بدأ عدد من المسرحيين المستقلين فى اتخاذ خطوات إيجابية نحو إطلاق مبادرات جديدة تضمن للفنان المستقل العمل بلا قيود على مسارح الدولة منها مبادرة «احتلوا مسارح الدولة» وأخرى تطالب بتخصيص مسرح فى كل محافظة وغيرها، استطلعنا آراء هؤلاء المسرحيين لمعرفة مطالبهم وسبب ثورتهم على وزارة الثقافة. فى البداية تقول المخرجة عبير على: المطلب الذى كنا نلح عليه قبل الثورة هو دار أوبرا ملك، ولكن أعتقد حاليًا أن دائرة المطلب لابد أن تتسع فى أن تلتزم الوزارة بتخصيص مكان فى كل محافظة للمستقلين يحتوى على قاعة مسرح وسينما وجاليرى وفن تشكيلى، وأرى أن المطالب الضيقة لمجموعة بعينها لابد أن تنتهى وتنظر لمصلحة الفنان المستقل بشكل عام، ومن الضرورى أن تنتهى فكرة العداء الشديدة بين المستقلين والبيت الفنى للمسرح، حتى نبدأ العمل معًا فى ظل آلية جديدة. وتضيف: هناك مسارح عديدة بمصر ليس مسرح ملك فقط، فمطالبنا ليست مقصورة على مكان بعينه بل تتضمن كيفية إيجاد مركز إبداع فى كل محافظة يخصص للمسرح المستقل ثم إنشاء مجلس إدارة لفرق المسرح المستقل لمناقشة مطالبهم وتنظيم علاقتهم بالدولة، وأسعى خلال الفترة المقبلة لطرح هذه المبادرة على زملائى المستقلين حتى نتوصل إلى صيغة نهائية. لكن المخرج المسرحى هانى المتناوى صاحب دعوة «احتلوا المسارح» كان له رأى آخر حيث قال: أرى أن الفنان المستقل، هو فنان من حقه أن يعمل فى أى مكان بلا قيود لذلك جاءت مبادرتى «احتلوا المسارح» وهى عبارة تؤكد حرية عمل الفنان على سبيل المثال تجربة مسرح الهناجر خير دليل على ذلك إذ جمعت بين كل المواهب المسرحية سواء مستقل أو غير مستقل، لأن المسرح كان حريصًا دائمًا على إظهار وتدعيم أى موهبة حقيقية، وبعد الثورة التى جعلتنا نطالب بحقنا فى الشارع لابد أن تنتهى بأن نأخذ حقنا بالمسارح. ويضيف المخرج هانى عفيفى مسرح الدولة بكل قطاعاته سواء البيت الفنى للمسرح أو الهناجر أو مركز الإبداع كل هذه مسارح ملك للجميع ولا يجوز أن تكون حكرا على قطاع بعينه، فعلى سبيل المثال إذا كان مسرح الطليعة مخصصًا للتجارب الطليعية فما الأزمة فى فتحه أمام المستقلين أصحاب التجريب والتجريد فى المسرح وعرض تجاربهم به. ويقول: وإذا كانت مصر حاليًا تمر بأزمة صعود التيار الإسلامى فبالتأكيد لابد لنا كمسرحيين أن نعمل ونتكاتف معًا لتقديم أفضل ما لدينا من تجارب فنية حتى نشكل فى النهاية منتجًا قويًا ومحترمًا. وعن إمكانية حصولهم على مسرح الهناجر يقول: مسرح الهناجر هو قيمة مهمة استطاعت تجربته النهوض بفن المسرح فى مصر كما أنه منح المستقلين فرصة كبيرة فى إخراج طاقتهم الإبداعية فى وقت من الأوقات وتخرج فيه فنان مثل خالد الصاوى وخالد صالح كما زاره أكبر مخرجى المسرح فى العالم «بيتر بروك» و«روجيه عساف» وأتمنى أن يعاود تجاربه الإبداعية من جديد، لأننى صدمت من افتتاحه الضعيف واعتماده على نص مسرحى لا يساوى تاريخه الفنى الطويل ولا أعلم كيف ستكون سياسته بعد استقالة هدى وصفى. وتقول المؤلفة المستقلة رشا عبدالمنعم إذا كان هناك فصيل به أمل لتحريك المسرح فى مصر، فهو فى رأيى المسرح المستقل، لأنه للأسف البيت الفنى مكان أصبح منهارًا وإصلاحه سيأخذ وقتًا طويلاً، لذلك إذا كان المستقلون حاليًا هم القادرون أكثر على الإبداع فلماذا لا يحصلون على حقهم فى ذلك. فإذا كنا لا نتحدث عن البيت الفنى للمسرح فهناك على سبيل المثال أماكن أخرى غير مخصصة لفرق بعينها مثل مسرح الهناجر ومركز إبداع القاهرة ومركز إبداع إسكندرية، وأوبرا ملك التى وعدنا بأخذها من قبل ولم تنفذ هذه الوعود حتى الآن لذلك لابد أن تكون هناك مبادرات وحوارات حول عمل بروتوكول ينظم التعامل مع هذه الأماكن أو حتى مع مسارح الدولة وإذا لم تفلح سنحتل المسارح. وتضيف: هناك مبادرة نسعى إلى طرحها قريبًا كمسرحيين من كل الفصائل وليس مسرح مستقل فقط بعنوان «نكون أو لا نكون» هذه المبادرة أساسها إصلاح المسرح المصرى بشكل عام وتجاوز المسميات والتعامل مع المسرحيين ككيان واحد حتى ننظم آلية الدعم والتعامل بيننا وبين الدولة.