عقدت نقابة المحامين، أمس، جلسة حلف اليمين القانونية للمحامين الجدد لشهر مارس الجاري، برئاسة نقيب المحامين رجائى عطية، وحضور الأمين العام للنقابة حسين الجمال. وقال نقيب المحامين: إن المحامى يحلق خارج السرب ويجب أن يكون معتدًا بنفسه، كما أن المحاماة علم بالقانون، وخلق، وعلم بالمعارف فى شتى بحورها، ومن يقرأ كتابى رسالة المحاماة سيجد أننى متشبع بهذا كله وراغب فى نقله للأجيال. وذكر نقيب المحامين: «حينما نقول دائمًا على الأستاذ أحمد الخواجة -رحمه الله- إنه نقيب النقباء، فأناس كثر يأخذونها بشكل سطحى لأنه كان نقيبًا مدة طويلة، وأتيح لى أن أتصدق وإياه ويفصلنا فى التخرج والسن عشر سنوات وإلى آخر يوم فى حياتى أوقره وأبجله، وسأقول لكم لماذا كان عظيمًا وستنقضى السنون والأعوام دون أن تهتز مكانته، لأنه كان محاميًا بمعنى الكلمة، وجدته حاضرًا فى القانون المدني، حاضرًا فى قانون المرافعات، حاضرًا فى القضايا الجنائية وما يتعلق بها من قانون عقوبات، وإجراءات جنائية، واستنباط وحجه». ووجه «عطية» حديثه للمحامين الجدد قائلًا: «أنتم أمام تحد كبير جدًا ولكى تشقون طريقكم فى المحاماة لابد أن تبذلوا الجهد كى يحدث النمو والاقتراب من سقف المحاماة الحقيقى وذلك من خلال القراءة والتأمل والتفكير». وأردف: «كل العظماء فى كل المجالات كانوا من المحامين أو خريجى كليات الحقوق أمثال: الرئيس محمد نجيب، الأمين العام للأمم المتحدة الدكتور يوسف بطرس غالي، عظماء الأدب والصحافة: محمد حسين هيكل، يحيى حقي، توفيق الحكيم، محمد التابعي، إحسان عبدالقدوس، وفكرى باشا أباظة». قال حسين الجمال، أمين عام نقابة المحامين: إن حلف اليمين شرط أساسى من شروط القيد بنقابة المحامين، كما نص قانون المحاماة، مؤكدًا أن القسم له أهمية ومعان جليلة يجب أن يعيها كل محام، وأنه ليس عبارات تردد خلف النقيب العام، فهو يمثل نقلة فى حياة خريجى كليات الحقوق ينطلقون منها إلى مرحلة جديدة ليصبح يومًا تاريخيًا محفورًا فى ذاكرتهم طوال حياتهم. وأضاف فى كلمته بجلسة حلف اليمين للمحامين الجدد، التى عقدت بقاعة مؤتمرات اتحاد عمال مصر: إن مهنة المحاماة تضيف للمحامى العلم والفصاحة، وتجبره على أن يعمل لثقل مهاراته، ينهل من العلوم ليستطيع ممارسة المحاماة، وأن مهنة المحاماة أساسها الأخلاق، والعلم والمعرفة، والقدرة على الإقناع، إلى جانب التزام الكلمة الحسنة والمظهر المشرف، مشددًا على احترام كبار رجال المهنة وشيوخها. وتابع «الجمال»: « إن المحامى مسئول عن سلوكه وتصرفاته فهو محل نظر المجتمع، واعتزاز المحامى بنفسه ضرورى، وينبغى أن يتحلى بمكارم الأخلاق، التى هى من صفات الرسول صلى الله عليه وسلم، حيث قال له رب العزة «وإنك لعلى خلق عظيم»، وعليكم احترام النفس، والاعتزاز بالشخصية، ومعرفة كيفية التعامل مع كافة أطراف العدالة وفئات المجتمع المختلفة». وأشار إلى «أن الأخلاق هى أساس نجاح المحامي، فهى تمنحه إمكانيّة اختيار السلوك الصادر عنه، وتحديد شكله، ما يعنى الإسهام فى تشكيل شخصيته، وتحديد أهدافه فى الحياة، فالمحاماة ليست مجرد عمل يؤديه المحامى فقط يتصل بالقانون، بل تتعلق بواقع المجتمع وشتى جوانبه، فالمحامى هو من يحدد الوصف القانونى للواقعة التى تنظرها المحكمة، ويعتمد فى ذلك على ما اكتسبه من علم ومعارف تجعله قادرًا على البيان والارتجال وإقناع هيئة المحكمة، وزعزعة عقيدتهم».