تراجع فريق ليفربول مع المدرب الألمانى يورجن كلوب إلى المركز الرابع فى ترتيب الدورى الإنجليزى «بريميرليج»، فيما تحدّث الألمانى أخيراً عن أولوية الفريق بالتأهل إلى دورى أبطال أوروبا من خلال احتلال أحد المراكز الأربعة الأولى، وفى ظل موسم ملىء بالمفاجآت، ملاعب فارغة وأجندة مزدحمة، يصعب أن يكرر فريق ما صنعه ليفربول الموسم الماضى عندما أحكم قبضته على الدورى من بدايته حتى نهايته، برغم ذلك، لا يزال ليفربول الرابع على بعد أربع نقاط فقط من الصدارة، ويمكنه بالتالى العودة إلى موقعه الطبيعى إذا وجد الحلول المناسبة لمشاكله. كانت خسارة قلب الدفاع الهولندى فيرجيل فان دايك فادحة، بعد تعرضه لإصابة خطيرة بركبته أبعدته طويلاً عن الملاعب، نظراً لموقعه ودوره الرئيس فى دفاع ال«ريدز»، وإلى غياب العملاق فان دايك، أصيب أيضاً جو غوميز زميله فى قلب الدفاع وغاب لفترة طويلة، فيما يعانى الكاميرونى جويل ماتيب من مشاكل فى اللياقة البدنية، وعلى غرار اضطرار مانشستر سيتى للاستعانة بلاعبى وسط فى مركز قلب الدفاع، أجبر كلوب على إرجاع البرازيلى فابينيو والقائد جوردان هندرسون للوقوف أمام مرمى الحارس البرازيلى أليسون بيكر. ورغم الغيابات الكثيرة فى خط الدفاع، تلقى ليفربول ثمانية أهداف فى 13 مباراة منذ إصابة فان دايك، لكن تلك الصلابة الدفاعية تحققت على حساب أداء هجومى كان رمز ليفربول فى السنوات الأخيرة، إذ غابت الطمأنينة التى يشكلها فان دايك وغوميز فى الخلف، بالإضافة إلى قدرة فابينيو وهندرسون على افتكاك الكرات فى خط الوسط، لتعرقل الإصابات أيضاً خط المقدمة لدى ليفربول، إذ طرقت باب البرتغالى ديوغو جوتا الذى كان يحقق بداية لافتة فى ملعب «أنفيلد». بعد قدومه من ولفرهامبتون واندررز، سجل جوتا (24 عاما) سبعة أهداف فى أول تسع مباريات، ومنذ اصابته بركبته فى دورى الأبطال ضد ميدتيلاند الدنماركى المتواضع، باتت خيارات كلوب محدودة لمساعدة الثلاثى المصرى محمد صلاح، السنغالى ساديو مانى والبرازيلى روبرتو فيرمينو، ودخل ثلاثى الهجوم تاريخ ليفربول بعد انتزاعه لقباً طال انتظاره الموسم الماضى فى الدوري، وقبل ذلك قاد الفريق لإحراز دورى أبطال أوروبا عام 2019. كان الثلاثى علامة فارقة فى الكرة الأوروبية فى المواسم القليلة الماضية، فنجح بتسجيل 248 هدفاً فى أربعة مواسم، لكن مع إصابة جوتا، حصل الثلاثى على فترة راحة قليلة ضمن أجندة مزدحمة بسبب تداعيات فيروس كورونا المستجد، وللمرة الأولى منذ 2005، لم يسجل ليفربول، حامل لقب الدورى 19 مرة مقابل 20 لمانشستر يونايتد صاحب الرقم القياسى، فى ثلاث مباريات متتالية فى الدورى، وبموازاة ذلك، تم تفسير حديث صلاح الأخير لصحيفة «آس» الإسبانية بأن مستقبله مع ليفربول بيد إدارة النادى، كأنه دعوة لريال مدريد الإسبانى كى يطرق بابه، وكان صلاح قد عبّر عن اعتراضه لعدم منحه شارة القائد ضد ميدتيلاند فى دورى الأبطال، ليعزز الشكوك حول إمكانية رحيله. خاض ليفربول معركة طاحنة على لقب الدورى فى موسم 2018-2019 انتهت بفارق نقطة لرجال الإسبانى جوسيب جوارديولا، وبعد إحرازه 97 نقطة فى ذلك الموسم، سجل ليفربول رقماً قياسياً شخصياً الموسم الماضى حاصداً 99 نقطة، كما بلغ نهائى دورى أبطال اوروبا مرتين فى آخر ثلاثة مواسم، فى ظل أجواء ملتهبة على مدرجات ملعبه «أنفيلد» وجماهيره المتعطشة، لكن مع غياب الجماهير التى تشكل عصباً حديدياً للنادى.