تثبت مصر يومًا بعد يوم، قدرتها الجبارة على مواجهة الشدائد والمصاعب المستحيل حلها، وتمثل ذلك فى حل أزمة جنوح السفينة «ايفرجيفن» بعد أسبوع من تعطيلها للمجرى الملاحى قناة السويس. إشادة خليجية
أشاد أسامة بن أحمد نقلى، السفير السعودى لدى مصر، بنجاح المجهودات المصرية من أجل تعويم السفينة الجانحة فى قناة السويس، مؤكدًا أن خبرة وكفاءة المصريين نجحت في إعادة المياه إلى مجاريها في قناة السويس. وقال السفير السعودى فى تغريدة عبر حسابه الرسمى على موقع «تويتر» اليوم الاثنين: «خبرة وكفاءة المصريين تنجح في إعادة المياه إلى مجاريها في قناة السويس. من جانبه هنأ هشام بن محمد الجودر سفير مملكة البحرين لدى مصرعلى نجاح جهود تعويم السفينة الجانحة فى قناة السويس، قائلا: «إن مصر القادرة على حل أصعب المشاكل وتحمل المسؤولية مهما عظمت».
«الجارديان»
وأفردت الصحف العالمية افتتاحيتها بصور وأخبار عن انفراج الأزمة، وبدء تعويم السفينة، فأبرزت صحيفة «الجارديان» البريطانية نجاح فريق إنقاذ مصرى فى تحرير جزء من سفينة حاويات ضخمة كانت عالقة على ضفاف قناة السويس لمدة ستة أيام، ما أدى إلى توقف تجارة عالمية بقيمة عشرات المليارات من الدولارات. وجاء الاختراق بعد جهود مكثفة لدفع وسحب السفينة بعشرة زوارق قطر، تضمنت جهود الإنقاذ أيضًا تجريف آلاف الأطنان من الرمال من ضفاف القناة وقعرها. كما تراجعت أسعار النفط الخام بعد أنباء عن إعادة تعويم السفينة جزئيًا، مع انخفاض خام برنت بمقدار 1.41 دولار للبرميل إلى 63.05 دولار.
«فوربس»
أما مجلة «فوربس» فأشادت بوضع السلطات المصرية خططًا لتفريغ سفينة «إيفر جيفن» العملاقة التى تسد قناة السويس، حيث تتسابق فرق دولية لإزاحتها قبل أن يهدد عرقلة أحد أهم طرق الشحن فى العالم قلب صناعة الشحن العالمية. الخبر السار هو أنه كلما أسرعنا فى الحصول على هذه الإجابات على أزمة قناة السويس، يمكن اتخاذ خطوات أسرع للمساعدة فى منع حدوث أزمة مماثلة، أو المساعدة فى إدارتها بشكل أكثر استراتيجية وفعالية وكفاءة. وأكدت «فوربس» أنه يجب أن يكون لدى الشركات والمؤسسات خطط طوارئ منفصلة للأزمات لكل سيناريو أزمة أسوأ حالة.
لوفيجارو ولوموند
فيما اهتمت وسائل الإعلام الفرنسية بجهود تعويم السفينة، إذ عرضت مجلة «لوفيجارو» على رأس موقعها أمس مقطع فيديو عنوانه: (قناة السويس: إيفرجيفن سرعان ما ستعود «للمجرى الصحيح») احتفاءً بالإعلان عن نجاح جهود تعويم السفينة. وذكرت صحيفة «لوموند» فى تقرير مطول ركزت على إعلان هيئة قناة السويس، أن سفينة إيفر جيفن تحركت بنسبة 80% فى الاتجاه الصحيح، مؤكدة أن مؤخرة السفينة تحركت لتصبح على بعد 120 مترًا عن الشاطئ بعدما كانت على بعد أربعة أمتار فقط.. وأشارت إلى أن أكثر من 400 سفينة لا تزال تنتظر فتح القناة التى يمر عبرها حوالى 12% من التجارة البحرية الدولية.
أهمية القناة
وتمثل الإيرادات التى تجمعها قناة السويس المصدر الثانى لدخل الدولة المصرية بما يقرب من 5.5 مليار دولار سنوياً؛ «فالقناة هى المصدر الثانى للدخل بعد السياحة، وبما أن السياحة فى حالة سيئة، فإن القناة بالضرورة تعد أمراً فى غاية الأهمية اليوم بالنسبة لمصر». وتمر من القناة بضائع يبلغ ثمنها أكثر من 9.5 مليار دولار يومياً، كما تمر نحو 30% من حاويات الشحن فى العالم يومياً عبر قناة السويس، إضافة إلى نحو 12% من إجمالى التجارة العالمية لكل السلع. وتُعد قناة السويس ممراً ملاحياً حيوياً للتجارة بين الدول الآسيوية والشرق الأوسط وأوروبا وأمريكا الشمالية، ومن أصل 39.2 مليون برميل يومياً من النفط الخام المستورد بحراً فى 2020، استخدم 1.74 مليون برميل يومياً القناة. ويُفاقم التوقف الوضع السيئ لسوق الغاز الآسيوية، التى يعتريها الضعف بالفعل، نظراً إلى أن آسيا تصدّر الوقود إلى أسواق فى الغرب، مثل أوروبا، ويتدفّق ما يزيد على 60% منه عبر القناة بحسب إحصاءات عام 2020.
400 مليون دولار فاتورة انسداد القناة
نشر مركز الإمارات للسياسات، ورقة بحثية، بشأن العواقب الاقتصادية التى تهدد دول العالم التى تملك تجارة عالقة فى قناة السويس. وكشف تعطُّل سفينة الحاويات العملاقة «إيفر جيفن» فى قناة السويس، عن عدد من الأبعاد المرتبطة بهذا الحادث النادر فى هذا الممر المائى الحيوى، أهمها خطأ أو سوء تقدير من جانب السفينة. ويبلغ طول سفينة الحاويات «إيفر جيفن» العالِقة فى قناة السويس، 400 متر وتزن حمولتها 220 ألف طن، وقد كشفت صور التقطت بواسطة الأقمار الصناعية، ونشرتها وكالة «نوفوستي» الروسية، عن مسار دائرى وغير مفهوم سلكته السفينة فى البحر الأحمر قبل دخولها ممر القناة. ومن جهة أخرى، لوحظ أن حادث سفينة «إيفر جيفن» فى قناة السويس هو الحادث الثانى الضخم الذى تواجهه فى السنوات الأخيرة، إذ سبق أن اصطدمت السفينة، التى شُيدت فى 2018، بعبّارة صغيرة رأسية فى نهر «إلبه» بمدينة هامبورج الألمانية عام 2019، وبررت السلطات الأمر آنذاك برياح قوية. ووفقاً ل«بلومبرج» فإن التقارير المبدئية تشير إلى أن تكلفة انسداد القناة تبلغ نحو 400 مليون دولار فى الساعة الواحدة، بناء على حسابات تشير إلى أن حركة المرور المتجهة غرباً تبلغ قيمتها نحو 5.1 مليار دولار فى اليوم، وحركة المرور المتجهة شرقاً تبلغ 4.5 مليار دولار تقريباً. وقد أحدث توقف قناة السويس اضطراباً نجم عنه ارتفاع فى تكاليف الشحن لناقلات المنتجات البترولية إلى المثلين تقريباً هذا الأسبوع، وتحويل سفن عدة مسارها بعيداً من المجرى المائى الحيوى. ثمة خطر كبير آخر يتمثل فى ازدحام الممرات المائية الأخرى حول العالم، وتكوُّن نقاط اختناق مع تكدُّس المزيد من السفن على طول قناة السويس وقناة بنما ومضيق هرمز ومضيق ملقا فى جنوب شرقى آسيا.