«زواج التجربة» هى مبادرة أطلقت منذ فترة تم إثارتها مجددا عقب إعلان دار الافتاء عن تلقيها ما يقرب من 4500 سؤال فى الطلاق شهريا ، لتظهر حالة من الجدل حول مشروعية كتابة وقت أو مدة فى وقت الزواج يلزم الطرفين باستمراية الزواج خلال تلك المدة، بحيث يتقيد الطرفان بشروط للالتزاوم بالزواج. فكرة «زواج التجربة» طرحها المحامى الدكتور أحمد مهران، مدير مركز القاهرة للدراسات السياسية والقانونية وحقوق الإنسان بهدف الحد من انتشار الطلاق، خاصة أن معدلات الخلع والطلاق زادت خلال السنوات الأخيرة مما جعل مصر تحتل المرتبة الأولى فى هذا الجانب، ووصل عدد المطلقات إلى 8 ملايين تقريبًا، مشيرًا إلى أن النسبة الأكبر لحالات الطلاق تقع بين حديثى الزواج الذين لا يستمر زواجهم أكثر من 6 أشهر أو سنة على الأكثر. وأوضح مهران، أن مبادرة «زواج التجربة» لحديثى الزواج أننا نقول لهم ضعوا فى اعتباركم أن الزواج تجربة مجتمعية وأنه لن يكون فى استطاعتكم الطلاق قبل مضى 3 سنوات، وإذا أراد أحد الطرفين إنهاء الزواج قبل مضى الثلاث سنوات سيتحمل المسئولية كاملة وسيتكبد كل الخسائر، فمثلًا إذا صمم الزوج على الطلاق يكون ملزمًا بإعطاء الزوجة نفقتها وعدتها ومتعتها وقائمة المنقولات والعفش والشقة أيضًا إذا كان هناك طفل، أما إذا كانت الزوجة هى التى تصمم على الطلاق فيجب عليها إعادة العفش والمهر والشبكة وكل الهدايا التى اشتراها لها الزوج. عقد مقدس بلامدة وحول وجهة النظر الشرعية يرى د.أحمد حسين عميد كلية الدعوة أن الإسلام لا يعرف مسمى زواج التجربة وانه نوع من الافتئات على الشرع والدين ولا دليل على جوزاه مؤكدا أن الزواج عقد مقدس ورباط يجمع بين اسرتين وعائلتين، وليس بين شخصين فقط .، كما ان عقد الزواج فى الإسلام مؤبد والعلماء قالوا لو إن الإنسان نوى فى نفسه الزواج لمدة معينة فهو نوع من أنوع التدليس. ولفت إلى أن أى عاقل مؤمن يعرف شرع الله لا يوافق على هذا الكلام الذى لا سند له من العقل والدين ولا واقع الأسر، وهو اتفاق باطل حيث لا يصح تحت أى بند تعطيل ما شرعه الله فى الزواج والطلاق، مؤكدا انه لا توجد امرأة توافق على هذه الفكرة التى تجعل الزواج إجبارا لمدة ثلاث سنوات وان يضع كل طرف شروطا يقيد الآخر ويجعل من الزواج صراعا وأوضح أن الله ما شرع الزواج إلا لاستقرار الحياة، كما أن الزواج ليس مشروعا تجاريا ولا لمجرد التجربة ، لافتا إلى ان ما نراه من عدم استمرار الزواج جاء بسبب إعراضنا عن التمسك بالقيم والمباديء، والأخلاق والتعاليمات التى تسبق الزواج وذهبنا إلى التفكير الساذج وغير المتزن، وتركنا ما أمرنا الله به عند الزواج من معايير فى الزوج والزوجة من حيث الأصل والدين والأدب، حيث أصبح بعض الآباء والأمهات ينظرون للزواج على أنه مشروع للاستعراض والتكسب، فظهرت تلك الصورة المخالفة للفطرة والشريعة. وشدد ان ما نواجهه اليوم من مشكلات فى الزواج سببها الإعراض عن الخطوات الإسلامية البسيطة التى تسبق الزواج، وأن نسب الطلاق العالية تحدث لأن كل طرف يريد أن يBخذ ما فى يد الآخر دون التفكير فى بناء أسرة، وما يحدث من طرح فكرة زواج التجربة هو بمثابة إعراض عن المشكلة الحقيقية فى الزواج والتفكير بصورة تتعارض مع شرع الله، فالزواج لا يعرف التوقيت، فالزوج والزوجة اصبحا مرتبطان برابط مقدس حيث قال تعالى: «وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِى ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ». تقييد غير جائز من جهتها تقول الدكتورة إلهام محمد فتحى شاهين، أستاذ العقيدة والفلسفة بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بنات القاهرة، والأمين العام المساعد لمجمع البحوث الإسلامية لشئون الواعظات : لقد راجعت كلام الدكتور أحمد مهران المحامى وصاحب مبادرة «زواج التجربة، والتى يدعو فيها إلى وضع شروط عند الزواج تمنع الطلاق قبل ثلاث سنوات، بهدف الحد من انتشار الطلاق فى المجتمع . وأرى أولا أن وضع شروط من كل من الزوجين فى عقد الزواج هذا بند موجود فى العقد بالفعل ومتاح للجميع فما الجديد الذى أتت به المبادرة ؟ إنه تحديد مدة ثلاث سنوات لا يحق للزوج فيه الطلاق ولا يحق للزوجة طلب الطلاق وهذا تقييد غير جائز لأنه أمر يحرم حلالا حيث إن الطلاق رغم كراهيته إلا أنه حلال وحق منحه الله للأزواج والزوجات ولا يجوز لأحد أن يمنعهما هذا الحق أو يسلبه منهما. أضافت أن تلك المبادرة لم توضح لنا الحل إذا نطق الزوج بلفظ الطلاق فى حال إغضاب الزوجة له وبناء على طلبها الطلاق منه والإلحاح فيه كما يحدث كثيرا، فإذا قال يقع الطلاق وهو واقع بالفعل فمن يتحمل الغرامات المالية المترتبة عليه الزوج الذى نطق أم الزوجة التى ألحت عليه، وإذا قال لم يقع فهنا يعيشون معا حياة محرمة حيث وقعت طلقة ولم يحتسباها وقد تقع ثانية وثالثة ورابعة بهذا الشكل ويعيشان فى حرام ويتم الاستهتار بلفظ الطلاق وما يترتب عليه الدكتورة سعاد صالح من جانبها ترفض كذلك فكرة زواج التجربة باعتبار أن الزواج ميثاق الغليظ حيث قال تعالى: «وأَخَذْنَ مِنكُم مِّيثَاقًا غَلِيظًا» والميثاق الغليط هو العهد الذى أُخِذ للزوجة على زوجها عند عقد النكاح، وما يتضمنه من حق الصحبة والمعاشرة بالمعروف، والميثاق الغليظ يقتضى حسن المعاشرة بين الزوجين، والصدق، والتضحية، والبذل، والوفاء والحب، والتفاهم. أضافت أن الإسلام وضع شروطًا للزواج لكى يستمر بغض النظر عن مسألة الطلاق من عدمه، ومن هذه الشروط أن يكون عقدًا مؤبدًا وبذلك يخالف عقد زواج المتعة المؤجل لمدة معينة، وعليه فإن الزواج إذا كان بينة الطلاق فهو زواج فاسد كما أنه لا يجوز عقده على أساس التقيد به مدة محددة كتقييد حق الزوج فى الطلاق خلال الثلاث سنوات التى تشترطها مبادرة «زواج التجربة» باعتبار أن هذا يخالف الشرع الذى يرفض أية مدة فى عقد الزواج.