رئيس هيئة متحف الحضارة: الموكب سيجعل مصر محط أنظار العالم وسيحقق دعاية «بمليون دولار» حوار وجولة وتصوير - علاء الدين ظاهر
تمتلك مصر حضارة على قدر كبير من التنوع والثراء بالكنوز الأثرية والتاريخية من مختلف العصور التى مرت على هذا الوطن،وهو ما يمكن تتبعه والتعرف عليه هناك على ضفاف بحيرة عين الصيرة، حيث ينتظر كثيرون بشغف ولهفة افتتاح المتحف القومى للحضارة المصرية،والذى أكد الدكتور خالد العنانى وزير السياحة والآثار أن افتتاحه كان مقرراً فى 2011-2012 لكنه توقف بسبب أحداث يناير 2011، ويمكن لزواره عند افتتاحه التعرف على الحضارة المصرية العريقة بمختلف عصورها. وفى «روز اليوسف »قررنا زيارة المتحف لرصد آخر ما تم فيه من أعمال قبل افتتاحه قريباً والحدث الأبرز وهو نقل المومياوات الملكية إليه من متحف التحرير،وهو ما سألنا عنه الدكتور خالد العنانى قبل زيارتنا، وقال لنا إن المتحف المصرى بالتحرير لن يموت بعد نقل المومياوات الملكية منه، لافتا إلى أنه ستكون هناك بطاقة تعارف تحكى قصة التابوت والمومياء بداخله فى قاعة المومياوات الملكية بالحضارة، وموكب المومياوات قائم على وجود ناس فى الشوارع تشاهد ملوك مصر وهم ينتقلون من التحرير إلى الفسطاط، وسيكون مشهدًا مبهرًا. كشف الدكتور أحمد غنيم الرئيس التتفيذى لهيئة المتحف القومى للحضارة المصرية أن موكب نقل المومياوات الملكية قريبًا جدًا، والذى سيمثل ما يوازى مليون دولار دعاية، حيث سيجعل الموكب المتحف محط أنظار العالم كله بما فى ذلك الزائر المصري،والذى لا يعرف عن المتحف حتى الآن سوى القليل، وسيبدأ هنا التساؤل، ما هو هذا المتحف، وسيبدأ الفضول ناحية المتحف يتحرك، وهو ما سيجعل الزائر يأتى إلى المتحف لزيارته، عدد المومياوات التى سيتم نقلها 22 مومياء ملكية، منها 18 مومياء لملوك و4 مومياوات لملكات،من بينها مومياوات الملك رمسيس الثانى، والملك سقنن رع، والملك تحتمس الثالث، والملك سيتى الأول، والملكة حتشبوت، والملكة ميريت آمون زوجة الملك آمنحتب الأول، والملكة أحمس-نفرتارى زوجة الملك أحمس. وقال غنيم إن المتحف طبقا لما أكده الدكتور خالد العنانى وزير السياحة والآثار تحول لهيئة اقتصادية بموجب القانون 10 لعام 2020 ويحتاج لتغيير الفكر وإحداث انطلاقة اقتصادية فى المكان، وهناك فى الهيكل المشكل فى القانون نائب للشئون الأثرية، والأثرى له احترامه وتقديره «ومن غيره ما نقدرش نشتغل بالأساس»، ولكن هناك بعد آخر خاص بالإدارة والتسويق والتخطيط والتعامل مع مستثمرين،مما جعلنى أقبل بتولى مسئولية المشروع، خاصة أننى متخصص فى الاقتصاد وعملت مستشارا ثقافيا لمصر فى ألمانيا والنمسا 4 سنوات وبالتالى لست غريبا على الشأن الثقافى. وهذا المكان ليس مجرد متحف فقط بل هو منارة ثقافية وحضارية ومشروع قومى لمصر،وبه قدر هائل من الطاقة الكامنة لم تستغل بعد سواء من الأصول البشرية أو الأصول المادية، والأصول البشرية أقصد بها العاملين بالمتحف والذين نتيجة تغير الظروف لم يحصلوا على الفرصة الكاملة لإظهار قدراتهم وما لديهم من إمكانيات،والأصول المادية بالفعل «حاجة ما حصلتش» ومبهرة، والمشروع اقترب أن يقف على قدميه، وتابع: لا زلت تحت عباءة صندوق النوبة وتطور العمل أوجد مستجدات،وتحول المتحف الى هيئة سيخرجه من عباءة الصندوق لتنشئ هيئة للمتحف وتؤسسها، والمشروع يتضمن كثير من المفردات الأثرية والتسويقية وعليك أن تديرها بما يحقق صالح الآثار، ويتوافق كذلك مع الفكر الطموح للمتحف كهيئة اقتصادية والتعامل مع المستثمرين، وعلى أنا كرجل اقتصاد إذا لم أحقق ربحًا فعلى الأقل أجعل الخسارة إن وجدت فى أقل معدلاتها، وكل هذه الأبعاد قد لا يعيها الأثريون جيدا بحكم أنهم أثريون متخصصين، وأنا كذلك كرجل اقتصاد لا أفهم عملهم الأثرى كما يفعلون هم،خاصة أنهم مهرة بالفعل، وهو ليس مجرد متحف بل أكبر من ذلك بكثير، هو منارة ثقافية وخليط من مكتبة الإسكندرية على حديقة الأزهر ودار الأوبرا بجانب كونه متحفا، ولو روجنا له فى هذا الإطار سيحقق نتائج إيجابية كبيرة. وقال غنيم أنه حريص على متابعة العمل فى كل جوانب المتحف لضبط ما يحتاج ودفع ما هو يسير جيدا دون عقبات، ورفع الروح المعنوية للعاملين وهم كفاءة بشرية عالية جدا فى جميع المجالات،وألتقى بكثيرين لأستمع لأفكار ومنهم مستثمرين وفنانين ومتخصصين فى التراث وأساتذة جامعات، لأن هذا المكان كبير جدا ومن صعوبته وصف هويته وتحديد من هو الزائر الذى سيأتى هل أجنبى أم مصرى ولو مصرى أى فئة، وهو ما سيبنى عليه كثير من الجوانب خاصة الخدمات ومن ستقدم لهم كذلك الخدمات الثقافية التى سيقدمها المتحف والأعمار التى ستتلقى هذه الخدمات ومستوى الزوار الاجتماعى وتناسب هذه الخدمات لكل المستويات، والجزء الخارجى خاصة البحيرة من الأفضل يديره مستثمر تحت إشراف ومتابعة من الآثار، وفى الداخل هناك خدمات سيديرها مستثمر وجزء تحت سلطاتنا لرفع البعد الشكل الثقافى الذى ستقدم فيه وهو ما سيجلب ربحا بعد ذلك. وتابع غنيم أن حجم التحديات كبير خاصة توقف العمل لفترة طويلة،والدكتور خالد العنانى وزير السياحة والآثار لا يتأخر عن المتحف فى أى دعم، ووراء ذلك الدعم السياسى من الدولة «وربنا معانا» وهذا المكان مستمر إن شاء الله، ولو بيننا وبين المتحف المصرى الكبير تنافس وغيرة فهى غيرة حسنة، وكل منا يسعى لأن يكون كما هو مخطط له، ونحن منارة ثقافية وتفردنا يكمن فى التنوع الحضارى ونوعيات الآثار التى ستعرض فى المتحف والعصور التى تنتمى إليها. وأوضح غنيم أن منظمة اليونسكو تؤدى مساهمات ومساعدات للمتحف حتى الآن، خاصة رفع كفاءة العاملين فى المتحف، والذى يملك أصولا بشرية فى منتهى الكفاءة لكنها تحتاج لرفع المهارات الإدارية،كذلك اليونسكو تساعدنا فى إنشاء موقع أليكترونى محترف، وهو دعم فنى ورفع كفاءة عاملين وجهزة،حيث أن اليونسكو لا تعطى دعما مالياً مباشرةً.
منارة متحف الحضارة على مساحة 33 فداناً قامت «روز اليوسف» بجولة فى المتحف القومى للحضارة، رصدنا خلالها منطقة بحيرة عين الصيرة والتى تحولت إلى مشهد بديع بعد ما كانت مرتعا للحيوانات النافقة والحشرات فى السابق،حيث تعد البحيرة من متضمنات مشروع إنشاء المتحف وتطوير المنطقة المحيطة به، وقال عنها الدكتور خالد العنانى وزير السياحة والآثار أن بحيرة عين الصيرة أمام المتحف كانت لونها أسود من القمامة وحولها الحشرات وتصدر منها روائح كريهة على مدار عشرات السنين، وحاليا اصبحت متنفسا وخلال اشهر ستكون حولها مطاعم وكافتيريات. المتحف يقع على مساحة 33 فداناً منها 130 ألف متر مربع فقط مبانى،ويضم مبنى الاستقبال الثقافى والخدمى والترفيهى من 3 طوابق، والمبنى الرئيسى يضم قاعة العرض المركزى وستعرض فيها حوالى 1500 قطعة بالاضافة الى حوالى 350 قطعة بقاعة العرض المؤقت،بجانب 9 قاعات عرض رئيسية،كم يضم المتحف أيضا مطاعم وكافتيريات مطلة على بحيرة عين الصيرة ومسرحا كبيرا وقاعة مؤتمرات ومحاضرات ومدرسة متحفية وبيت الهدايا لبيع إنتاج النماذج الأثرية من منتجات الوزارة، وخلال جولتنا نزلنا إلى البدروم والذى يضم قاعة سينما حديثة بها شاشات 3D وجراج يسع 600 سيارة ومنطقة بازارات ومحلات بها 42 محلاً تجارياً.. ومن أبرز ما يضمه المتحف أيضا 11 مخزناً للآثار على مساحة 20 ألف متر مربع تستخدم أحدث الأساليب العلمية العالمية فى تخزين الآثار، وهذه المخازن بها أحدث أساليب الحماية والتأمين خاصة التحكم فى الحرارة والرطوبة ومكافحة الحريق والإطفاء،كذلك هناك بالمتحف مركز لترميم الاثار مجهز باحدث الاجهزة العلمية للفحوص والتحاليل الخاصة بالاثار، وهو المتحف الوحيد فى مصر يحتوى على جهاز الكربون المشع (C14) ومعملا ل DNA، ووحدة تعقيم «انوكسيا» مجهزة بأحدث الأجهزة العلمية مثل تلك الموجودة بمتحف اللوفر بباريس، وعرض المالتيميديا من أهم المؤثرات البصرية فى العرض. 7 8 img-1 index WhatsApp_Image_2020-10-18_at_7_10_39_AM