يقول الشاعر الراحل محمود درويش: أشلاؤنا أسماؤنا لا ... لا مفر سقط القناع عن القناع عن القناع سقط القناع لا أخوة لك يا أخي، لا أصدقاء حاصر حصارك لا مفر سقطت ذراعك فالتقطها واضرب عدوك... لا مفر وسقطت قربك، فالتقطني واضرب عدوك بي، فأنت الآن حرّ وحرّ وحرّ بتلك الأبيات الدرويشية، التي تسجل الحرب العدوانية التي شنتها إسرائيل على بيروت، ينطلق الناقد الدكتور محمد رفيع، متحدثًا عن رواية "قيد الدرس"، للكاتبة اللبنانية لنا عبدالرحمن، بالمقهى الثقافي، أمس الخميس،بحضور الدكتور شوقي بدر يوسف،وعزة سلطان، وأحمد لطفي، وأدار الندوة الدكتور عصام العدوي. واعتبر "رفيع"، أن الحرب اللبنانية، التي تدور حولها الرواية، تُعد جرحًا غائرًا في قلب كل عربي، ويستدعي جرحًا قديمًا وهو القضية الفلسطينية. ورأى "رفيع"، أن رواية "قيد الدرس"، رواية الهوية، بمعناه الشمولي الواسع، التي تشمل كل عربي أيًا كان جنسيته، وانتمائه، موضحًا أن الكاتبة تنتمي إلى الجيل الإبداعي الثالث، كما يصنفه، فتبحث عن هويتها، وعن ما يميزها عن الرجل. تعود الكاتبة إلى أجواء بيروت فى عمل سردي طويل يرصد حياة أكثر من جيل، ويمتدّ زمن الرواية إلى ما قبل الحرب اللبنانيّة ويستمرّ إلى ما بعدها، من بيروت فى سبعينات القرن الماضى حتى عام 2012. وقال الدكتور شوقي بدر يوسف، إن الكاتبة الروائية لنا عبدالرحمن من الكاتبات اللبنانيات اللاتي احتفين بأزمة البحث عن الهوية، في أعمالها السردية بدءًا من رواية حديقة السراب، ثم تلامس، وأغنية لمرغريت، وثلج القاهرة، ثم أخيرًا روايتها موضوع هذا اللقاء رواية "قيد الدرس"، التي جاءت لتضع النقاط على الحروف بشأن فقدان الهوية عند المواطن العربي. وقد اختارت الكاتبة ثلاثة أزمنة لحياة الشخصيات والأحداث الجارية فيها بتفاصيلها وعنف وصخب أحداثها، زمن بيروت 2012، بشخصياته الرئيسية حسان وليلى أبني نجوى وباسم، وتعود منه الأحداث من زمن الإجتياح الإسرائيلي للبنان في ثمانينات القرن الماضي، من خلال الفلاش باك، ، ثم زمن انتهاء الحرب الأهلية بخمسة سنوات عام 1995، ثم يعود الزمن مرة أخرى إلى زمن بيروت 2012.