السلام عليكم أستاذ أحمد بعد التحية.. أنا سيدة فى العقد الثالث من العمر أعيش بأحد الأحياء الراقية بالقاهرة وأنتمى للطبقة التى يطلقون عليها «هاى كلاس» بحكم عمل والدى كرجل أعمال. منذ 3 سنوات وقعت فى حب زميل لى بالجامعة ثم تزوجنا إجباريًا وبشكل سريع لإرتكابنا خطأً جسيمًا فى حق حبنا واحترامنا لأنفسنا وهو ممارسة حياة الأزواج قبل الارتباط الرسمى - مما أرغم أسرتينا على تعجيل دخولنا عش الزوجية وتدارك الفضيحة بعد معرفتهم بحملى. ومنذ أول عام من الزواج وأنا أتعرض لجفاء وغلظة وسوء معاملة من زوجى ربما لم أر مثلها فى حياتى والسبب غير معلن لكنه محسوس- وهو أننى كنت سهلة قبل الزواج بعدما نال منى متعته الحرام دون معاناة، بل أعتقد بأنه لولا ضغط أسرتى وقوة نفوذها على أهله وقبلها إرادة الله فى سترى - لكنت فى تعداد الموتى من هول الصدمة. ما سبق من سقوط باسم الحب سيدى كان عبارة عن مقدمة لسلسلة لا تنتهى من الانتهاكات بحقى كزوجة، فمن الناحية الاجتماعية لم ينجح زوجى فى إدارة أى مشروع نعيش منه وأصبح عاطلًا متكاسلًا عن العمل ومتطفلًا على كل من يعرفه ومن لا يعرفه رغم أننا على وشك استقبال مولودتنا الثانية، وللأسف الشديد فإن والدى لا يطيق وجوده فى حياتنا منذ البداية لأنه يمثل بنظره دور المغتصب لفرحته بابنته الوحيدة ولا يريد مساعدته على الإطلاق، فى نفس الوقت فإن والد زوجى قد ضاق ذرعًا من تصرفات نجله وعدم قدرته على النجاح فى حياته بصفة عامة بدءًا من أول مشروع ساعده فيه وهو افتتاح سوبر ماركت كبير أنفق على تدشينه 4 ملايين جنيه دون أى مردود يذكر غير ما رصدته كاميرات المراقبة من مضايقاته للسيدات ما أدى لعزوفهن عن التردد مرة أخرى لسوء سلوكه وعدم أمانته معهن. وحقيقة الأمر سيدى فإن هذا الداء اللعين هو ما اكتشفته فيه بعد زواجنا بالإضافة لتعدد علاقاته النسائية. وعندما غافلته وتجسست على هاتفه المحمول اكتشفت رسائله الجنسية نصيًا وصوتيًا مع بعض الساقطات لتؤكد كل الشواهد مسلكه الدنيء، مما دفعنى للصدام معه ومواجهته بكل ما عرفته من حقائق مخزية لكنه لم يعتذر بل أسمعنى ما أكره من بذاءات وإهانات ومعايرة بعلاقتنا قبل الزواج - وأنه لولا الضغوط والتهديدات ما قبل أن يتزوجنى. الآن أستاذ أحمد أصبحت أفكر فى الانتحار والتخلص من حياتى بعد شعورى بالدونية مع هذا الرجل، للدرجة التى وصلت به لإخضاعى بالضرب من أجل ممارسة حقوقه الشرعية معى، فى حين أننى لا أضمن استقامة الحياة بيننا وقدرته على تحمل مسئولية بيت به طفلة وأخرى سترى الدنيا بعد أيام - فهل تنصحنى بطلب الطلاق وتربية بناتى بمفردى فى جو سوى بعيدًا عنه أم ماذا أفعل!؟ إمضاء م. ث عزيزتى م. ث تحية طيبة وبعد... من الرائع أن يمتلك الإنسان إرادة قوية للعودة إلى الطريق الصحيح بعد الانحراف عنه بشكل أو بآخر، ومما لا شك فيه أيضًا أننا معرضون جميعًا للخطأ بسبب طبيعتنا التى تميل إلى الاندفاع أو التهور أحيانًا، وتجربتك تستحق الوقوف عند بعض تفاصيلها - مثل انتمائك لطبقة اجتماعية مرفهة تمثل القدوة لأهم فئة عمرية وهى الشباب - حيث يعتبرونها رمزًا للاستقرار المادى والنجاح حتى لو شكليًا، وهى مظاهر جاذبة ومبهرة وخادعة فى الوقت ذاته للطبقات الأخرى - وأنا لا أنصح بذلك فى المطلق بل من المفترض الاهتمام بقصص الكفاح المبنية على الاجتهاد والنضال الحقيقى المتكامل لتصلح أن تكون نموذجًا يحتذى به. وللأسف عندكم كان الأمر مختلفًا بدءًا من انشغال حماك عن ثروته الحقيقية المتمثلة فى ابنه وعدم اهتمامه بتأسيسه تربويًا وزرع بعض القيم المهمة وجدانيًا بداخله - كالمسئولية والشهامة والإخلاص، كما لم يهتم والدك رجل الأعمال بمتابعة تطورات شخصيتك فى تلك المرحلة الخطيرة من العمر وهى مرحلة المراهقة - حيث تتداخل بعض المفاهيم لتصبح مضللة أحيانًا، كالخلط بين العواطف العابثة والحب الحقيقى الذى يأتى فى وقته المناسب وبالطريقة التى تحافظ للأنثى على كرامتها. لذا أرى أن إدراكك لقيمة الاستقرار الأسرى المنشود والترابط بين الآباء والأبناء من خلال ما حدث - هو ما يجب أن يكون حافزًا من أجل القيام بمحاولة أخيرة لإنعاش الرواسب الإيجابية لدى زوجك وإنقاذ بناتك من شبح التفكك الأسرى، ذكريه بإيمانك بقيمته فى حياتكم كحبيب وكزوج وأب وبأنه يجب أن يجعل هدفه الأساسى هو النجاح ببداية جديدة تثبت قدرته على تحمل مسئولياته وقوة إرادته، وحثيه على التضرع إلى الله بالصلاة والدعاء وعزم النية على التوبة من كل الذنوب وفتح صفحة جديدة مع الجميع،، حاولى معه أولًا وراقبى تصرفاته دون أن يشعر بذلك فإذا تغير بإرادة إلهية فإنه إذًا يستحق دعمك له ووقوفك إلى جانبه، أما إذا أثبت أن لا خير ولا أمل فى هدايته فإن الطلاق هو الحد الفاصل للحفاظ على حياتك وحياة بناتك وتأمين مستقبلهم، اشغلى نفسك بأى عمل يساعدك على الشعور بقيمتك كإنسانة وعلمى طفلتيك ما تعلمتيه فى مدرسة الحياة، لكن اجعلى كل شيء فى وقته، وثقى بأن الله سيعوضك عن صبرك خيرًا بزوج يعرف قيمتك ويقدرك كإنسانة جديرة بالاحترام. دمت سعيدة وموفقة دائما م. ث