الأطفال هم جيل الغد وزهرة الحياة نعيش من أجلهم نسعد بهم، ولقد أرسى نبى الرحمة أسساً للمعلمين والمربين ، ومن هذا فهم نفسية الطفل وتحبيبهم فى اللعب المباح ، فمن الأمور التى تعتبرها المدارس الحديثة ذات فائدة ونفع فى تعليم الطفل وأكثرها أهمية لقربها إلى نفسية الطفل وتكوينه السيكولوجى، التعليم بالألعاب وتشجيع الاطفال على تنمية مهاراتهم. و قد أقر هذا النهج رسول الله وعمل به ومن القصص التى تؤيد ذلك حديث أنس قال: كان النبى صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خلقاً، وكان لى أخ يقال له أبو عمير، وكان إذا جاء قال: «يا أبا عمير ما فعل النغير». والنغير تصغير لكلمة نغر وهو طائر كان يلعب به، فربما حضر الصلاة وهو فى بيتنا، فيأمر بالبساط الذى تحته فيكنس وينضح، ثم يقوم ونقوم خلفه فيصلى بنا، وفى هذا توجيه وإرشاد للمدرسين والمربين بفهم سيكولوجية الطفل ومراعاة الفروق الفردية بينهم. ثانيا: توجيه النصيحة فى كلمات يسيرة سهلة، فقد جاء فى الحديث عن عبدالله بن عباس رضى الله عنهما أنَّه ركِب خلفَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يومًا، فقال له رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: يا غلامُ، إنِّى مُعلِّمُكَ كلماتٍ: احفَظِ اللهَ يحفَظْكَ، احفَظِ اللهَ تجِدْه تُجاهَكَ، وإذا سألتَ فاسألِ اللهَ، وإذا استعَنتَ فاستَعِنْ باللهِ،...الحديث ولقد حفظ عبدالله بن عباس تلك الكلمات ووعاها جيدا حتى كان من كبار مفسرى القرآن الكريم زمن الصحابة حتى أدخله سيدنا عمر فى جملة كبار الصحابة ،فكأن الصحابة كرهوا ذلك فقال بعضهم: لم تُدخل هذا الفتى معنا، ولنا أبناء مثله، فقال: إنه ممن قد علمتهم، فقال: ما تقولون ( إذا جاء نصر الله والفتح، ورأيت الناس يدخلون) حتى ختم السورة، فقال بعضهم: أُمرنا أن نحمد الله ونستغفره إذا نُصرنا وفُتح علينا، وقال بعضهم لا ندري، ولم يقل بعضهم شيئاً، فقال لى: يا ابن العباس أكذلك تقول؟ قلت: لا، قال: فما تقول؟ قلت: هو أجل رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلمه الله له «إذا جاء نصر الله والفتح» فتح مكة، فذاك علامة أجلك ( فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان تواباً ) قال عمر ما أعلم منها إلا ما تعلم. ومن المهم مناقشة الطفل وطلب رأيه فيما يسمعه من أحداث مع توضيح ما غمض عليه منها وفقاً للمرحلة العمرية التى يمر بها. ثالثاً:احترام مشاعر الأطفال والبحث عن أسباب اكتئابهم وحزنهم ، فمن أخطر الأمور التى قد تصيب الطفل بالتوحد والاكتئاب إحساسه بالعزلة والقهر والاضطهاد نتيجة سلوكيات خاطئة أو ظروف اجتماعية قاسية إضافة لما سبق علينا ان نحذر من الكذب على أطفالنا فى أى أمرٍ من الأمور فالطفل شبه الاسفنجة يمتص من والديه ومعلميه ما يشاهد ويسمع.