وجدت الأحزاب السياسية في ثورة 25 يناير متنفساً لها بعد أن كان الحزب الوطني هو المسيطر علي الساحة السياسية رغم وجود ما يطلق عليه «أحزاب المعارضة» لأنها كانت تخلتف في أفكارها ووجهة نظرها عن الحزب الحاكم، من بين هذه الأحزاب من يحاول الاستمرار للاستفادة من مساحة الديمقراطية التي ظهرت بعد ثورة 25 يناير.. ومنها من لم يستطع الصمود أمام السيل الجارف من الأحزاب التي ظهرت بعد الثورة مستغلة في ذلك أنه للإعلان عن نشأة حزب جديد يكتفي بإخطار لجنة شئون الأحزاب بذلك فقط. واستطاعت أحزاب ما بعد الثورة أن تحصد أكبر عدد من المقاعد داخل البرلمان لتنهي بذلك سيطرة الحزب الوطني عليه، حيث احتل حزب الحرية والعدالة الإخواني رأس القائمة من خلال عدد المقاعد التي وصلت إلي 234 مقعداً في حين وصل عدد مقاعد حزب النور إلي 125 وهاتان الفئتان كانتا مهمشتان قبل الثورة ، في حين حاول حزب الوفد أن يحافظ علي مكانته نسبيا بعد الثورة باحتلاله 38 مقعداً داخل البرلمان في حين لم تؤثر الثورة كثيرا في بعض الاحزاب التي لم يكن لها صدي من قبل والتي استطاعت أن تحصل علي 10 مقاعد فقط كحزب الإصلاح والتنمية في حين لم يحصل حزب السلام الديمقراطي سوي علي مقعد واحد فقط. بينما انضمت بعض الأحزاب إلي الائتلافات والحركات الجديدة خشية سقوطها في المعركة الانتخابية والتي استطاعت ان تحصل علي 34 مقعداً داخل الكتلة المصرية ومن أبرزها حزب التجمع ، في حين أثبتت مجموعة الأحزاب التي ظهرت بعد الثورة جدارتها في الشارع المصري بحصولها علي عدد من المقاعد ومن أهمها الوسط الذي حصل علي 10 مقاعد ومصر القومي الذي حصل علي 5 مقاعد وكذلك الحرية الذي حصل علي 5 مقاعد والمواطن الحر 4 مقاعد والاتحاد مقعدين والاتحاد المصري العربي وحزب العدل وحزب العدل لم يحصلوا سوي علي مقعد واحد فقط. أحزاب حافظت علي وجودها.. كان عدد أحزاب «المعارضة» - كما كان يطلق عليها قبل الثورة - لا يتعدي 24 حزبا سياسيا معترفا بها في الساحة السياسية من قبل لجنة شئون الأحزاب التي من أهمها، حزب الوفد الذي يرأسه السيد البدوي والذي كان دوره واضحا قبل الثورة كأبرز حزب معارض علي الساحة السياسية، بينما ظهر عدد من الاحزاب والتيارات الإسلامية بعد الثورة.. بالإضافة إلي التحالفات والائتلافات الشبابية.. وهو ما أدي إلي تراجع الوفد بشكل ملحوظ، والذي ظهر بدوره في الانتخابات البرلمانية حينما حصل علي 38 وبالتالي وضعه في المركز الثالث من حيث عدد المقاعد داخل البرلمان بعد تقدم حزبي الحرية والعدالة الإخواني والنور السلفي. فيما فشل حزب التجمع في الحفاظ علي مركزه كثاني أقوي أحزاب المعارضة قبل الثورة.. وقد ظهر ذلك خلال الانتخابات البرلمانية الأخيرة حيث انضم هذا الحزب والذي كان يرأسه الدكتور رفعت السعيد إلي تحالف الكتلة المصرية الذي كان يضم معه حزبي المصريين الأحرار والمصري الديمقراطي الاجتماعي تفاديا لفشله في حالة المشاركة في الانتخابات تحت اسم الحزب.. وذلك بعد السيطرة الإخوانية والسلفية علي الانتخابات البرلمانية. فيما شهد الحزب الناصري حالة من اليأس بعد فشله في الحصول علي أية مقاعد في المرحلة الأولي من الانتخابات، حيث أرجع محمد أبوالعلا رئيس الحزب ذلك للظروف المالية الصعبة التي يمر بها الحزب، وعدم قبولهم أي تمويل، وكان ذلك بعد عدة قرارات مختلفة حول مشاركته في الانتخابات أو المقاطعة لأنه كان من أنصار الدستور أولا، ولكنه عاد وقرر المشاركة ضمن أحزاب «التحالف الديمقراطي» الذي كان يضم 34 حزبا ولكنه انسحب منه بعد ذلك هو وعدد آخر من الأحزاب. بينما تعامل حزب «الإصلاح والتنمية» بشكل أكثر ذكاء ليتوافق مع الثورة حيث استطاع رئيسه محمد أنور السادات أن يتحد مع رامي لكح رئيس حزب مصرنا الذي أعلن بعد الثورة، ليجتمع الحزبان في حزب واحد تحت مسمي «الإصلاح والتنمية مصرنا»، واستطاع بذلك أن يحصل علي 10 مقاعد داخل البرلمان. احتل حزب الغد نصيباً كبيراً من الجدل نظرًا إلي أن رئيسه أيمن نور كان ينوي الترشح للرئاسة الجمهورية ثم منع قانونا من إعلان ترشحه، وأصبح الحزب من الأحزاب المشاغبة قبل الثورة وكان مقسوما إلي جبهتين إحداهما جبهة نور والأخري جبهة موسي مصطفي موسي، فيما قام نور بتغيير اسم الحزب حينما وجد هجوما عليه من قبل الثوار وأطلق عليه «حزب غد الثورة» إشارة في ذلك للإعلان عن توحيد أفكاره مع الثورة وشبابها.. ولكنه أثبت فشله في المعركة الانتخابية لمجلس الشعب حيث لم يحصل علي أي عدد من المقاعد. كما حاول حزب الكرامه الظهور من خلال تفاعل رئيسه حمدين صباحي مع الأحداث السياسية، وذلك من خلال إعلان ترشحه لرئاسة الجمهورية وتنظيم عدد من المؤتمرات الجماهيرية للإعلان عن برنامجه الانتخابي في كثير من المحافظات، بينما لا يذكر للحزب أي نشاط سياسي بعد الثورة أو مشاركة فعالة خلال الانتخابات البرلمانية. فيما لفظت بعض الأحزاب أنفاسها الأخيرة بعد الانتخابات البرلمانية.. حيث كانت تأمل أن تعيد نشاطها من جديد من خلال حصولها علي عدد من المقاعد في البرلمان ولكنها فشلت في تحقيق ذلك ومن أبرز هذه الأحزاب حزب الجبهة الديمقراطي الذي كان يرأسه أسامة الغزالي حرب وحزب الأمة الذي يرأسه سامي حجازي والمحافظين ورئيسه مصطفي عبدالعزيز الذين لم يحصلوا علي أي عدد من المقاعد داخل البرلمان.. في حين اقتنص حزب السلام الديمقراطي ورئيسه أحمد الفضالي مقعداً واحداً فقط. أحزاب ماتت بعد الثورة.. وسط تلك الأحزاب التي حاولت بذل قصاري جهدها للتمسك بمكانها داخل الساحة السياسية بعد الثورة، فهناك أحزاب أخري اندثرت لتثبت للرأي العام صحة اللقب الذي كان يقال عليها قبل الثورة وهو «الأحزاب الورقية»، وهذه الأحزاب هي التي لم تستطع الوقوف أو المنافسة مع تلك الأحزاب الجديدة التي ظهرت بعد الثورة وذلك بسبب التمويل.. حيث إن أغلب الأحزاب الجديدة يتبناها رجال أعمال يتولون تمويلها في حين أن هذه الأحزاب كانت تعتمد علي التمويل الذاتي فقط من أعضاء الحزب، ومن بين هذه الأحزاب حزب الجيل الذي كان يرأسه ناجي الشهابي وحزب الشعب الديمقراطي الذي كان يرأسه أحمد جبيلي والاتحاد الديمقراطي ورئيسه حسن ترك وحزب العدالة الاجتماعية ويرأسه محمد عبدالعال والحزب الدستوري ويرأسه ممدوح قناوي والجمهوري الحر ورئيسه الدكتور حسام عبدالرحمن وحزب الخضر ويرأسه الدكتور عبد المنعم الأعصر وحزب شباب مصر ورئيسه أحمد عبدالهادي وحزب التكافل برئاسة الدكتور اسامة شلتوت وحزب الوفاق القومي ورئيسه محمد رفعت وحزب مصر 2000 برئاسة الدكتور فوزي غزال وأحزاب أخري اعلنت تجميدها وهي حزب العمل وحزب مصر الفتاة وحزب الاشتراكيون الثوريون وحزب الشيوعي المصري. أحزاب الثورة.. وبعد أن زادت مساحة الديمقراطية في مصر بعد الثورة وإعطاء فرصة لجميع التيارات السياسية للتعبير عن رأيها أيا كان اتجاهها.. فقد ظهر ما يزيد علي 65 حزباً سياسياً أعلنوا عن أنفسهم من خلال إخطار لجنة شئون الأحزاب التي كان أغلبها من شباب الثورة.