لم تشهد مصر فى تاريخها الكروى مذبحة كالتى حدثت أمس الأول استخدم فيها جميع أنواع الأسلحة البيضاء سنج ومطاوى وسواطير وسكاكين وطلقات خرطوش ورصاص حى لذبح الأبرياء من شباب مصر.. مذبحة جديدة راح ضحيتها 75 شهيدا لتلحق بسلسلة المجازر التى روت فيها دماء الشهداء أرض مصر بداية من ماسبيرو ومجلس الوزراء ومحمد محمود لكن الجديد فى هذه المذبحة أنها جاءت بعيدة عن السياسة ولم يكن ذنبهم سوى تشجيعهم للنادى الأهلي. «روزاليوسف» التقت بالناخبين من الموت المحقق على أرض بورسعيد روى كل منهم رواية مختلفة فى الفرار من الموت ومعظهم أكد عبارة واحدة أنه يعجز عن التعبير من هول الفجيعة وما شاهده من رعب وإلى تفاصيل الحوار.. قال محمد مؤمن 38 سنة مقيم بمصر الجديدة إن جماهير الالتراس وصلت قبل موعد المباراة ب3 ساعات وما أن وطأت أقدامهم أرض بورسعيد انهالت عليهم الضربات من جميع الاتجاهات وتم التعدى على الأتوبيسات الخاصة بهم ورشقها بالحجارة والزجاجات وسط تهديدات من جماهير بورسعيد بإصدار إشارات وإيماءات تتوعد بذبحهم داخل أرض الملعب كل ذلك كان بعلم أجهزة الأمن ومدير الأمن الذى لم يشاهد المباراة إلا من داخل مكتبه وحضر إلى أرض الملعب بعد حدوث الكارثة بساعات، وأضاف أن رجال الشرطة تخلت عنهم وكان واضحا ذلك قبل بداية المباراة، وما أن اطلق حكم المباراة صافرة البداية حتى انهالت عليهم الشماريخ وعقب انتهاء المباراة وقعت الكارثة وانهالت عليهم الضربات بالسكاكين والمطاوى وتم إلقاء العشرات من أعلى المدرجات، إضافة إلى حرب شوارع وطعنات بالمطاوى وفر وكر، وأكد أنه نجا من الموت بالاختباء أسفل مقعد بالاستاد وفى نهاية الأحداث استقل سيارة أجرة وتمكن من الفرار. ويضيف هانى أحمد محمد 34 سنة هارب مصاب بعدة طعنات بالرأس والوجه والذراعين والجنب الأيمن إنه استطاع أن ينجو من الموت بأعجوبة، قال «أنا اتكتبلى عمر جديد أول إمبارح»، مؤكدا أن ثلاثة أشخاص حاولوا الإمساك به وطعنوه عدة طعنات وهو يجرى منهم حتى سقط على الأرض مغشيا عليه غارقا فى دمائه مؤكدا أن من أنقذه من تلك المذبحة هو انقطاع التيار الكهربائى حتى ساد الظلام يخفى جثث القتلى والمصابين وبعد أن فاق قطع ملابسه وضمد جراحه واستطاع الوصول إلى محطة القطار وعند دخول منزله انهارت والدته وزوجته وأطفاله فى حالة بكاء وتم نقله إلى مستشفى معهد ناصر لتلقى العلاج. ويضيف يوسف محمد عزب 20 سنة مقيم بروض الفرج مصاب بجرح قطعى بالرأس أكد أن أحد البلطجية طعنه بسنجة فى رأسه بغير ذنب رغم خسارة فريق الأهلى وفى بداية المباراة تم قطع الماء ولم يستطع المشجعون تناول كوب ماء وسط دماء تسيل من الوجوه والأجساد لم تجد من ينظفها أو يغسلها، وفى أثناء الأحداث الدامية تم قطع الكهرباء لتحدث الكارثة فى هول الظلام وكأنها جريمة مدبرة وقال إنه نجا من ذلك الموت بعد ما راح صوته وكأنه مشجع بورسعيدى فلم يتم تمييزه. ويقول محمد سمير 21 سنة مقيم بمدينة نصر مصاباً بطعنة بالذراع اليمنى أن البلطجية كانوا مدبرين مسبقا لتلك المؤامرة وتساءل كيف استطاعت هذه الأسلحة من سيوف وسنج ومطاوى الدخول إلى أرض الميدان بكل هذا الكم الكبير من الأسلحة وقال إنه نجا من الموت بتغيير ملابسه وارتداء فانلة النادى المصرى حتى لا يعرفه أحد من البلطجية، وأكد ذلك القول المصابان محمد أحمد يوسف ومحمد السيد أحمد اللذان تم علاجهما بمستشفى معهد ناصر.