السعودية تنجح فى تنظيم فريضة الحج للعام الثانى على التوالى رغم استمرار تداعيات كورونا

فى ظل تطبيق إجراءات صحية صارمة، واستخدام تطبيقات إلكترونية متقدمة، ومنظومة حكومية شاملة تمتلك خبرات تراكمية فى إدارة الحشود، وبرغم استمرار تفشى فيروس كورونا المستجد إلا أن السعودية حرصت على تنظيم شعائر فريضة الحج رغم أن ذلك يكبدها خسائر كبيرة قياسا لما قبل كورونا وفى ظل تدابير صحية وتنظيمية يبدأ حجاج بيت الله الحرام مع إشراقة صباح اليوم الاثنين التاسع (9) من ذى الحجة التوافد إلى مشعر عرفات للوقوف على صعيد جبل عرفات يناجون الله ويبتهلون إليه بالتهليل والتكبير والدعوات لأداء ركن الحج الأعظم، بعد أن كان اكتمل وصولهم إلى مشعر مِنى لقضاء يوم التروية، وطوافهم فى بداية مناسكهم حول الكعبة المشرفة والسعى بين الصفا والمروة، وسط إجراءات صحية مشددة وتدابير احترازية وقائية للعام الثانى على التوالى تضمن بها السلطات السعودية تحقيق التباعد بين الحجاج فى مختلف المواقع التى يتواجدون فيها لأداء مناسك الحج بسبب فيروس كورونا المستجد الذى لايزال يضرب معظم دول العالم بقسوة ، إلا أن حكومة المملكة العربية السعودية يحسب لها حرصها على تمكين المسلمين من أداء فريضة الحج الركن الخامس من أركان الإسلام مع مراعاة المصلحة العامة والحفاظ على سلامة وحياة الإنسان مع عدم تعطيل الفريضة رغم ما يمثله تقليص اعداد الحجاج (إلى 60 ألف بعدما كانت أعدادهم تتجاوز المليونين سنويا) من خسائر ضخمة للمملكة التى عانت لسنوات من انخفاض أسعار النفط.
وفى يوم عرفات، يمضى الحجاج وقتهم فى العبادة وذكر الله والتلبية أملا فى التطهر من ذنوبهم يرجون من الله الاستجابة لدعواتهم وهم متجهون إلى الله خاشعين متضرعين ويجتهدون فى الدعاء لأنفسهم وأهليهم وأولادهم والمسلمين جميعا.
وسوف يستمع حجاج بيت الله الحرام إلى خطبة يوم عرفة فى مسجد نمرة، الواقع غربى مشعر عرفات، ثم يؤدون صلاتى الظهر والعصر جمعا وقصرا، قبل «النفرة» بعد مغيب الشمس إلى مزدلفة، التى سوف يبيتون فيها، استعدادا لرمى الجمرات يوم غد العيد وخلال أيام التشريق الثلاثة.
ووزعت السلطات السعودية بطاقات الحج الذكية «شعائر» لمقدمى خدمات الحج من مسئولى شركات حجاج الداخل بهدف تجويد واثراء وراحة الحجاج كما جاء تطبيق المملكة للإجراءات الاحترازية لمناسك حج هذا العام أيضا، لتؤكد حرصها الكبير على سلامة حجاج بيت الله الحرام، من خلال قصر إتاحة التسجيل للراغبين فى أداء المناسك للمواطنين والمقيمين داخل المملكة العربية السعودية فقط بإجمالى 60 ألف حاج من أكثر من 150 جنسية وجاءت هذه الإجراءات التى حظيت بدعم وتأييد العالم الإسلامى.