تمر هذه الأيام الذكرى الثانية عشرة على رحيل شاعر المقاومة الفلسطينية محمود درويش الذى رحل عن عالمنا فى 9 أغسطس 2008 وحملت الكثير من قصائده القضية الفلسطينية فلُّقِب بشاعر الجرح الفلسطينى. وُلِدَ محمود درويش عام 1941 بقرية البروة ثم انتقل مع عائلته إلى لبنان بعد نكبة 1948 وعاد إلى فلسطين بعدها بسنتين متخفيًا ليجد أن قريته قد دُمِرت، فعاش فى قريته الجديدة ثم انتقل فى شبابه إلى موسكو للدراسة، وذهب ليعيش فى القاهرة ومنها إلى بيروت ثم تونسوباريس، قبل أن يعود ليعيش أواخر حياته فى مدينة عمان الأردنية ورام اللهالفلسطينية. ترك محمود درويش أكثر من 30 ديوان شعر ونثر و8 كتب، وتميز شعره بالوطنية حتى لقبوه بشاعر فلسطين وفى الوقت نفسه بالرومانسية والحنين الدائمين والحب، سواء كان حب الوطن أم غيره, أسهم محمود درويش فى تطوير الشعر العربى الحديث واكتسابه للرمزية أكثر. أتم محمود درويش تعليمه الابتدائى فى قرية دير الأسد بالجليل قبل أن يفر مع أسرته ضمن عشرات الآلاف من اللاجئين الفلسطينيين الذى هربوا من البلاد – أو طُرِدوا منها جراء القذف بالقنابل – عام 1947 إلى جنوبلبنان، لكن عاد بعد ذلك بعامين مع أسرته إلى البلاد متسللًا عن طريق دليل فلسطينى يعرف الطرق السرية للجليل انتقلت عائلته إلى قرية أخرى اسمها الجديدة وامتلكت فيها بيتًا، لكن محمود عاش فى حيفا لمدة عشر سنوات وأنهى فيها دراسته الثانوية. بعد الثانوية انضم للحزب الشيوعى الإسرائيلى وعمل فى صحافته محررًا ومترجمًا فى صحيفة الاتحاد ومجلة الجديد التابعتين للحزب نفسه، وترقى بعد ذلك لرئيس تحرير المجلة، كما اشترك فى تحرير جريدة الفجر. بدأ محمود درويش الشعر فى سن صغيرة فكانت أول قصائده وهو فى المرحلة الابتدائية، وفى تلك الفترة فى الوطن اتسم شعره بالتكون وبداية وعيه بقضية وطنه وانتمائه له تحت فبضة الاحتلال، واتسم عندها بالماركسية ومال للتيار الرومانسى فى الشعر العربى المعاصر مقتديًا بشعراء أمثال نزار قباني، وكان نصه الشعرى مباشرًا، حتى خرج ليعيش فى القاهرة ومن ثم بيروت فبدأ شعره فى أخذ طابع الثورية والاهتمام بالقومية العربية. ورويدًا رويدًا تطور أسلوبه فأخذ يستخدم دلالات شعرية أكثر واستخدم التاريخ والدين والأسطورة والأدب والحضارة أكثر من قبل بكثير. بدأ درويش فى الدخول فى مرحلة الوعى الممكن والحلم الإنسانى – خاصة فى باريس – بعدما فقد الأمل فى القومية العربية بعد الخروج من لبنان والحرب الأهلية هناك فساعده ذلك على الانفصال تدريجيًا عن خطابه الأيديولوجى المباشر. اعتقلته قوات الاحتلال الصهيونى مراتٍ عديدة بتهمة القيام بنشاطٍ معادٍ لدولة إسرائيل لآرائه السياسية وتصريحاته المعادية؛ فاعتقلوه خمس مرات أولها عام 1961 ثم 65 و66 و67 و69، كما فُرضت عليه الإقامة الجبرية حتى عام 1970. كانت تلك الفترة شديدة الصعوبة على الفلسطينيين عامةً وعلى محمود خاصةً. وقد مرت حياة محمود درويش بالعديد من المحطات منها المحطة الأولى: موسكو (1970): حيث حاول محمود درويش السفر إلى باريس عام 1968 لكن رفضت السلطات الفرنسية دخوله الأراضى الفرنسية لأن هويته غير محددة لجنسيته، فأعادته السلطات إلى الأراضى المحتلة. خرج بعدها عام 1970 متوجهًا إلى موسكو – عاصمة الاتحاد السوفييتى سابقا – للدراسة وكانت هذه أول غربةٍ له بعيدًا عن الوطن. كان طالبًا فى معهد العلوم الاجتماعية يسكن فى غرفة فى مبنى جامعي؛ أقام فى موسكو سنة واحدة وتعلم القليل من الروسية كى يستطيع الاندماج فى البيئة هناك لكن اصطدم بمشكلات الروس يوميًا حتى فقد ثقته بالشيوعية، وسقطت موسكو من نظره من مدينة «الفردوس» – كما صورها الإعلام – ليراها على حقيقتها مدينة عادية يعانى أهلها الحرمان والفقر ويعيشون فى خوف! المحطة الثانية: القاهرة (1972-1971): لم يتحمل محمود درويش الحياة فى موسكو فقرر الذهاب للقاهرة وهناك اتخذ قرارًا صعبًا بعدم العودة لفلسطين. أحب العيش فى القاهرة رغم بعده عن الوطن فهى على الأقل مدينة عربية بأسماء شوارع عربية وأناسٍ يتحدثون بالعربية، كما وجد نفسه بين الأدب المصرى الخالص. وعن هذه الفترة يقول: «وجدت نفسى أسكن النصوص الأدبية التى كنت أقرأها وأعجب بها. فأنا أحد أبناء الثقافة المصرية تقريبًا والأدب المصري. التقيت بهؤلاء الكتّاب الذين كنت من قرائهم وكنت أعدّهم من آبائى الروحيين، التقيت محمد عبد الوهاب، وعبد الحليم حافظ وسواهما، والتقيت كبار الكتاب مثل نجيب محفوظ ويوسف إدريس وتوفيق الحكيم. ولم ألتق بأم كلثوم وطه حسين، وكنت أحب اللقاء بهما». عينه محمد حسنين هيكل فى نادى كُتّاب الأهرام مع نجيب محفوظ ويوسف إدريس وعائشة عبد الرحمن فى مكتب واحد، وبجانب توفيق الحكيم فى مكتبٍ منفرد. فنشأت بينه وبينهم صداقة قوية. كانت القاهرة من أهم محطات حياته فى تجربته الشعرية حيث صادق الشعراء الذين كان يحبهم وتربى على شعرهم أمثال صلاح عبد الصبور وأحمد حجازى وأمل دنقل والأبنودي.المرحلة الثالثة: بيروت: (1982-1973): انتقل بعد ذلك لبيروت لتصبح ورشة أفكاره ومختبر تياراته الأدبية والفكرية والسياسية، ولسوء الحظ اندلعت الحرب الأهلية فى لبنان بعد فترةٍ من انتقاله فصار الدم والقصف والموت والكراهية والقتال فى لبنان ومات بعض أصدقائه هناك مثل غسان كنفاني، فتحول من الشعر العاشق الرومانسى لشعر الرثاء والأوطان. .المحطة الرابعة: تونسوباريس (1994-1983): غادر محمود درويش لبنان إلى دمشق فى سوريا كمرحلة مؤقتة فى الطريق إلى تونس، ومنها ذهب إلى باريس ليعيش فيها عشر سنوات لكن على فترات متقطعة وليست متصلة, حيث كان يسافر باستمرار، وهناك كانت ولادته الشعرية الحقيقية على حد قوله لجمالها الذى أتاح له فرصة للتأمل والنظر إلى الوطن والعالم والأشياء من خلال مسافة. بعد ذلك فى التسعينيات أصبحت العودة لرام الله متاحةً، فقرر العودة إليها لأنه لن يكون مرتاحًا فى منفاه بأى شكل فاختار العودة إلى عمان لأنها قريبة من فلسطين ولأنها مدينة هادئة وشعبها طيب. المرحلة الخامسة: العودة وعمّان ورام الله (2008-1995): ذهب إلى عمّان الأردنية عام 1995 ولم تختلف حياته فيها كثيرًا عن حياته فى القاهرةوبيروتوباريس، وكان أبرز ما يميزها أنها كانت للعمل الجاد وخير دليل على ذلك أنه صدر له دواوين شعرية كثيرة فى تلك الفترة. ذهب محمود درويش إلى مدينة هيوستن إلى مركز تكساس الطبى فى الولاياتالمتحدةالأمريكية ليجرى عملية القلب المفتوح، فدخل بعدها فى غيبوبة جعلت الأطباء هناك ينزعون أجهزة الإنعاش كما كان قد وصّاهم ليتوفى يوم السبت التاسع من أغسطس عام 2008 وليعلن الرئيس الفلسطينى محمود عباس الحداد ثلاثة أيام حزنًا على «شاعر فلسطين». عاد جثمانه إلى الوطن – رام الله – فى 13 أغسطس، ودُفن فى قصر رام الله وأعيد تسميته ليكون «قصر محمود درويش للثقافة».
سقط القناع
سقط القناع عن القناع عن القناع سقط القناع ولا أحد الاك فى هذا المدى المفتوح للأعداء والنسيان فاجعل كل متراس بلد.. لا.. لا أحد سقط القناع عرب أطاعوا رومهم عرب وباعوا روحهم عرب.. وضاعوا .... سقط القناع عن القناع.. سقط القناع قد أخسر الدنيا.. نعم لكنى أقول الآن.. لا هى آخر الطلقات.. لا هى ما تبقى من هواء الأرض.. لا ما تبقى من حطام الروح.. لا حاصر حصارك لا مفر.. اضرب عدوك لا مفر.. سقطت ذراعك فالتقطها وسقطت قربك فالتقطنى واضرب عدوك بى فأنت الآن حرٌ وحرٌ وحرٌ قتلاك أو جرحاك فيك ذخيرة فاضرب بها، اضرب بها عدوك أنت الآن حرٌ وحرٌ وحرٌ حاصر حصارك لا مفر اضرب عدوك لا مفر سقطت ذراعك فالتقطها وسقطت قربك فالتقطني واضرب عدوك بي فأنت الآن حرٌ وحرٌ وحرٌ
ريتا والبندقية
بين ريتا وعيونى... بندقيَّة والذى يعرف ريتا، ينحنى ويصلى لإلهٍ فى العيون العسليَّة ! .. وأنا قبَّلت ريتا عندما كانت صغيره عندما كانت صغيره وأنا أذكر كيف التصقتْ بي، وغَطَّتْ ساعدى أحلى ضفيرة وأنا أذكر ريتا مثلما يذكر عصفورٌ غديرَهْ آه.. ريتا بيننا مليون عصفور وصوره ومواعيدُ كثيرة أطلقتْ نارًا عليها.. بندقيَّة اسم ريتا كان عيدًا فى فمى جسم ريتا كان عرسًا فى دمى وأنا ضعت بريتا ... سنتَينِ. وتعاهدنا على أجمل كأس ، واحترقنا فى نبيذ الشفتين وولدنا مرتين! آه.. ريتا أى شىء ردَّ عن عينيك عينى سوى إغفاءتين وغيوم عسليّة قبل هذى البندقيَّة! كان يا ما كان يا صمت العشيّة قمرى هاجَر فى الصبح بعيدًا فى العيون العسلَيّة والمدينة كنست كل المغنين، وريتا بين وعيونى.. بندقيّة