تنشط دول العالم حاليا ومنها مصر، حاليًا، وقبيل اليوم العالمى للإقلاع عن التدخين مايو المقبل، فى حملات التوعية ضد التدخين، وضرورة الإقلاع عن استهلاك التبغ بكل منتجاته، حفاظًا على الصحة العامة، وخاصة فى ظل انتشار جائحة فيروس كورونا المستجد، والتى تضاعف من الآثار السلبية على مستهلكى التبغ، وتتسبب فى ارتفاع الوفيات والإصابات بالفيروس، نتيجة تليف الرئتين، وهى المصدر المباشر والمستهدف من الفيروس، حيث يهاجم الجهاز التنفسى بضراوة شديدة، ويفتك بكل من يواجه مرضًا مزمنًا فى الصدر. وطبقًا لأحدث الإحصائيات الرسمية الحكومية، تبلغ نسبة السكان المدخنين فى مصر 27.9%، ورصد الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء، وجود 11 مليون مدخن فوق سن 15 عامًا، وتتراوح النسبة الأكبر فى الفئة بين 45 و54 سنة، إضافة إلى 30 مليون شخص مدخن سلبى، ويصابون بأمراض خطيرة، أهمها الجهاز التنفسي، والقلب، والسكتة الدماغية، والجهاز الهضمى والكبد، والنظر، والجلد وغيرها، وتنفق عليها الدولة أكثر من 4 مليارات جنيه سنويا، ويبلغ عدد الوفيات سنويا بسبب أمراض التدخين تبلغ 171 ألف حالة، مما يستدعى تدخلًا عاجلًا، وتكثيف حملات التوعية والتثقيف لمستهلكى التبغ للإقلاع عن التدخين. وطبقا لوزارة الصحة المصرية، فإن أكثر من 30 عيادة للإقلاع عن التدخين منتشرة فى ربوع مصر، تعمل ضمن مبادرة الرئيس عبدالفتاح السيسى لدعم الحياة الصحية رافعة شعار «100 مليون صحة» وذلك تحت اسم «صحتنا فى أسلوب حياتنا». تلك العيادات تتواجد بمستشفيات الصدر، وبعض مستشفيات الصحة النفسية، وتعمل يوميًا من 9 صباحا حتى 12 مساءً، وتقدم التوعية بأضرار التدخين، والكشف على إصابات الرئة وتوفير العلاج من خلال عيادات الصدر، والدعم النفسى لمساعدتهم فى الإقلاع تدريجيا عن السجائر وكل أشكال التبغ الضار بالصحة، وكذلك التعريف بأسلوب الغذاء الصحي، وضرورة ممارسة الرياضة، وهو ما اعتبرته جمعيات المجتمع المدنى العاملة فى مجال مكافحة التدخين، فكرًا إيجابيًا جديدًا لتعزيز صحة المصريين، خاصة أن جسم الإنسان يحتاج إلى 3 أشهر فقط للتوقف عن النيكوتين والعلاج الكامل من التدخين، ويتم الإقلاع عن التدخين، من خلال خطة لسحب النيكوتين من جسمة، تبدأ بتقليل عدد مرات الاستهلاك اليومى تدريجيا إلى أن يقلع عنه تمامًا. وهناك مطالب بضرورة تفعيل واستمرار عمل تلك العيادات، وتوفير الأدوية المساعدة الإقلاع عن التدخين بها، لكى تقوم بدورها على أكمل وجه، وتؤدى الهدف من إنشائها. وفى الوقت ذاته، تواصل منظمة الصحة العالمية، وأمانة الاتفاقية الإطارية لمكافحة التبغ التابعة لها، جهودها، فى تفعيل «مبادرة التحرر من التبغ» التى أطلقتها المنظمة سابقا، ويتم تكثيف الجهود فى دول العالم الثالث والتى تعرف بأنها منخفضة ومتوسطة الدخل، حيث تقع فيها ما يقرب من 80% من الوفيات بسبب استهلاك التبغ، والذى يحتوى على 7 آلاف مادة كيماوية، تتسبب فى 250 ضررا، و69 منها تسبب السرطان. وقالت المنظمة بأن الهدف من حملاتها للامتناع عن التدخين، هو حماية الأجيال الحالية والمستقبلية من عواقبه الصحية المدمرة، وكذا المخاطر الاجتماعية والبيئية والاقتصادية لاستهلاك التبغ، ولذلك تعمل على توفير الإمكانيات للراغبين فى الإقلاع عن التدخين، حيث أعلن نحو 780 مليون شخص فى العالم، اعتزامهم الإقلاع عن استهلاك التبغ، ولكن 30% منهم فقط توفر لهم الإمكانيات لتحقيق ذلك، ولذلك أطلقت حملة تحت شعار «التزم بالإقلاع عن استهلاك التبغ أثناء جائحة كوفيد-19» تستمر لمدة عام، وستدعم الحملة 100 مليون شخص يحاولون التوقف عن التدخين، ويأتى ذلك استعدادًا لليوم العالمى للامتناع عن استهلاك التبغ 2021. وقال د. تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، مدير عام منظمة الصحة العالمية، أن التدخين «يتسبب فى هلاك 8٫71 ملايين شخص سنويا، وأن جائحة كورونا توفر الحافز المناسب لمستهلكى التبغ للتخلص من تلك العادة».