادة أبو محمد الجولانى، وحركة «بوكو حرام»، المتمركزة فى غرب ووسط إفريقيا بقيادة أبو مصعب البرناوى، وحركة «الشباب المجاهدين» المتركزة فى القرن الإفريقى بقيادة أبو عبيدة الصومالى، وتحويلهم أطرافًا تفاوضيين دوليين، بعدما فشلت الجماعات التقليدية فى تحقيق مشروع الانتقال من خانة التنظيم إلى خانة الدولة مثل جماعة «الإخوان المسلمين»، أو تنظيم «داعش» فى سوريا. وقال أحمد سلطان الباحث فى شئون الحركات الارهابية: إن صعود طالبان لتولى الامور فى أفغانستان هو بمثابة انتعاش الإرهاب وانتعاش تجارة المخدرات، كما أنها ستكون الدفعة القوية التى ستزيد قوة الحركات الارهابية والمتطرفة والتى ستكون سببا لانتعاش الإرهاب، ليس فى أفغانستان فحسب، بل طول العالم الإسلامى وعرضه، وستصبح أفغانستان مجددًا ملاذا آمنا لكل الإرهابيين من «جماعة الإخوان» إلى «تنظيم القاعدة»، وسينتعش التحالف بينهم. واشار الى ان الدفعة القوية التى حصلت عليها قوى الإرهاب والتطرف ستكون خطيرة خاصة لدى جماعات الإسلام السياسى وتنظيماتها، وستصبح وسائل التواصل الاجتماعى مرتعًا خصبًا للتحريض والتحشيد والتجنيد، وستنشأ آليات جديدة لجمع الأموال وبناء التنظيمات وستعود «رموزٌ» و«شخصيات» إرهابية للمشهد من جديد. وتابع استراتيجية «الكاو بوى» الأمريكى ثبتت فشلها، فهاهى الولاياتالمتحدة، بعد 20 سنة، تقر ضمنيا بأنها لا أسقطت القاعدة، نهائيا ولا قضت على طالبان، ولا أنهت داعش، بل هيئت الظروف وأتاحت مناخ الفوضى والاضطراب، الذى يسمح لكل الفواعل (دولا أو جماعات) باستغلاله لتحقيق أجندتهم الخاصة بينما، يبقى الجهاديون عازمون على مواصلة القتال، حتى النهاية، وكأنهم لم يتلقوا بالأمس هزائم قاصمة ولم تسقط قيادتهم واحدًا تلو آخر، ولم يصيروا «أشتاتًا» فوق ذرى جبال الهندكوش، أو فى فيافى العراق وبرارى الشام، لأن الهزيمة الحقيقية: «أن ينهار الخصم ويفقد الإرادة فى القتال». وتابع التجارب تُثبت لكل ذى عينين، أن النصر العسكرى على التنظيمات والجماعات المسلحة، ليس سوى انتصار لحظى فى معركة واحدة ضمن حرب طويلة وأن النصر الحقيقى لن يتم إلا بإستراتيجية شاملة وإرادة صلبة تتكافأ مع طبيعة التهديد المتخيل، وبغير هذا سيبقى الإرهاب موجودًا وسيتحور ويتطور، وستصبح تكلفة المواجهة أقسى وأشد والأيام كفيلة بتعليم من لم يستوعب دروس العراقوأفغانستان. وقال طارق أبوالسعد الباحث فى شئون الحركات الارهابية: إن طالبان تسعى الى السيطرة على أفغانستان منذ خروج القوات الامريكية لأنها تعتبر نفسها الوريث الرسمى لأفغانستان ومن خلال هذه التحركات تسعى لطالبان لاعادة الهيبة لها وإعادة رمزيتها كقائد للجهاد الاسلامى المسلح بعد أن سلبتها منها داعش بعد أن فرضت نفسها المسئولة عن الخلافة الاسلامية. طالبان2 طالبان3 طالبان4