من مزايا الابتلاءات .. الاكتشاف الواضح والسريع للجينات الأصلية ... فى الظاهر بتعرفك مين معاك ومين عليك... وفى الباطن هى مقياس حقيقى لقدرك ومعزتك ووضعك فى قلوب الناس .«الابتلاء» فرصة عظيمة للتمييز والتمحيص.. فرصة عظيمة لمعرفة أهل الجينات الأصلية «الصدق والصبر والإيمان»، وكشف وفضح جينات أهل الخيانة والكذب والنفاق. «عبدالموجود ابن عبدالرحيم، كبير الرحيمية قبلى» أو الفنان السيد بدير.. كان من الناس صاحبة الجينات الأصلية الصادقة الصابرة . «السيد بدير « فى الظاهر كانت الابتسامة جزءا من ملامحه .. احتل قلوب الناس بصوته المميز وحضوره الطاغى. . وفى الباطن كان إنسانا حزينا يعيش مأساة كبيرة بسبب استشهاد ابنه الطيار «سيد» فى حرب اكتوبر 1973 . «السيد بدير» فى الظاهر محبوبا من كل زملائه فى الوسط الفنى .. مصدرا للبهجة لكل من حوله، وفى الباطن خلف ملامحه الطيبة كان يخفى أحزانا أكبر، ولا يبوح لأحد بأسراره، فبعد استشهاد ابنه فى حرب أكتوبر عام 1973...تأثرت الحالة الصحية للفنان الكبير وفقد جزءا كبيرا من وزنه، كان يبكى طوال الوقت حتى تأثرت عينيه وفقد القدرة على الرؤية فى أيامه الأخيرة، وفى 30 أغسطس عام 1986 فارق السيد بدير الحياة عن عمر 71 عاماً. فى الظاهر الناس شايفاه «ابن كبير الرحيمية قبلى « شخص ضخم الحجم ساذج ..وفى الباطن،منحه القدر جينات أصلية مليئة بالمواهب .. مثقف ويتحدث عدة لغات جعلت الفنان سليمان نجيب، مدير دار الأوبرا وقتها ينتدبه للعمل مساعد مدير لمسرح الأوبرا، مع الفرق الأجنبية، التى تحيى مواسمها على مسرح دار الأوبرا، واكتسب منهم الكثير من فنون المسرح، حتى أصبح رئيسا لمسرح دار الأوبرا. فى الظاهر فنان يقدم أدوارا بسيطة فى السينما والمسرح .. وفى الباطن جيناته الأصلية منحته القدرة على صناعة النجوم ..»معجونًا» ب»مية الفن»، بارع فى الإخراج والترجمة والكتابة، اسمه «ماركة» فى عالم الفن لاينساها أحد على مر الزمان، صنع أعمالا فنية خالدة، مثل «جعلونى مجرمًا، شباب امرأة، رصيف نمرة 5، حميدو، سكر هانم، أم رتيبة»، وحصل على عدد من الجوائز والأوسمة فى حياته، منها وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى عام 1975. فى الظاهر يعيش فى سعادة وحب مع زوجته الفنانة شريفة فاضل.. والتى ضحت بسبع سنوات ابتعدت فيها عن الفن من أجله ولتربية أبنائهما.. وفى الباطن الابتلاء ظل يطارد السيد بدير.. شائعة سخيفة عن زوجته خربت بيته. شريفة فاضل عادت للعمل فى أوبريت «العشرة الطيبة» مع كارم محمود، بموافقة السيد بدير لثقته فى فريق العمل، ونجح الأوبريت، ولكن أصحاب الجينات الخبيثة والكذب والنفاق لم يتركوه يهنأ بحياته .. اتصلت احدى النساء بالسيد بدير تخبره بأن زوجته قد نشأت بينها وبين زميلها المطرب كارم محمود علاقة عاطفية... طلب منها ترك العمل والعودة للبيت ..خيرها بينه وبين الفن... حاولت تأجيل القرار خوفا من الشرط الجزائى فى عقدها .. فرد بقسوة «أنت طالق»... ليظلم البيت وتذهب البهجة ويعيش وحيدا. «الابتلاء» ظل يطارد السيد بدير حتى بعد رحيله..و كان القدر رحيما به، حينما توفى قبل ثلاثة أعوام من رحيل ابن ثان من أبنائه، هو العالم البارع الدكتور سعيد بدير الذى كان متخصصا فى مجال الاتصال بالأقمار الصناعية، وحصل على دراسات متقدمة فى ألمانيا واشتهر فى أوروبا، وحاولت دول الغرب الاستفادة من علمه، لكنه عاد إلى مصر ليلقى مصرعه فى الإسكندرية بعد سقوطه من الدور الرابع فى حادث غامض تثور الشكوك بقوة حول وجود يد الموساد الإسرائيلى فيه. «الابتلاء» ظل هو العلامة المميزة فى حياة السيد بدير .. واكتشفنا بها جيناته الأصلية من الصدق والصبر والإيمان ... فممكن الابتلاء اللى أنت فيه دلوقتى يكون رزقا من ربنا ..عشان يعرف قوة إيمانك و صبرك وتحملك.. ويكشف للناس اللى حواليك جيناتك الأصلية. مهما كان الابتلاء اوعى تيأس .. مهما كتر الشر من حولك .. وأصحاب الجينات المزيفة الخائنة الكاذبة خدعوك وظلموك .. ومهما تولوا مناصب كبيرة ..تأكد أن ده اختبار لهم أيضا .. ربنا بيكشف به زيفهم وكذبهم وجيناتهم الخبيثة للناس.