كشفت الدكتورة جيهان العسال، نائب رئيس اللجنة العلمية لمكافحة فيروس كورونا، عن أن مصر تخطت مرحلة ذروة الإصابة بفيروس كورونا المستجد، قائلة: «نتمنى ألا تحدث موجة ثانية، هى أمر محتمل لكنه غير مؤكد الحدوث، وندرس ونتابع التطورات لحظة بلحظة تحسبا لأى انتكاسة»، منوهة إلى أن المعدلات مقبولة للغاية، وأن الكثير من مستشفيات العزل الصحى بدأت فى الإغلاق والعودة للعمل بشكل طبيعى، وأن حالات فيروس كورونا حالياً معظمها بسيطة ومتوسطة، مناشدة المواطنين بالاستمرار فى تطبيق جميع الإجراءات الاحترازية. وواصلت وزارة الصحة والسكان، تسجيل انخفاض جديد فى معدلات الإصابة والوفيات اليومية للحالات حيث سجلت 698 حالات جديدة، ثبتت إيجابية تحاليلها معمليًا للفيروس، ضمن إجراءات الترصد والتقصى والفحوصات اللازمة التى تُجريها الوزارة، وفقًا لإرشادات منظمة الصحة العالمية، إضافة إلى وفاة 63 حالة جديدة.
كما أعلنت الوزارة خروج 566 متعافيًا من فيروس كورونا من المستشفيات، بعد تلقيهم الرعاية الطبية اللازمة وتمام شفائهم، ليرتفع إجمالى المتعافين من الفيروس إلى 27868 حالة، وبلغ إجمالى العدد الذى تم تسجيله فى مصر 87172 حالة إصابة، و4251 وفاة، منوهة إلى أنه طبقًا لتوصيات منظمة الصحة العالمية الصادرة فى 27 مايو 2020، فإن زوال الأعراض المرضية لمدة 10 أيام من الإصابة، يعد مؤشرًا لتعافى المريض من فيروس كورونا.
من جانبها، قالت الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة: إن العالم توقف خلال أزمة فيروس كورونا، ولم يكن هناك سيارة فى الشوارع، ودول أغلقت شوارعها كاملة، لكن مصر استغلت الإغلاق الجزئى، وبعد مرور أول أسبوعين منه، طلبت بتحرك العمالة ضمن إجراءات احترازية مشددة، مشيرة إلى أن مصر تمكنت من إجراء تحاليل بى سى آر كورونا للمشتبه بإصابتهم، فى الوقت الذى كانت هناك دول أخرى تجرى مسحا شاملا لسكانها وتحاليل جماعية، وتمسكت مصر وكوريا الجنوبية واليابان بالإغلاق الجزئى فقط، واستطاعت من خلال نجاح المنظومة الصحية تخطى أزمة الفيروس.
وأضافت: كانت معدلات الإصابات والوفيات اليومية من أقل النسب فى العالم، ومع ذلك كانت هناك بعض المحافظات المصرية التى تزيد فيها نسب الإصابات بسبب عدم اتخاذ الإجراءات الاحترازية ضد الفيروس، مؤكدة أن مصر طبقت أقوى بروتوكولات العلاج فى العالم، وسبقت دول أخرى بشهر ونصف الشهر ، فى إدخال بعض العقاقير ضمن بروتوكول العلاج منها عقار «ديكساميثازون»، كما أن مصر لديها كفاءات نجحت فى مجال علاج البلازما، واستطاعت سحب الأجسام المضادة، وحقنها فى المصابين بفيروس كورونا من الحالات الخطرة والحرجة، كما حصلت على عقار «ريميديسيفير»، وتحصل عليه الوزارة بسعر 100 دولار فقط، ونجحت مصر فى إنتاجه محليا، فهى لديها صناعة وطنية محترمة، ومسئولية مجتمعية كبرى.
وأشارت زايد إلى أن النظام الصحى المصرى استوعب الحالات والإصابات جراء فيروس كورونا، وفتح 320 مستشفى فى آخر شهر رمضان، على استيعاب الزيادة الجديدة من حالات الإصابة، كما وفرت الوزارة 2 مليون جرعة للعلاج المنزلى، مؤكدة على أن أصعب فترة مرت على العالم كانت الموجة الأولى من كورونا، لأنه لم تكن هناك استعدادات، ولا يستطيع أحد معرفة الموجة الثانية، ولكن الوزارة ستعمل على مواجهة الفيروس حتى ظهور اللقاح المضاد له. وتابعت: استوعب العالم الدرس، وبدأت الدول تعيد الحياة لطبيعتها ولكن مع الحرص الشديد، لأن عدم ذلك سوف يجعل هناك تزايدا فى الإصابات، وفى مصر يوجد حرص لدى الشعب، ولذلك انخفضت حدة الفيروس بشكل كبير، انخفضت نسبة إشغال أجهزة التنفس فى مستشفيات القاهرة من 97 إلى 20% خلال أسبوع.
إلى ذلك، أكد الدكتور حسام حسنى، رئيس اللجنة العلمية لمكافحة كورونا، أن العالم كله يحذر من موجة ثانية من كورونا، ولكن لا توجد دلائل علمية على ذلك، لا فتا إلى أن الدولة المصرية، هى الوحيدة التى فرضت قانونا يجرم عدم اتخاذ الإجراءات الاحترازية، وهذا من أسباب نجاحها فى مواجهة الأزمة، وتمر الآن بمرحلة الاستقرار، وسوف تبدأ فى مرحلة الانخفاض.
وقال: ارتداء الكمامة هو العامل الحاسم، حيث تحمى الإنسان السليم من انتقال العدوى إليه من المصاب، مؤكدا على أن المسحة أصبحت مهمة فى تأكيد الإصابة، لكن ليس لها قيمة فى تأكيد الشفاء، وتظهر أهمية الأشعة المقطعية خلال الفترة بين ظهور الإصابة والأعراض، وفى حالة وصول كرات الدم فى المصاب لأقل من 4 آلاف فإن مناعته لم تتعاف تماما، ولم يشف بشكل كامل.