ما زال العالم يواجه عدوا غامضا مع دخول وباء كورونا المستجد عامه الثانى رغم السباق المحموم بين الحكومات لتوفير اللقاحات، إذ شهدت بريطانيا حالة أشبه بالهروب الجماعى من العاصمة لندن وشرق وجنوبإنجلترا إثر فرض حظرًا صارمًا من الدرجة الرابعة بسبب انتشار سلالة جديدة من «كوفيد -19» تتسبب فى تضاعف الإصابات بنسبة 200% مما يهدد بكارثة وبائية تهدد العالم مع العام الجديد. وصدم مات هانكوك وزير الصحة البريطانى العالم أن السلالة الجديدة من كورونا خرجت عن السيطرة، وانتقد سكان لندن واصفًا سلوكهم بغير المسئول لفرارهم من العاصمة بعد أن ألغى بوريس جونسون رئيس الوزراء احتفالات عيد الميلاد لما يقرب من 18 مليون شخص فى جنوبإنجلترا. بدورها أكدت منظمة الصحة العالمية أمس رصد تفشى السلالة الجديدة من فيروس كورونا التى ظهرت فى بريطانيا فى ثلاث دول أخرى. وحظرت كل من هولندا وألمانيا الرحلات القادمة من بريطانيا خوفًا من تفشى السلالة المتحورة. وقالت ماريا فان كيرخوف، الخبيرة فى الأمراض الطارئة المعدية بالمنظمة إن تلك الدول هى الدنمارك وهولندا، وكذلك أستراليا حيث سجلت حالة إصابة واحدة بالسلالة الجديدة. وتناقلت وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعى صورا لتدافع المسافرين فى محطات القطار الرئيسية بالعاصمة لندن للهروب فى رحلات صوب المناطق الشمالية، الأمر الذى اعتبره وزير الصحة أنهم سوف يجلبون السلالة المتحورة إلى شمال البلاد. انتقد مستخدمو تويتر من الشمال والغرب حشودًا كبيرة تقف فى طابور فى محطة سانت بانكراس بلندن للصعود إلى آخر قطار متجه إلى ليدز ليلة أمس واصفين إياهم ب«غير المسئولين» و«الجرذان الطاعونية». وحذر هانكوك أن الشرطة ستضع حواجز على الطرق ومنع العائلات من ركوب القطارات فى محاولة لوقف انتشار الطفرة الجديدة فى أنحاء البلاد، مؤكدًا إنه سيتم نشر المزيد من ضباط شرطة النقل البريطانية «لضمان القيام بالرحلات الضرورية فقط». وبموجب القرار يتعين على الأنشطة غير الضرورية والصالات الرياضية ودور السينما والكازينوهات ومصففى الشعر - أن تظل مغلقة وعلى الفور توالت الانتقادات على جونسون بسبب «التضارب والارتباك»، حيث دعا نواب حزب المحافظين إلى استقالات مجلس الوزراء. واضطر جونسون إلى تغيير قراراته بسرعة بعد أن أكدت السلطات الصحية أن السلالة الجديدة تسببت فى ارتفاع الإصابات بنسبة 200٪. وكانت المنطقة الأكثر تضررا هى روتشفورد، إسيكس، حيث زادت الحالات بنسبة 207% بينما سجلت لندن ارتفاعًا بنسبة 150%. وحذر السير باتريك فالانس، كبير المستشارين العلميين فى بريطانيا من أن الفيروس قد انطلق إنه يتحرك بسرعة. قال عالم الأوبئة جون إدموندز «هذه أسوأ لحظة للوباء بسبب العدوى غير العادية للسلالة الجديدة». وحذرت صحيفة الأوبزرفر أن السلالة الجديدة من كورونا تدفع بريطانيا نحو إغلاق كامل وموجة ثالثة من الوباء. وأكدت أن السلالة الجديدة تسببت فى نحو 1200 إصابة خلال الأيام الخمسة الماضية. وأظهر التحليل الجينومى أنها تحتوى على طفرات تم رصدها فى جنوب وشرقى انجلترا تؤثر على مستقبلات الخلايا البشرية التى تؤدى لارتباط الفيروس بها ولذلك أصبحت أكثر قابلية للعدوى. وفى الولاياتالمتحدة انطلقت عملية توزيع اللقاح ضد كورونا الذى طورته شركة «موديرنا» الأمريكية، ضمن إطار حملة تطعيم موسعة فى البلاد بهدف تطعيم 20 مليون شخص قبل نهاية 2020. وتعتزم السلطات توفير اللقاح أولا للفئات الأكثر عرضة للخطر مثل كبار السن فى دور رعاية المسنين والكوادر الطبية.